علي الصباحي
إلى متى سيظل الشعب الفلسطيني يعيش وسط مثلث الموت؟؟!!( خلافات فتح وحماس + حصار الأشقاء + الاعتداءات الصهيونية )هذا المثلث الأسود الذي يطحن الشعب الفلسطيني منذ سنين هل يتحلحل؟ !!هل يقدم النظام المصري الشقيق على خطوة تحررية من القيود المضروبة عليه من قبل أعداء الشعب الفلسطيني والأمة ككل ويسحب ( الضلع) الغائر في صدر الفلسطينيين ويفتح معبر رفح لتخفيف المأساة الفلسطينية ؟!! أم أن مثلث الموت سيظل متساوي الأضلاع ؟!!
عشرات الأطنان من المعونات يتم توقيفها وبالتالي إعدامها لانتهاء صلاحيتها بسبب هذا الضلع الظالم ( معبر رفح المغلق) ومن ثم يتعرض أبناء شعبنا الفلسطيني للموت البطيء والمرض المستشري والجوع المدقع بسببه في الوقت الذي يتنعم الآخرون بكل متع الحياة الفانية وتمثل في إخوتنا الفلسطينيين هذا البيت : تموت الأسد في الغابات جوعا -ولحم الضأن تأكله الكلاب.
لا احد ينكر دور الشقيقة مصر القومي والتاريخي تجاه أبناء فلسطين منذ زمن بعيد إلا أن ذلك الدور أصيب بمقتل بسكين معبر رفح واستمراره خنق الشعب المظلوم من قبل أبنائه وأشقائه وأعدائه على السواء!!!!
أما الضلع الثاني لمثلث الموت فيتمثل بما يجري بين حركتي فتح وحماس من خلافات يومية ولم يصلا إلى طريق معبد بروح الوطنية والأخوة الخالصتين والتسامح الشامل يذوب من خلاله ضلع الخلاف والشقاق ويحمى هذا الطريق بالتنازل من الطرفين من اجل المصلحة العليا للشعب الفلسطيني عامة وبالتالي تخف وطأة طاحونة الموت التي تطحن شعبنا هناك في الداخل الفلسطيني كما الخارج !!!
لكن يبدو أن حصول مثل هذه الأماني بعيدة المنال بسبب إصرار حركة فتح وتعنت حماس !! كون حركة فتح بقيادة عباس لم يعد قرارها فلسطينياً بحتاً كما كان أثناء أبو عمار رحمه الله ولم تعد فتح تتمتع بقبول شعبي كما كانت قبل غياب عرفات وهذا ما يضع موقف قيادة حماس في خانة التعنت والتوجس أمام اطروحات فتح .
الجميع سمع عن عدة لقاءات حوار بين فتح وحماس سواء في الشقيقة مصر أو في الشقيقة المملكة العربية السعودية , وكذلك في صنعاء , حيث كان ينتج عن كل لقاء يعقد وثيقة تمثل أرضية مشتركة يقف عليها الفرقاء لانها الخلافات , إلا أن كل تلك الوثائق كانت تتوج بالخلاف من جديد قبل أن يجف حبرها!!!وهذا ما سيؤول إليه اللقاء الجاري في الشقيقة مصر من قبل الفصيلين ( الفتحاوي والحمساوي ) وهذا مالا نتمناه , إلا أن الشارع الفلسطيني والعربي ينظرا إلى أي لقاء يتم بين فتح وحماس انه مجرد مضيعة للوقت ليس إلا, بسبب غياب شخصية ( كاريزمية ) فلسطينية تتمتع بالقبول الشعبي من كل الفصائل وبالأخص فتح وحماس , ويبدو أن لا أمل في شخصية كهذه إلا السيد مروان البرغوثي الذي يتمتع بقبول وإجماع شعبيين واسعين واطمئنان كبير من جميع التيارات داخل وخارج الساحة الفلسطينية , ولذا سيظل إخوتنا في فلسطين يرزحون تحت محرقة الخلافات الداخلية بدون قيادة مقبولة من جميع الأطياف السياسية كمروان ألبرغوثي الذي يقبع في احد سجون الصهاينة .
أما ثالث الضلعين السابقين من مثلث الموت فهو الضلع الصهيوني اللئيم وهذا الضلع الآثم يستمد بعض قواه من الضلعين السابقين , وكان الله في عونكم يا أبناء فلسطين الأبية , والله نسأل أن يفرج عن القائد المنقذ مروان ألبرغوثي وجميع السجناء.<