د.يوسف الحاضري
في بادئ الحديث ارفع بأخلص التهاني والتبريكات إلى فخامة الرمز القائد/علي عبدالله صالح رئيسنا المفدى صانع الوحدة اليمنية الشخصية الأولى في التاريخ اليمني الحديث ومن الشخصيات التاريخية على مر التاريخ اليمني والى الشعب اليمني المغوار من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه بمناسبة مرور 19 عاماً على إعادة وحدته الأبية وأشدد على كلمة إعادة الوحدة فالوحدة اليمنية قامت بين شطري جسد واحد وليس بين جسدين منفصلين بل كانت اليمن جسداً فأنشطر خلال فترات الاحتلال وبعيدا عن هذا التاريخ المعروف لكل أبناء اليمن الأوفياء في الداخل والخارج والمعروف أيضا لمن يدعون بأصالتهم وانتمائهم إلى اليمن وهم يبحثون عن أساليب لتشطيره وإعادة الجسد إلى أجساد ويحيكون الدسائس من بروجهم العالية ومن فنادقهم الراقية في أوروبا والخليج .
وما دعاني إلى تحريك قلمي الساكن منذ مدة وكتابة سطور هذا الموضوع وأنا مغترب في المملكة العربية السعودية هو ما شاهدته في يوم الثلاثاء الموافق 19/05/2009م في قناة الجزيرة الإخبارية وفي تمام الساعة العاشرة من مساء ذلك اليوم في برنامج القناة - الفاشل دينياً وأخلاقياً بما تعنيه الكلمة - الاتجاه المعاكس والذي أستضاف فيه مقدم البرنامج اثنين ممن يحملون الجنسية اليمنية رغم اختلاف انتمائهم وفكرهم ودمائهم ولأن هذا البرنامج يعد فقط لإثارة النزعات والمشاكل وتبادل الاتهامات والسب والشتم بين المتحدثين بتبريكات من معدي البرنامج , وبعيدا عن أهداف البرنامج فقد أثارني كلام المرتزق الذي يدعي بأنه يمثل الجنوب ويمثل حركة (( تاج)) من خلال كلامه الدال على إفلاسه وإفلاس من يتحصنون خلفه ويكيدون الدسائس للوحدة والجمهورية من خلال اجتماعاتهم في البارات والمراقص الأوروبية وحفلات زفاف بناتهم المشينة للدين والأخلاق والعادات والتقاليد , وكم أضحكني هذا المرتزق عندما قال (( أدعو إخواني في صعدة بأن لا يستسلموا )) يقول هذا الاشتراكي البغيض الذي كما يعلم الجميع لا دين لهم ولا وطن أدعو إخواني في صعدة الحوثيين والذي كلنا نعلم من هم الحوثيين , هم أيضا مرتزقة ينتمون إلى طائفة الشيعة الإسلامية فالأولون لا دين لهم وكانوا في زمن مضى يذبحون ويقتلون ويأسرون كل متدين والآخرون متشددون في الدين و يدعون باطلاً حبهم لآل البيت وتشيعهم وولائهم رغم ابتعادهم الواضح عن تعاليم الإسلام الذي ينهاهم عن إراقة الدم , فوجدناهم الآن يتحدون مع بعض في سبيل الإطاحة بدولة الوحدة رغم أن قلوبهم شتى وهذا إعادة واضحة لحال اليهود والمنافقين في مدينة الرسول والذين وصفهم الله سبحانه وتعالى بأروع وأدق وصف في سورة الحشر بقوله تعالى :-
(( ألَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ{11} لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ{12} لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ{13} لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ{14} كَمَثَلِ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{15} كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ{16}
فهذا وصف دقيق للحوثيين في الشمال وبعض المرتزقة في الجنوب وأذنابهم في الخارج , فسبحانه وتعالى القائل " ولتعلمن نبأه بعد حين"ولكن سنصبر كما صبر رسول الله وأصحابه ونصرهم الله في مواطن كثيرة فالوحدة ستبقى مهما كاد لها المكيدون " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"