عدنان عبده قاسم
إن ديننا الإسلامي الحنيف قائم على أساس العدل والأخلاق الحميدة الفاضلة حيث أن الله سبحانه وتعالى قد وصف نبيه صلى الله عليه وسلم حيث قال" إنك لعلى خلق عظيم" صدق الله العظيم فبالأخلاق تبني الشعوب قيمها ومجتمعاتها حيث أن في زمننا الحاضر أصبحت الأخلاق معدومة وغرست مكانتها ثقافة الحقد والكراهية وخروج أغلب الناس عن المألوف فعلى المستوى الفردي بلا شك أن الكثير منا يصاب بالقلق والإحباط إذا كان المواطن البسيط أصبح مشحوناً بثقافة الكراهية ونقلها لأطفاله الذين يرددونها في المدارس أكثر من ترديدهم للنشيد الوطني.
هذا ما حدث في بعض مدارس كرش هذه الأيام من خلال خروج الطلاب من الفصول ينشرون شعارات وهتافات رذيلة لا تمت للتعليم بصلة وهذا كله بفضل أصحاب الحراك اللأخلافي. فلا بد على إدارة التربية أن تعي ذلك وليس هذا فحسب بل إن المواطن العادي الذي يفترض أن يكون مثلاً أمام أطفاله ويكون مفعماً بالأخلاق الفاضلة الذي تعلمناها من أجدادنا وديننا الإسلامي تجده اليوم يصف أخاه المواطن بكلمات مناطقية لا تخلو من الإيذاء فمثلاً ما يحدث في بعض المحافظات الجنوبية وخاصة في محافظتي الضالع وحضرموت وما يتعرض له المواطنون الشماليون من إخوانهم الجنوبيين من سب وشتم وحتى صل إلى إحراق المحلات التجارية أليس هذا انعدام الأخلاق والضمير؟ فالمسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده وليس المسلم من عمل على قطع الطريق تحت تهديد السلاح. فلا بد أن نعمل بقول الرسول "صلى الله عليه وسلم " المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" صدق رسول الله فلا بد لنا من الإصلاح الأخلاقي والابتعاد عن الأزمة الأخلاقية لأن هناك مظاهر عدة تكشف لنا ذلك التدهور الأخلاقي حيث أننا نشهد ممارستها ونسمع الفاظها على مستوى الوطن. فنقول هذه المشاكل التي تحدث في زمننا مهما تنوعت وتعددت هي ناجمة عن أزمة أخلاقية.
الإصلاح الأخلاقي لا يحتاج إلى برامج وخطط من الحكومة كما تعمل الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية إنما هي مسؤولية تقع على عاتق المجتمع بكبر فنائه وأفراده ومؤسساته التعاونية وأحزابه ومساجده وإعلامه وأول شيء يكون على عاتق الأسرة والمدرسة.
لابد علينا من احترام القيم الأخلاقية لأنها أساس ديننا الإسلامي حيث قال الشاعر "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا" على الآباء ممن قد طوت على صفحاتهم أزمة أخلاقية عليهم مراجعة أنفسهم وتدريبها على مكارم الأخلاق وتربية أطفالهم الذين هم أمل مستقبلهم بغرس القيم الأخلاقية واحترام الآخرين حتى نعلم أن على كل فرد منا أن يحترم ويثق بذاته وقدرته ويؤمن أنه عضو في هذا المجتمع لا يمكن الوصول إلى سعادته وتلبية متطلباته إلا بالعمل الجماعي الذي تنص قاعدته على العمل المتبادل بالفعل والكلمة.<