جمعه إبراهيم منصور
يبدو ما يسمى بدول الاعتدال بالوطن العربي هؤلاء الذين جاءتهم صفة الاعتدال من خلال العم سام فرحوا بها واعتبروها صفة جيدة وميزة تعطيهم القبول والاستقرار، ولكن فاتهم أن العم سام ليس له صاحب ولا صديق ولا شريك، همه الأوحد تحقيق أغراضه وأهدافه وأهداف ربيبته دولة العصابات الصهيونية.
وفاتهم أيضا أن المنطقة قادمة على تغيرات جذرية في توجهاتها وتحالفاتها، هذه التحالفات التي ستعصف بما كان موجودا أو مؤملا سيما في منطقة الخليج، فأمريكا يبدو أنها وصلت إلى قناعة أن إيران هي المؤهلة لتكون الشرطي الجاد والأمين والفاعل بالمنطقة والاتفاق معها ليتحقق لأمريكا مصالحها حتى لو أدى ذلك إلى ضرر أو تهميش الأصدقاء الأفذاذ بالمنطقة بما فيهم دول الاعتدال.
كما أن أمريكا قد طفح لديها الكيل من دولة العصابات الصهيونية ولم تعد تتحمل ما تمارسه عليها هذه الدولة المختلقة من ابتزاز وما تضعه عليها من تبعات ومسؤوليات عصفت بمصالحها في المنطقة، وأول ما يؤشر لذلك أن المسؤولين الأمريكيين لأول مرة أصبحوا يتحدثون عن مساواة المطالبة بوقف مشروع إيران النووي بإيقاف وإخضاع مشروع إسرائيل النووي للتفتيش والمراقبة.
وقد تتوالى المؤشرات التي تؤكد أن دور إسرائيل بالمنطقة قد انتهى وسيسند لغيرها وسيكون مصيرها مجرد دويلة صغيرة غير ذات أهمية، ويجب أن تعيش إلى جانب دولة فلسطين وتتعايش معها، وهذا سيجر عليها نزوح أغلب الصهاينة عائدين للبلدان التي أتوا منها أو إلى أوروبا وأمريكا.
