;

الانفصاليون ونمور التآميل.. موقعتا الجزيرة وحميد الأحمر؟ 798

2009-05-24 03:29:41

د/ عبدالله الفضلي

- فاجأتنا قناة الجزيرة في الأسبوع المنصرم ببث برنامج مثير للجدل وهو برنامج الاتجاه المعاكس الذي استضاف فيه الدكتور / فيصل القاسم مُعد مقدم البرنامج أحد الفارين من جماعات نمور التآميل الانفصاليين الذين يعيشون في المهجر على فتات العمالة وفي الفنادق الكبرى على نفقة العملاء الكبار الذين يمدونهم بالأموال لإثارة الفتن والقلاقل في بلادنا من خلال دعواتهم الانفصالية المتكررة الممقوتة.

- وكان مقدم البرنامج فيصل القاسم ملكياً أكثر من الملك حيث بدأ برنامجه مهاجماً القيادة السياسية بزعامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح القائد الوحدوي الرمز وكأنما قد جاء وفي جعبته الكثير مما سوف يقوله للملايين من المشاهدين اليمنيين والعرب المهتمين بالمشهد اليمني وبالوحدة اليمنية وما تتعرض له من مخاطر وابتزاز وتآمر داخلي وخارجي ولم يكن مقدم البرنامج محايداً أو منصفاً فقد تم تعبئة أفكاره بالكثير من المغالطات ومن الكلمات والألفاظ التي أداها، وكان واضحاً أن مقدم البرنامج قد تلقى جرعة من التعليمات والتوجيهات بما سيقوله وهو يدير هذا البرنامج الذي كنا نتوقع من إذاعة وتلفزة هذا المشهد أنه سيكون محايداً أو يصب في مصلحة الوحدة اليمنية الخالدة والشعب اليمني شماله وجنوبه وشرقه وغربه والتي هي إرادة شعب بأكمله ولم تكن إرادة جماعة أو أرادة نمور مفترسة كنمور التآميل.

- بيد أن توقعاتنا قد تبخرت وباءت بالفشل حينما خيب فيصل القاسم توقعاتنا وتحول إلى مذيع انفصالي من الطراز الأول وتحولت قناة الجزيرة إلى قناة تثير القلاقل وتأجج الصراعات بين مختلف الأقطار العربية بل وفي البلد الواحد كما تحاول نبش الماضي والإساءة إلى بعض الشخصيات العربية وتحويلها إلى مجموعة من القتلة ومجرمي الحرب حيث تذكر الأجيال الحالية التي كانت لا تعلم شيئاً عن أولئك الزعماء من الملوك والرؤساء والقادة العسكريين شيئاً وكانوا في نظر الأجيال الحالية رموزاً تاريخية وسياسية إلا أن تقليب الأوجاع وأوراق الماضي وزرع الأحقاد بين الجيل الجديد وبين تلك الزعامات قد تحول إلى حقد وكراهية وفرقة وتباغض.

- وعود على بدء لم تكن قناة الجزيرة موفقة في بثها لهذا البرنامج المعادي للوحدة اليمنية المشرقة الذي جاء مخالفاً تماماً لكل التوقعات والحقائق والأعراف والآراء والأفكار، في الوقت الذي يستعد فيه اثنان وعشرون مليوناً من مواطني الجمهورية اليمنية للاحتفال بالعيد التاسع عشر للوحدة اليمنية المباركة وهي النقطة المضيئة في اليمن والمشرقة في تاريخ اليمن المعاصر وعلى مستوى الوطن العربي كله.

- فلماذا يحاول المنتفعون الانفصاليون المأجورون أن يطفئوا شمعة الوحدة وأن يظللوا على شمسها المشرقة وأن يغمواويغطوا على قمرها المنير وذلك بافتعال الأزمات وتأجيج الصراعات وإيقاظ الفتن بين أبناء الشعب اليمني الواحد والقضاء على آمال وطموحات الأجيال القادمة التي ستنعم بهذه الوحدة وتعيش في ظلها وتحت رايتها في ظل الأمن والأمان والاستقرار والاستثمار.

- إن التاريخ لا يكذب وكلنا يعلم بأن اليمن كانت موحدة أيضاً وإنساناً منذ أقدم العصور ولم يفصل بين الشطرين الشمالي والجنوبي أي تضاريس طبيعية مانعة لا جبال شاهقة ولا أسوار مصطنعة ولا بحار فاصلة.

- ولم تقسم اليمن إلا في عهد الاستعمار البريطاني الذي كتم على أنفاس جنوب الوطن أكثر من مائة عام، وكل الشواهد التاريخية والأحداث والمدونات التاريخية تحكي لنا جميعاً أن اليمن كانت منطقة جغرافية واحدة وثقافة واحدة تاريخ واحد ولغة واحدة وعادات وتقاليد مشتركة ولم تكن مجزأة أو مقسمة، وقد كان الإمام يحيى ومن بعده الإمام أحمد يبعث بعماله وحكامه إلى أطراف عدن مثل الضالع وغيرها من المناطق لولا وجود الاستعمار البريطاني الذي حال دون التقاء اليمنيين في مختلف المناطق الشمالية والجنوبية وحينما غادر الاستعمار الانجليزي أراضي ومدن الشطر الجنوبي من الوطن هو الذي أوحى إلى الجبهة القومية بإنشاء دولة جنوبية تسمى جمهورية اليمن الجنوبية حتى لا تتوحد وتندمج مع شمال الوطن كما صنع في أرض فلسطين العربية حيث سلم فلسطين إلى الغزاة الصهاينة واوعدهم بإقامة دولة يهودية بدلاً من تسليمها للفلسطينيين أصحاب الأرض وسكانها الأصليين وكانت المأساة التي نعيشها حتى اليوم وبالتالي فإن هذه الدولة الجنوبية ومن تولي قيادتها لم ينجزوا لأبناء الجنوب على مدى سبع وعشرين عاماً إلا المآسي والحروب والمجازر والوجبات الدموية والحرمان من كل متاع الحياة والإبادة والقتل والتعذيب والسجن والاغتيال لأبرز القيادات والرموز وكلنا يدرك تلك المجازر الوحشية التي ارتكبها النظام الشمولي في حق المواطنين الجنوبيين الذين ألحقوا بهم الأذى والتعسف والحرمان والظلم والقهر وما زالوا شهوداً على تلك الحقبة الشيوعية المظلة التي ما زالت آثارها باقية إلى اليوم.

