علي الصباحي
مهنياً لم يعد لجامعة الدول العربية أي دور يذكر تجاه الغاية التي أنشئت من اجلها وأضحت شكلا خال من المضمون يستنزف أموالاً طائلة من ميزانيات دول الأعضاء تصرف على مندوبي الدول المنضوية تحت مظلة هذه العجوز - الجامعة العربية - ولو ان هذه الأموال صرفت وتصرف على فقراء دول الأعضاء لما بقي فقيرا او محتاجا او متسولا من شعوب هذه الدول !!
هل تتذكرون: ما حدث للبنان وفي لبنان ( غزو إسرائيلي +حرب أهلية ) خلال القرن الماضي , اين كان دور الجامعة ؟! ما حدث في عدد من دول المغرب العربي من مآسي , ما حدث للعراق من عام 1990م وحتى هذه اللحظة !! ما حدث ويحدث في السودان وفي اليمن ,ما حدث ويحدث حاليا في الصومال , حدث ولا حرج !وابحث عن دور الجامعة العربية أو بالأصح العجوزة العربية تجاه كل تلك الأحداث ستجد إن الضعف الذي أنهك جسم-ولا يزال - الجامعة حتى العظم هو سيد الموقف !! وفي أحسن الأحوال قد تسمع تصريحات من قاموس الضعف السياسي الذي تتمتع به -الجدة العجوز-الجامعة -مثل تشجب الجامعة , تستنكر الجامعة , تدعو الجامعة , قد تضطر الجامعة , تأمل الجامعة , تأمل الجامعة و ..الخ !!!
وتأملوا في ما حدث و يحدث حاليا في الصومال الذي هو احد أبناء الجدة العربية _ اقصد الجامعة العربية - حرب ضروس أكلت ولا تزال تأكل الأخضر واليابس منذ سنين , والبيت العربي المندثر مهنيا العامر ماليا(ممثلا في العجوز) يترقب الوضع في الصومال عن كثب حتى يتصالح الفرقاء هناك أو بالأصح حتى ينتهوا عن بكرة أبيهم ولا يجد السلاح من يحمله وبعد ذلك يرتفع صوت العجوز - الجامعة- مدويا مباركا وقف إطلاق النار وعودة الهدوء إلى الصومال !!
لاشك ان الحالة الصحية المتردية التي مرت و تمر بها جامعة الدول العربية سببها الوهن السياسي العربي وتغييب الإرادة العربية والقومية لدى دول الأعضاء , وإلا كيف نفسر دخول القوات الإثيوبية - إن صح الخبر- الصومال لمساعدة وحماية حكومة يوسف شريف ضد تهور التيار المناوئ له , مع أن الشعب الصومالي دفع ثمنا باهضاً من اجل إخراج القوات الإثيوبية من الصومال أثناء كان شريف في الضفة المعادية للحكومة السابقة !!!
وهنا نسأل أين دور الجامعة العربية تجاه هذه التناقضات في الصومال ؟! هل سيظل الصمت العربي هو الواجب فعله تجاه ما يجري في هذا البلد المفكك وتترك الساحة الصومالية - المتروكة أصلا منذ زمن بعيد-لتنفيذ اجندة معينة من قبل أطراف إقليمية جعلت من الصومال بوابة الدخول إلى بلدان عربية أخرى ؟!!!
لا شك انه إذا استمرت الجامعة العربية تغط في نومها العميق ولم تفق منه , فلا يسع الشارع العربي الا ان يقول لجدته هذه أيتها العجوز وداعا , هذا ان لم يكن قد ودعها منذ عقود , ولك الله يا شعب الصومال من ظلم أبنائك وجدتك العربية
