سعاد الشرفي
هناك نوع من الناس يتصور أن الله أعطاه سرعة الحركة ليتقن الهرب من المسؤولية .. وهذه المقولة أكثر من تنطبق عليه هو مدير عام مكتب الأوقاف في م/ عدن. فما هو الجديد الذي أتى به هذا الرجل ..أو الذي من الممكن أن يأتي به؟ إذا علمت عزيزي القارئ بأن مديونية استهلاك المياه التي على مكتب الأوقاف حتى دورة شهر أبريل هي "930،159و 528ريال" أي خمسمائة وثمانية وعشرون مليون ومائة وتسعة وخمسون ألف وتسعمائة وثلاثون ريال.
بسبب هكذا أشخاص وبسبب حالة اللامبالاة التي يعيشونها تظل مشكلات انقطاعات المياه هي أهم ما يعكر صفو حياة الناس وخاصة في المناطق الحارة..ولا نرى أية حلول جذرية قادمة
مديونية مكتب الأوقاف م/ عدن لمؤسسة المياه أكبر من مديونية جمهورية جيبوتي في عام 1975م من القروض الخارجية.. يعني أن هذه المديونية من الممكن قبولها لأن تكون مديونية على دولة لدولة أخرى. لكن أن تكون مديونية فرع وزارة في محافظة لفرع آخر... فهذا الذي لا يمكن أن يقبله عقل..فإذا كانت هذه هي مديونية مكتب الأوقاف في محافظة ترى كم ستكون مديونية مكاتب الأوقاف في المحافظات عامة؟!
تظل إدارات المياه والكهرباء تشتكي من مديونيتها لدى المواطنين والمؤسسات.. لكننا لم نسمع أن الوزارة والمعنيين فيها قد طرحوا قضية مديونية المؤسسات الحكومة في اجتماعات مجلس الوزراء.. كي يتخذ قرار في مجلس الوزراء بإجبار المؤسسات الحكومية بدفع مديونياًتها.. حتى وإن تطلب الأمر إخراج قرار من رئيس الوزراء بخصم تلك المديونية من موازنات تلك المؤسسات مركزياً.
في حالة دفع تلك المديونية ستتمكن مؤسسة المياه من التغلب على الصعوبات التي تواجهها ولاستطاعت مواجهة التوسع السكاني للمدينة وتغطية الحاجة من خدمات المياه.
في زمننا هذا يوجد الكثيرون ممن يكتبون ويتكلمون عن الدين.. وقد يقاتلون عنه ويموتون من أجله.. دون أن يعيشوه آمنين صادقين من مكاتب الأوقاف والقائمين عليها إلا يكونوا من هؤلاء.. خاصة وأنهم من الناس الذين يمثلون المنابر لينادوا بتأدية الأمانة والواجب ويحثون على الإخلاص في العمل والمحافظة على الحقوق وهم الذين لابد أن يعملوا قبل غيرهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" صدق رسول الله
فنحن غالباً ما نسمع شعارات من نوع : نحن رجال أفعال لا أقوال.. لكن الأمر يختلف مع القائمين على الأوقاف لابد لهم أن يكونوا رجال أقوال وأفعال معاً ويعملون على تسديد مديونيتهم وعلى القيام بحملة توعية دائمة للناس في عدم الإسراف بالماء أثناء الوضوء لأن معظم تلك المديونية جاءت نتيجة الإسراف في استخدام المياه في المساجد، وهذه ظاهرة يجب البحث لها عن حل..
حتى لو استدعى الأمر إلى تعيين مراقبين على المصلين أثناء الوضوء.. فالإسراف مرض عضال لابد من علاجه قبل أن يفتك بما تبقى من مياه مستقبلية.
بل أن بعض المساجد نراها وقد حولت الحمامات التابعة لها إلى ما يشبه الحمامات العامة.. فالمساجد تفتح أبوابها قبل صلاة الظهر وتظل مفتوحة إلى صلاة العشاء وفي هذه الفترة من النهار وخاصة في المناطق الحارة يلجأ كثير من الباعة في الأسواق والمارين في الشاعر إلى استخدام حمامات المساجد للاغتسال أو قضاء الحاجة.. ويقول القائمين على هذه المساجد باستلام مبالغ زهيدة من كل من يستخدم هذه الحمامات.. على أنها تجمع لصالح الجامع أو المسجد ولكم أن تتخيلوا كمية العبث التي ستحدث..
* محطة
هناك القلائل الذين لا يحتاج للوصول إليهم إلى توصية أو واسطة ولا تعترضك حواجز ومكاتب موظفي سكرتارية مكتبه وتجدهم دائماً بين الناس، يتصفون برجاحة العقل و القلب معاً..لأنهم مؤمنون بأن خير الناس أنفعهم للناس... الأستاذ المهندس حسن سعيد نائب مدير المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بمحافظة عدن أحد هؤلاء القلائل والذين اقترنت أسماؤهم بعدن...
لا يمكن أن تذكر حسن سعيد دون أن تذكر عدن ولا يمكن أن تذكر عدن دون حسن سعيد .. لكن هل إمكانيات حسن سعيد العملية والعلمية تقف عند حدود نائب مدير أو مدير .. لا بد من مراجعة.