كروان الشرجبي
أصبح الشراء بالتقسيط سمة من سمات العصر الحديث وأصبح الإنسان اليوم يعيش بالتقسيط ويسكن بالتقسيط ويعلم أولاده بالتقسيط ويأكل حتى بالتقسيط وأصبح راتب الفرد العامل مقسماً بين الأقساط والمعركة خاسرة.
وفي المقابل يستحيل في ظل الظروف الحالية أن نطلب من أي فرد أن يعيش في حدود دخله أياً كان هذا الدخل خاصة إذا كان موظفاً يعتمد على راتبه فقط لذلك نجد أن الأقساط هي من أفضل وأحسن الاختراعات في حياتنا بل أصبحت مطلباً أساسياً في حياتنا فإذا الراتب يضيع مقسماً بين فواتير الماء والكهرباء والهاتف وحساب البقالة فكيف لنا أن نفي بالحاجات الأساسية والضرورية فكيف يتسنى لنا أن نحصل على "شقة وتلفزيون وثلاجة؟.
في بداية أي مشوار لأي شاب يريد أن يؤسس له أسرة ويحيا حياة كريمة لابد له من توفير أشياء أساسية جداً لتكوين الأسرة الجديدة فالشقة أهم شيء لتكوين هذه الأسرة خصوصاً وأن منازل الأهل لا تكفي أفراد الأسرة أنفسهم فلذلك أصبح لزاماً عليه أن يستأجر منزلاً بالإيجار أو أن يشتري شقة وهي أيضاً حالها كحال الإيجار ولكن في النهاية هي ملك له فاليوم وجدت على الساحة العديد من المغريات الضرورية للفرد وبتقسيط يغري الجميع فلماذا لا يتم الأخذ بمبدأ التقسيط. أي أننا هنا نوضح شيئاً مهماً جداً أن التقسيط أصبح مهماً ولكن هناك من يستخدمه لأشياء تعتبر كماليات وليس ضروريات كالموبايل مثلاً تجد أفراد أسرة كاملة صغيراً وكبيراً يحملون تلفوناً خلوياً "جوال" لماذا؟ لأدري لذلك نرى أن الإغراءات والعروض التي تقدم في البداية تعمل على تدافع البعض للشراء وفي الحقيقة هؤلاء لا يغيرون أو لا يستطيعون تقدير الآثار السيئة المترتبة على الدين لأن ليس كل الناس في مستوى واحد في الفهم والإدراك لأن من الملاحظ أن موضوع "الموبايل" أي التلفون الجوال أصبح من أهم الأساسيات في حياة الفرد ويتم التعامل معه بشكل خاطئ لذلك لنسأل أنفسنا سؤالاً هل أصبحنا نتعب ونشقى كي نسلم رواتبنا للمقسطين؟ لأشياء ليست ضرورية وإنما هي كمالية ويا ليتها بفائدة فإذا ما أردنا أن نستخدم رواتبنا في التقسيط فليكن بأشياء ضرورية ومهمة ولنبعد أنظارنا عن المغريات التي نراها أمامنا كل يوم في التلفزيون والإعلانات والتي تزيد من رغبتنا في الشراء وأن نعيش في حدود دخلنا وإمكانياتنا لأن الأقساط أحياناً مفيدة وأحياناً تتحول إلى قنبلة موقوتة لا نعرف متى ستنفجر!!!.
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM