محمد صالح الحجاجي
حتى لو جاء الاحتلال من جديد ، من الصعب أن يبني أنفصالاً سياسياً على قاعدة أجتماعية موحدة في وطن العروبة على غرار بعض البلدان العربية المتنوعة إثنياً وثقافيا ومذهبياً والأصل لا يمكن أن يكون إلا واحد ولذلك وحدة اليمن ليست مرتبطة بحدود جغرافية أو بوثيقة أرتباط كتوبة على ورق كما يتخيل البعض بل أرتباط موثوق بوحدة المصير ورعاية الرب ليمنيتها من أي قوة احتلال في الماضي والحاضر تهدف لتغيير هوية جزء من الوطن بديلاً عن هويته اليمنية الأزلية الموحدة في عقول أبناء الأمة العربية والاسلامية المستمدين تاريخيهم من مجد حضارته.
الحراك الجنوبي تسمية لا تنطبق على واقع الأحداث ، كيف يكون حراكاً وهو مشلول غير قادر على الحركة قابع في منطقة محصورة جغرافياً معروفة تاريخياً بصلتها بأحداث الفوضى فقط له القدرة على التطرف على من يقع بجانب يديه والصياح بخطاب العنصرية، أيضاً كلمة جنوبي كصفة يقصد بها هوية بديلة للهوية اليمنية فليست لها دلالة في قاموس التاريخ العربي والاسلامي إلا في قاموس الاحتلال البريطاني الراحل مع مفرداته وحتى لو كان لها أصل جغرافي فليس له أمتداد يذكر.
فكرتهم المشلولة أوجدت لديهم أقوال وأفعال الجنوب التي لم تحدث أي تحفيز لعقول الشعب للاستجابة لأن نشر الهدف لديهم يجعل الجسم تلقائياً يضطر أن يعمل تثبيط لأي محاولة أغواء نشر ثقافتهم الفوضوية المعيقة لفكرهم المتربع على كراسي العنصرية المحصورة في جزء مثلث بيئته قاسية على حياة البشر وعند ظهور حالات شلل فكرية في أماكن أخرى تظل حالات لا تجد من يروج لفكرها فلا يوجد خيار أمامه إلا أن تغادر إلى أماكن كراسي الفوضى تتربع عليها مثالاً لذلك باعوم والنوبه ، أحياناً يظهر امتداد لداء الفكر المشلول في أماكن أخرى لكن سرعان ما يختفي للصعوبة أستمرت في بيئة رافضة أن تكون كراسي يحرك بها فكر مشلول ثقافتهم العنصرية هي أمتداد للثقافة المناطقية الممتدة من قبل ثورة أكتوبر حيث كان هناك 23 سلطنة التي تحت سيادة الاحتلال حتى جاءت حقبة الحزب الذي أستطاع بفعل مناضلي التحرير توحيد تلك السلطنات تحت سلطة واحدة عرفت بجمهورية اليمن الشعبية ولكن المناطقية ظلت متواجدة في ظل وصول قيادة إلى الحزب فيما بعد ولها حنين العودة إلى المناطقية ثقافة لدى قادة الحزب آنذاك وبعد ذلك أمتدت إلى أوساط العامة ، صحيح هناك كان دمج سياسي لكن الثقافة المجتمعية متجزئة بسبب بسيط أن القياد آنذاك لها نهج عنصري وتريد أن تبحر بالسفينة في ظل موجات الصراعات المناطقية التي امتدت إلى الفجوة وكان لابد من الاتجاه نحو الاندماج مع الطرف الآخر من الوطن المليء المآسي في ظل المصالحة الكبرى في 22 مايو 1990م.
والغريب أن هؤلاء هم أنفسهم اليوم يعيدون تاريخيهم والبعض تاريخ آبائهم والجدير أن روح العنصرية لدى الأبناء توهج محرق لأي آمال أن يتخلصوا من أربهم الفوضوي والأغرب أن عشاق المدنية والتحضر كأبناء عدن "غير الأصول الشيطانية" وحضرموت الحضارة ولحج القمندان تناسوا ما أكتوا به سابقاً وسوف يكتوون مستقبلاً أذا أصر عشاق الفوضى على إشعال النيران عنصريتهم التي ظلت خامدة لفترة حتى مكوى الضحية يبرد والمارق يأخذ استراحة لتخطيط استراجية فوضوية جديدة تختلف اليوم عن سابقتها بأن المتعنصرين المختلفين بل المتقاتلون بالأمس أتحدوا اليوم ضد شعب يختلف عن الضحية الأولى بأنه يتوق إلى مواجهة المارقين.
الوحدة مصيرنا والأهم معرفته أن المصير لا نقاش فيه وإذا حصل خلل في استراجية المصير لنا المطالبة كشعب من أقصى الشمال إلى الجنوب بوضع أستراتيجية جديدة يدونه أناس أحقيون بها أما المصير سيظل قدر الشعب لا مفر منه وعند انحرافناً عن الحق المصيري سنظل تائهين عما نريد ويستغل حقوق الشعب كاللعبة مهاترات بل أحياناً مواجهات مسلحة بين النظام شماعته مصيرنا وقله متطرفة شماعته حقوقنا وتظل حياتنا يسودها الخارجون عن القانون الضائع بفعل عدم رعايته من النظام الفاقد لوعيه، الشعب منتظر صحوة النظام ليمسك بقوة القانون لردع تجار تسويق للفوضى أما مقدراتهم على تحقيق شعاراتهم قدرة تفوق حجمهم.