- فقد جاء برنامج الاتجاه المعاكس في هذا الوقت بالذات ليعكر على الشعب اليمني مزاجه وينكد عليه فرحته وهو يحتفل ليس بمرور تسعة عشر عاماً من قيام الوحدة ولكن كان سيحتفل بإنجازات تنموية عملاقة تم تشييدها في المحافظات الجنوبية بمئات المليارات وهي شاهدة على عصر الوحدة وإنجازاتها وخيراتها.

- وقصارى القول فإن هذا البرنامج قد تم الترتيب له والإعداد له مسبقاً واختيار المتحدث فيه بعناية خاصة وهو أحد نمور التآميل الانفصاليين يضاف إلى ما بثته الجزيرة في الشهر الماضي في برنامج زيارة خاصة مع أبو بكر العطاس كبير مهندسي الانفصال على رأي الشيخ المرحوم / عبدالله بن حسين الأحمر، وهذا يدل على حجم ما تتعرض له الوحدة اليمنية من مخاطر على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي من خلال استضافة القنوات الفضائية الخاصة لرموز التآمر والانفصال بعد أن أضحت المناطق الجنوبية منارات ومناطق حرة وصناعية وتجارية واستثمارات محلية وعربية وأجنبية تقدر بعشرات المليارات أرادت وتريد زمرة الانفصاليين الاستيلاء القهري والقسري على هذه المشاريع والإنجازات تحت مظلة واسطوانة الإقصاء والضم والإلحاق والهيمنة الشمالية والكثرة العددية والاستيلاء على الثروة والاستئثار بها التي تتدفق من المحافظات الجنوبية وهي اسطوانة مشروخة عفا عليها الزمن ودخلت في ذمة التاريخ.

- أما ذلك الضيف المأجور المدعو بالنقيب والوقح وقليل الأدب فقد تقيأ بكلام وبكلمات ممجوجة ووقحة وبعيدة عن الخلق الرفيع والأخلاق السياسية لأنه قد جاء إلى هذا البرنامج وهو يحمل في رأسه حقداً وكراهية على الشعب اليمني بأكمله وتفوه بألفاظ نابية ووصف الشماليين بالجحافل المتخلفين كما تعرض للشيخ المرحوم عبدالله بن حسين الأحمر ووصفه بالشيخ الدكتاتوري الذي يمتلك سجناً خاصاً بالمواطنين داخل بيته.

- أما ذلك المدعو بالدكتور / خالد القاسمي فقد كان يتحدث وكأنه مواطن جنوبي انفصالي وهو مع الأسف إماراتي الأصل والجنس وكأنما قد تضرر شخصياًَ من الوحدة اليمنية ونهبت ممتلكاته وأراضيه من جنوب البلاد مع العلم أن هذا الدكتور هو الذي تغنى بالوحدة اليمنية ونشر كتابين عنها وتم تكريمه من قبل الحكومة اليمنية لمواقفه الوحدوية العربية، وحينما لم يتمكن من الحصول على مناطق وأراضي استثمارية مجانية تمنح له في عدن انقلب إلى انفصالي وبات عدواً للوحدة اليمنية وقد رتبت قناة الجزيرة الاتصال به شخصياً دون غيره من المثقفين العرب لينهش في لحم الوحدة اليمنية، مع العلم أن هذا القاسمي قد تقاسم مع الانفصاليين الثروة التي نهبوها من بنوك عدن بعد هزيمتهم وأصبح شريكاً لهم في الاستثمارات المقامة في بعض إمارات الخليج العربي وفي الخارج.

- وفيما يتعلق بخطاب الشيخ / حميد بن عبدالله حسين الأحمر في اللقاء التشاوري مع قبائل ومشائخ وأعيان وشخصيات وشرائح من كل ألوان الطيف السياسي والقبلي والحزبي في اليمن ودعوته إلى مشاركة العطاس والبيض وعلى ناصر محمد وغيرهم من رموز الانفصال والتآمر على الوحدة ومنجزاتها في نظام الحكم الحالي فقد كانت كلمته ودعوته سقطة تاريخية وحجة داحضة وكلامه محسوباً عليه لا له فقد خيب آمالنا جميعاً بهذا الدعوة التي لم نكن نتوقعها منها أبداً وهو يعرف ويدرك جيداً أن المهندس العطاس يكن للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمة الله عليه كل الحقد والكراهية والضغينة حينما نعته بمهندس الانفصال الأول.

فهل مثل هؤلاء الرموز القبيحة والعميلة يحق لها أن تحكم اليمن مرة أخرى وأيديها ملطخة بدماء عشرات الآلاف من أبناء الجنوب والشمال على حد سواء.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد