خلدون هزاع السامعي
برغم أنه مر على خطابه السباق خمسة عشر عاماً وقد كان في طيات النسيان لأن الوقت الذي مر كان كفيلاً بذلك النسيان فرغم الخطاب السابق كانت شخصية البيض لها احترامها في أوساط العامة لأن ذلك الخطاب كان مجرد هفوة عليه وكان له أسبابه وعليه ضغوطاته لكن بعد تسعة عشر عاماً وبعد أن اندملت الجراح وعفى عنه الزمن عاد بخطأ جديد يحمل في طياته ما حمل سابقة وبنفس مضمونه وشكله وإن اختلفت الكلمات لكنه بدون أسباب أو ضغوطات خطاب لم ينكأ الجراح فحسب بل أوجد جراحاً أخرى وجراحاً كبيرة جداً منها شطب الوطنية من تاريخ اليمن جراح وأد الوحدة التي هي عمود الأمة العربية اليمنية وبهذه الجراح محا اسمه من ذاكرة الوطن والوطنية وقمع سمعته واحترامه من وسط العامة فخطابه كان مجرداً من الشعور الوطني مجرداً من الإنسانية والضمير مجرداً من المسؤولية تجاه وطنه وبلده الذي يريد من خلال خطابه إلى تقديمها طبقاً سهلاً للمضغ والرمي إلى أعداء الأمة. البيض في خطابه بين الناس أنه رجل مسير في أعماله وأفعاله وليس مخيراً يفعل ما يريد بمحض إرادته والمسير يحكمه الغير ولا يستطيع قطع أمر إلا بهم وأظهر للشعب، معنى دفن الوطن ويبيعه بدلاً من حبه لوطنه وخوفه على تشرذمه وأظهر أنه يكن لهذا الشعب العداء ويكن لهذا الوطن الغالي الكراهية فهو موالي للطامعين بنا وبأرضنا ووطننا ويريد لنا التشرذم والتناحر من خلال اعتماده على أعدائنا وأعداء الأمة الإسلامية فهو يكن لهم الولاء وغير ممكن أن يكون من يكن الولاء للعداء من الذين يخافون على الوطن ومعالجة بل العكس ومن غير الممكن أن يكون من أمثال البيض أولياء على مصالح الناس لأن من لا يقدرون على قطع أمر بإرادة شخصية ويعتمد على الغير فإن ولوه على رؤوس أمة فإن الأمة ستكون مثل وإليها مهزوزة ذليلة ليس لها أساس ولا قوة وتسيطر عليه الكراهية والنعرات وتكون البلد ضعيفة أمام أعدائها لذلك يكفي وطننا بأن يبقى وطنياً وشعبه أمن وممتلئ بالوطنية وقائده وطني يحمل صفات الحاكم الحكيم والفارس المتمكن المحافظ على وطنه وشعبه ولا نحتاج لمن فقد وطنيته وإنسانيته وباع ذمته لأعداء الأمة.<
