عبدالباسط الشميري
ثقافة الكراهية ثقافة المناطقية ثقافة العنصرية ثقافة التفكيك ، ثقافة الارتداد ، ثقافة الخوف ثقافة الهروب ، تلك مصطلحات وأخرى لم ترد في المقدمة لكي نقول وبسؤال استفهامي ما الذي جرى ليصل السياسي أو المثقف إلى حالة من الخواء الفكري لمواجهة مثل تلك الدعوات والثقافات المراد لها أن تكون؟
ما الذي دفع ببعض الشخوص للخوض في مصطلح الوحدة وبعد هذا العمر الطويل من إعادة توحيد الوطن؟
أسئلة كثيرة تتبادر إلى ذهني لكن الإجابة بلا شك لن تكون واحدة كوني سأقوم بطرح بعض الفرضيات التي ولدت حسب اعتقادي لظهور مثل تلك النزعات هنا وهناك ففي البدء كانت الممارسات الخاطئة للديمقراطية بمحاولة الاعتداء على الأموال العامة والخاصة على سبيل المثال عندما حدثت بعض الاحتجاجات على السياسات الحكومية برفع الدعم عن بعض السلع في تسعينيات القرن الماضي وقبل ذلك وبعده كنا نشاهد من يقوم بممارسة أعمال شغب وتخريب وحرق واعتداء على محلات تجارية وقطع الأشجار في عرض الشارع وتحطيم وإتلاف أبواب مؤسسات ومحلات تجارية خاصة وتابعة للدولة وبصورة مسيئة لنا ولتاريخنا الحضاري ناهيك عن الاعتداءات التي كانت تمارس ضد سيارات مواطنين وسيارات حكومية وعديد من تلك الأعمال التي تتنافى مع القانون والثقافة والحضارة اليمنية يومها لم تتداعي وسائل الإعلام بكافة أشكالها لتقول لهؤلاء هذا خطأ وهذا لا يجوز ويتنافى مع أخلاقنا وديننا الإسلامي الحنيف كذلك لم تقم بعض منظمات المجتمع المدني وبالرغم من عددها الهائل والذي تجاوز ال"5000" مؤتمر ومنظمة في طرح مثل تلك النقاط في حلقات نقاش وورش عمل لتقويم الاعوجاج ونشر ثقافة المواطنة الصالحة، المبنية على احترام القانون والممتلكات العامة والخاصة وهذا لا يمنع أن يقوم المتظاهرون أو المحتجون برفع لافتات مكتوب عليها ما يرون إنها مطالب مشروعة يقفون أمام المجلس النيابي أو أمام مجلس الوزراء أو في أي مكان يرون أنه مناسب لهم لإيصال رسالتهم إلى الجهات المختصة لهذا استمر مسلسل الفوضى وفي كل مرة كان الحديث ينصب على الحادث الأخير دون النظر إلى تبعات استمرار مثل تلك الأعمال الغوغائية والتي لا تؤدي إلى أية نتائج إيجابية بل تؤدي إلى مزيد من أهدار الطاقات وتبديداً للمال العام والخاص ناهيك عن إصابة بعض الشباب والأطفال والجنود بإصابات أحياناً تكون خطيرة ولا من يعير مثل هذه الأمور أي اهتمام أو أننا نتحدث عن الأمر وكأنه مجرد حالة وستزول والحقيقة أن مثل تلك المفاهيم صارت تتعزز وتتكرس في ذهنية البعض غير المدرك خصوصاً الأطفال والشباب بالأمس وأثناء متابعتنا لبعض الصور المتلفزة للشباب الذين حاولوا تكرار تلك المشاهد اللامسؤلة في عدن وبصريح العبارة أصبت أنا شخصياً ومعي زملاء كثر بحالة من الذهول كون من يمارس مثل تلك الأعمال هم صبية دون السابعة عشرة ودون العشرين وقليل منهم تجاوزت أعمارهم 25أو 27 عاماً وهذا المؤشر يدل على جهل وتخبط وعشوائية يمكن السيطرة عليها من خلال المجالس المحلية لأن أعضاء المجالس المحلية هم أكثر من يختلط بتلك الوجوه وبمقدورهم التمييز ومعرفة عوامل وأسباب وظروف إنجرار هؤلاء الفتية ومن يقوم بتحريضهم ودفعهم إلى الشارع أو إلى المحرقة، هذا أمر أما الأمر الآخر لا نظن أن الغالبية العظمى من أبناء اليمن يجهلون مثل تلك الدعاوى النزقة ولماذا تبرز الآن ومن يدفع بها؟ وإلى أين ستؤدي بل لا نعتقد أن أسلوب الخداع والتدليس سوف ينطلي على المجتمع مرة أخرى وبالأخص ممن اعتادوا على المجازر والمذابح ومص الدماء.
أمس أثناء نقاش المجلس المحلي بمحافظة عدن وأعجبني ما أورده أحد الأخوة عبر الفضائية والذي قال بمقدورنا النزول إلى هؤلاء ومعرفة دوافعهم وتوجيههم كأعضاء مجالس محلية مضيفاً لكن أن نبقى نتفرج وننتظر ما ستسفر عنه الأحداث فهذا ما لا أراه ممكنا وهنا حسب اعتقادي مربط الفرس المجالس المحلية والمشائخ وعقال الحارات وخطباء المساجد ينبغي أن يقوموا بواجبهم وعلى أكمل وجه. . . والله الموفق،،،<