محمد أمين الداهية
ما أجمل تلك اللحظة التي رأينا فيها مجموعة من شباب التجمع اليمني للإصلاح وهم يقومون بتوزيع قسائم صغيرة " دعوات" يدعون فيها مواطني الدائرة الخامسة إلى حضور المهرجان الوحدوي الذي يقيمه التجمع بمناسبة الذكرى ال 19 لإعادة تحقيق الوحدة العظيمة ،وكم كنانتمنى أن نحصل على مثل هذه الدعوات من أحزاب وجهات أخرى، ولا يشترط أن تكون هذه الفعاليات الوحدوية في وقت واحد ، المهم أن التجمع اليمني للأصلاح يستحق الشكر على مواقفه الوطنية الصريحة إلا أن لي تجاه المهرجان الوحدوي الذي اقامه التجمع شيء من العتب،كنت أتمنى كغيري من الحضور، أن لا أسمع حديث تشفي موجه للسلطة والحكومة، ليس دفاعاً عن السلطة أو الحكومة، وإنما كان بالأمكان إيصال رسائل للحكومة بطريقة أكثر لطفاً ، الكل يعترف ، بوجود الفساد والمفسدين،والكل يدرك أن ما أوصل هذا الوطن إلى هذا المستوى الذي نتمنى أن يتوقف عند هذا الحد هم أولئك المرتزقة المفسدون الذين ينتمون إلى مختلف الأحزاب والأطياف السياسية وتعدوا حدودهم واشاعوا سموم فسادهم في أوساط المجتمع حتى سئم المجتمع هذا الداء وقرر أن يتخذ ضده موقفاً، بدء هذا الموقف بما يسمى بالحراك السلمي لكنه سرعان، ما كشف عن نيته أو بالأحرى سرعان ما كشف البعض في هذا الحراك عن حقيقتهم وأهدافهم التشطيرية التي يأباها ويرفضها الرجال الحقيقيون ومحبي هذا الوطن ووحدته والذين يعلنون عن مطالبهم تحت سقف الوحدة وفي ظل مظلتها التي تحوي هذا الوطن وتشمل ابناء اليمن الواحد نشكر للأستاذ/ علي العنسي عضو مجلس النواب والذي كان حديثه واضحاً وجلياً استطاع أن يجعل الحاضرين يعيشون لحظات وطنية وحدوية تفرض على كل فرد إدراك المصير الواحد لأبناء اليمن عموماً إذا ما قدر الله وقوع مالا يتمناه اليمانيون كافة، وكذلك استطاع الأستاذ العنسي أن يكسب رضا الجمهور ورأيه الذي يعتبر غاية في الأهمية عندما أوضح في حديثه بعض السلبيات طالباً من الحكومة لفت النظر ومعالجة ذلك فوراً لما تقتضيه المصلحة العامة للوطن والشعب وكم كنت أتمنى وما أكثر، يتمنى المرء أن لا أسمع أيضاً من بعض الأساتذة الكرام الذي يشهد الله بأنني شخصياً أكن لهم احتراماً كبيراً ومكانة غالية في قلبي، و لكن كم ساءني عندما سمعتهم يصفون الدولة أو الحكومة بالشيخوخة ومرحلة الضعف أم خطاب ممثلي الاشتراكي، فيا ليت ذلك ما حصل، وأكرر ليس دفاعاً عن الدولة أو الحكومة ولكن كما يقال في المثل - لكل حالة مقاله، فالوقت غير مناسب لمثل هذه المواجهات التي تجعل الوطن ساحة لضربات مختلفة في وقت واحد لم يكن من الضروري أن نثبت للمواطنين حنكتنا السياسية وأن نقنعهم بأن ما يحصل بداية دمار وتمزق للوطن سببه الدولة وسياستها الخرفاء، الموقف الآن يتطلب وقوف كافة القوى السياسية والاجتماعية صفاً واحداً إلى جانب الدولة، الدولة التي تعنى الوطن وليس الشخصيات، فإذا ما تخطينا هذه الأزمة التي أعيت الوطن عندها بالإمكان توجيه الانتقادات البناءة للدولة والحكومة وتحميلها المسؤولية وما إلى ذلك.
أخيراً نتمنى من الأحزاب الأخرى ومنظمات المجتمع المدني وكافة الجهات تفعيل دورها الوحدوي فالوطن في أمس الحاجة إلى التآزر وتغليب مصلحته العليا على ما دونها من المصالح الأخرى.