إسماعيل صالح السلامي
بعد ظلام دامس وليل طويل وحياة ككيبة. . تسطع شمس الثاني والعشرين من مايو ذلك اليوم الأغر الذي تحقق فيه حلم اليمانيين فكان نقطة التحول من الظلمات إلى النور. . ومن ماضيٍ تشطيري مأساوي إلى حاضر وحدوي ديمقراطي. . ومن عصر الجهل والتخلف إلى عصر التعليم والتنمية بكل أشكالها ومجالاتها المختلفة. .
ففي هذا اليوم المجيد يوم الثاني والعشرين من مايو دخلت اليمن في أحضان نظام سياسي جديد مغاير للنظامين الشطريين حيث قرنت هذه الوحدة بديمقراطية فصارت الوحدة والديمقراطية قرينين إذا رفع أحدهما رفع الآخر. .
أن الوحدة اليمنية العظيمة هبة من الله سبحانه وتعالى لمستحقيها اليمنيين ليلم شملهم بعد شتاتهم وليتعانقوا بعد أن تفرقوا فهي الكنز الثمين لأبناء اليمن ينهلون منه على مختلف انتمائهم السياسية ومشاربهم الثقافية والفكرية. . فلا فرق بن شمالي أو جنوبي فقد عملت الوحدة اليمنية على إذابة العنصرية والمناطقية الشطرية وعادت بفضل الله ثم الوحدة الأسر التي كانت مشطرة إلى أسرة واحدة. . الأم التقت مع ابنها. . والابن التقى بأمه. .
كما أن الوحدة اليمنية كانت النقطة الأساسية الأولى في سبيل التغلب على الواقع المؤلم الذي أوجدته الشطرية وأفرزته هذه الإقليمية المقيتة. . فالوحدة والاتحاد حول الضعف إلى قوة والعداوة إلى أخوة والفقر إلى غنى. . فمثل يوم الوحدة- يوم ال 22 من مايو المجيد - منعطفاً سياسياً هاماً نشأت عليه الحياة الجديدة لليمانيين إذ اتجه البناء نحو المجال السياسي وتم بناء هذا المجال بناء نوعياً هاماً كما أعطى دستور الجمهورية اليمنية والقانون النافذ حق إنشاء وتشكيل الأحزاب السياسية وحرية الكلمة والرأي والتعبير و المشاركة في صنع القرار. . فلا مجال لتكميم الأفواه ولا مكان للاعتقالات السياسية من قبل أمن الدولة. .
إن هنالك من الحاقدين على الوحدة اليمنية كونها كشفت خباياهم الظلام التي كانوا يتسترون وراءها في نهب الأموال وهتك الأرواح وغيرها من الأعمال الإجرامية التي عانى منها آباونا وذاقوا خلالها المر والعلقم. . فباتوا يسعون لاستعادة تلك الحقبة الظلامية قبل ال 22 من مايو- لإعادة مصالحهم المجونية فيعملون على إثارة الفوضى والإخلال بأمن الوطن واستقراره للعودة بعجلة التاريخ إلى الوراء مستغلين فئة الشباب - الجاهلين عن الدين- الضالين عن العلم- العاطلين عن العمل- كونهم غير مدركين لأهمية الوحدة اليمنية ولم يعون شيئاً عن تلك الحقبة الظلامية التي عانى منها الجميع فيبثون لهم أفكاراً عنصرية هادمة تهدف إلى إثارة الحقد والكراهية بين أبناء البلد الواحد. . .
بل وهنالك من يمثلون الخطر الأكبر على الوحدة اليمنية والذين لا زالوا يحلمون بإعادة الحكم الإمامي بماكان فيه من جهل وتخلف وقمع واستبداد. . يظهر ذلك بجلاء في عصابة التمرد الحوثي في صعدة حيث يحظون بدعم صهيوني وفارسي كونهم يريدون تمزيق الوحدة اليمنية واعاقة نجاحها نظراً لمعرفتهم أن نجاح الوحدة اليمنية سيكون انطلاقاً لوحدة عربية شاملة تعيق مصالحهم في الساحة العربية. .
فحركة التمرد الحوثي ليست من اليوم أو من عمل أمس بل هي امتداد للحروب الصهيوفارسية على الإسلام الذين عجزوا عن مواجهة المسلمين فلجائوا إلى إثارة النعرات الطائفية وسط المجتمعات الإسلامية لخلخلته وإعاقة وحدته ولذلك فهذه الحركة باتت تمثل خطراً كبيرا ًعلى الوحدة اليمنية والأمة العربية والإسلامية. . فندعوا إلى اصطفاف عربي ووحدة عربية لصد المخططات الصهيوفارسية امتثالاً بقوله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون". مما سبق ندرك أن الوحدة واجب ديني وغرض دنيوي لحماية الإسلام والمسلمين من كيد أعدائه ولو رجعنا إلى تاريخ الأمة الإسلامية لوجدنا أن ازدهارها كان نتيجة الوحدة في صفوف المسلمين أو العكس في بعض الفترات الزمنية كما حدث حالياً فانظروا ما تعانيه الأمة الإسلامية حالياً من انحطاط نتيجة التمزق والانفصال بفعل دسائس أعداء الإسلام من الفرس والصهاينة.
فالوحدة اليمنية محمية بإرادة الله وإرادة الشعب وخيار كل اليمنيين الصادقين المؤمنين لبلدهم يمن الحكمة والأيمان فلا خوف عليها من كيد الحاقدين أعداء الوحدة أعداء الإسلام فستبدي الأيام مؤامراتهم وسيطاردون أين ما كانوا وحيثما ثقفوا ولن يتمكنوا من خلخلة الوحدة اليمنية فهي راسخة رسوخ الجبال الرواسي بإذن الله تعالى. <