;

وزراء الأبراج العالية!! 615

2009-05-20 02:55:10

سعد الحفاشي

- من على كراسيهم الدوارة بمكاتبهم الفارهة والفخمة التي كان تأثيثها عشرات الملايين.. تجدهم يسخطون وينخطون، يأمرون وينهون، يشتمون هذا ويصرخون في ذاك، أبوابهم موصدة مقفلة بأقوى المغالق الأمريكية لا يسمح بدخول المراجعين والغلابة وأصحاب المصالح إلى مكاتبهم مهما كانت الدواعي ضرورية لمقابلاتهم.. القلة فقط من الناس المقربين والمبجلين والحاشية المتنفذين هم الذين يتاح لهم فرصة التردد على مكاتبهم والدخول إليهم والاستنفاع بتوقيعاتهم على مذكرات وأوامر وقرارات لا يدرون ما هي ولا ما النفع منها، فهمهم هو من هو الشخص المستفيد من ذلك؟!

- دائماً يتأففون من الأشياء التي يشاهدونها أو يسمعونها أو حتى الأماكن التي مرون منها والأشخاص الذين يتحدثون إليهم أو يراجعونهم تجد آذانهم محمرة ملتهبة من كثرة استخدامات الهاتف اليدوي الذي لا يفارقهم إلا في أحايين قليلة، فنجدههم يتصلون بهذا ويردون على مكالمة هذا ويستفهمون من ذاك ، وتظن أن ذلك من صميم أعمالهم وأنه لمنفعة العمل والناس ثم ما تلبث وأن تكتشف أن كل تلك الهرطقة في تسيير أعمالهم الذاتية والأسرية ومشاريعهم الخاصة أما الاتصالات المتعلقة بعملهم والتي قد يحدث وأن يتجرأ مدير مكتب من هنا أو مدير فرع من هناك بالاتصال بأي منهم لشيء ضروري يهم العمل فإنهم وبمجرد الاطلاع على رقم المتصل يرفضون استقبال المكالمة وإن حدث واستقبل الاتصال فإنه ما يلبث وإن يسخط بصوت عال في وجه المتصل وينهره بكلمة تسد أنفاسه.

- همهم الرئيسي والأول بل والدائم هو المؤتمرات والسفر للخارج لحضور مؤتمرات أو فعاليات أو تبادل زيارات أو تلبية دعوات أو مشاهدة معارض ومسابقات أو عقد ندوات ودورات وورش ولقاءات خارجية لا يعود على البلاد من ورائها بما يساوي فلساً واحداً من النفع والفائدة فسفرهم الدائم للخارج الغرض الأول منه هو استنفاعهم الشخصي والمقربين منهم من تلك الآلاف المؤلفة من الدولارات أو غيرها من العملة الصعبة التي يكملون خزينة الدولة بصرفها لأنفسهم ومن يرافقهم عند كل مهمة سفر ينجحون في ابتداعها، أما الهدف الثاني فهو السياحة والاستجمام السياحي، وغير ذلك لا شيء.

- إنهم ينفقون على كل رحلة سفر للخارج من الدولارات ما يساوي موازنة تشغيلية مجزية لمكتب خدمي أو تنفيذي في محافظة من المحافظات بمستوى إدارة عامة لعام كامل بالعملة المحلية وتصوروا في ظل وضعنا المتردي بسبب العجز المالي القائم كم يهدرون هؤلاء من قوتنا وعرقنا وكم كان حالنا سيتغير إلى الأفضل في حالة خجل هؤلاء من أنفسهم، ورفع أيديهم عن نهب ما اؤتمنوا عليه من مال بيت المسلمين.

- يمجدهم الإعلام وهرطقات الصحف من الكتابات الممجدة والمبجلة لهم ولصنائعهم ونشاطاتهم الكاذبة والتي تظهر عكس حقيقتهم.

- فهل أدركتم من هم هؤلاء الذين نتحدث عنهم إنهم بعض وزرائنا الأفاضل ومسئولينا الأجلاء رؤساء المؤسسات والهيئات والمصالح ولا سامحهم الله والذين سئمنا من سماع أخبارهم اليومية أو مشاهدة صورهم في كل نشرة أخبار يومية حيناً غادر فلان.. وحيناً عاد فلان.. وحيناً التقى أو استعرض أو اطلع فلان أو علان!!

- فما الخبر من نشاطات هؤلاء ومن تلك الظواهر الإعلامية التي يبتكرونها كل يوم على شاشة التلفاز ووزاراتهم ومؤسساتهم أو هيئاتهم ومصالحهم من رديء إلى وما من أحد وما منهم ومنذ تعيينه بذلك المنصب قد كلف نفسه عبء النزول ميدانياً إلى أي محافظة من المحافظات للاطلاع على أوضاع هذه المحافظة أو تلك وتلمس هم ومشاكل مكتب وزارته أو مؤسسته أو الهيئة والمصلحة التي يرأسها.

- إن وزراء كثيرين وليس كل الوزراء وكذلك حال معظم رؤساء المؤسسات والهيئات والمصالح قد زاروا أميركا وأوروبا ووإلخ عشرات المرات منذ شغلوا مناصبهم تلك بينما لم يحدث ومنذ عينوا وحتى الآن أن زاروا محافظة من المحافظات، وما من مرة اطلعوا على واقع حال وزاراتهم ومؤسساتهم أو مصالحهم وهيئاتهم وما يتبعها من مراكز وإدارات في أي مديرية أو محافظة.

- أقول ذلك رغم قناعتي أن أغلب وزرائنا والحمد لله يحتذى بهم، ولكن ليسوا كلهم كذلك ومن كذب جرب وتابعوا نشرة الأخبار اليومية، لتشاهدوا كم يغادر وكم يعود من وإلى أرض الوطن كل يوم من المسئولين!!.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد