عصام المطري
التخطيط في الحياة هام جداً فمن خلاله نستطيع تحقيق أهدافنا التي تعنى تحقيق أحلامنا وطموحاتنا وتطلعاتنا في الحياة الحرة الكريمة الهادئة الخالية من التنغيص والكدر والأحزان، فمتى ما حققنا نجاحاً شعرنا بالسعادة والإرتياح .
الفشل كابوس رهيب بيد أنه يؤدي إلى النجاح ، فمن يفشل يستطيع بعزيمة فولاذية أن يحقق النجاح.. كل النجاح بما تحتويه الكلمة من معنى.. المهم أن نعاود التجربة ولا نيأس، ونتحلى بالتحدي والصمود وكبح جماح اليأس هكذا يريدنا الدين الإسلامي الحنيف أناساً لا نعجز فقد قال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير أحرص على ما ينفعك وستعذ بالله ولا تعجز".. هذه هي مفردات المشروع الإسلامي الرباني الذي لا يريد القوة الحسية بقدر ما يريد القوة المعنوية نحو بناء المجتمع المسلم الذي يعبد الله عز وجل في جميع ميادين ومجالات الحياة العامة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية...إلخ.
هنالك قصة لطيفة تدعم وتعزز كلامنا ، حيث يحكى أن إحدى الشركات أرسلت عاملين إلى عمارة من أجل القيام بتجهيزات معينة، فلما وصل العاملان إلى العمارة وجدا طامة كبرى.. إن المصعد التابع للعمارة معطلاً، فحزنا حزناً شديداً إلا أنهما وبروح الحماسة قررا أن ينقلا المعدات الخاصة بالعمل إلى سطع المعارة التي تتكون من أربعين طابقاً فصعدا الدرج مرة يستريحان ومرة تهطل منها حبيبات العرق إلى أو وصلا إلى سطح العمارة، فقال أحدهما لصاحبه والإعياء يداهمه ويعتصره : لدي خبرين .. خبر سار وخبر سيئ، فقال له صاحبه هات ما عندك، فقال له : أما الخبر السار: فقد أوصنا إلى سطح العمارة فقال صاحبه الشكر لله على هذا الإنجاز، فقال له صاحبه لا تتسرع فأما الخبر السيء فإن هذه ليست العمارة المقصودة.
هكذا وبكل بساطة تهاطلت حبيبات العرق وأهلكهما الاعياء والتعب بدون فائدة فللأسف الشديد أيها القارئ العزيز هناك من يمضي في الحياة كهذين العاملين، يجد ويتعب ويعرق ، ثم في الأخير ، يصل إلى لا شيء..لماذا؟
لأنه لم يخطط جيداً قبل أن يخطو ، ولم يصنع لنفسه برنامجاً دقيقاً يجيب فيه عن السؤال الهام: ماذا يريد بالتحديد .. وكيف أفعل ما أريد؟
فالتخطيط عزيزي القارئ الكريم هام جداً بعد أن نضع لأنفسنا أهدافاً دقيقة واقعية قابلة للتنفيذ،فمن وضع صياغة الأهداف في ورقة بيضاء لتمكن من تحقيق أهدافنا وأحلامنا وتطلعاتنا وطموحنا المشروع في هذه الحياة، فمن يكن له أهداف واقعية قابلة للتحقيق هو الإنسان القائد المهم الناجح في جميع أفعاله وأعماله فحرام أن تذهب أوقاتنا ومجهوداتنا بدون فائدة ترجى، فتعود أخي القارئ الكريم أن تضع لنفسك ولحياتك خطة دهرية خطة سنوية وخطة شهرية وخطة أسبوعية وخطة يومية تنبثق من خلال أهداف واقعية قابلة للتخطيط، فتعلم كيفية صياغة الأهداف الواقعية القابلة للتنفيذ في برامج التنمية البشرية في المعاهد المتخصصة من أجل الفلاح والفوز في هذه الدنيا التي تعد مزرعة الآخرة، فلو أحسنا الترتيب والتعامل والتعاطي مع هذه الدنيا فإن الفوز بنعيم الجنة مضموناً فأعظم هدف خلقنا نحن بني البشر هو عبادة الله عز وجل فلتنبثق من خلال هذا الهدف خططنا لتحقيقه في الالتزام بالدين الإسلامي الحنيف عقيدة وشريعة ومنهاج حياة وعلى سنة النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، ثم لا يمنع أن تكون لنا أهداف رئيسية أخرى دنيوية وأهداف ثانوية فيما يتعلق بحياتنا الخاصة وبطموحاتنا وكيف نحققها على أرض الواقع العملي المعاش؟! فهذه الدنيا حلوه لمن أحسن في التعاطي والتعامل معها بحنكة واقتدار فإنه سيقود حياته إلى النعيم.