أحمد مهدي سالم
كثراً ما يقتحم الكذب. نوافذ حياتنا مصحوباً بالمتلازمات الكيدية، والنزعات التشكيكية التي تنخر في جماليات الأشياء، وإيجابية المواقف، وصدق العطاءات. . حتى يصير الشيء النزيه. . شاذاً أو مكروهاً أو مستنكراً، والسيئ. . هو القاعدة. ولعل نشر ثقافة الكراهية وتجييش حملات التحريض كان لها جزء كبير أو نصيب غير قليل فيما أصابنا من عمى الألوان، وسوء التقدير، وانفتاح شهية التشهير والتشكيك بكل ما هو قائم أو قادم، والتحفز الانتقامي بالقول أو بالفعل ، أو بالاثنين تجاه الآخر دون إدراك حقيقة:
إن الأفاعي ، وإن لانت ملامسها
عند التقلب في أنيابها العطبً
وكان عنترة صادقاً في مقولته الحكيمة السابقة التي تنطبق - إلى حد ما- على واقعنا الحالي.
ولا يخفي على أحد أن العطاء المخلق والأداء المتفاني ، والخلق الرفيع ، والتعامل الصادق ،والنظرة المتساوية للجميع دون استثناء أشياء تفرض نفسها ، وتفحم ذاتك المريضة بمنطقها القوي الحجة الذي يخرس التأويلات ويسكت المزايدات وأعتقد جازماً أنه لو كانت هناك مسابقة عالمية للمزايدة لفزنا بالمراكز الثلاثة الأولى لأن هناك من أضاف إلى لينين، وآخر زعم أن غناءه الأفضل عن أم كلثوم، وثالث. . ادعى أنه وحدوي أكثر من علي عبدالله صالح، ورابع. . يرغب أن يكون أكثر انفصالية وشطرية من علي سالم البيض أو حيدر أبو بكر العطاس.
ما أحوجنا إلى الرؤية المتزنة والنظرة الصائبة والصدق الشفاف مع النفس. . من منطلق أن الخطأ كل الخطأ إبخاس الآخرين حقوقهم وافتقاد أمانة الطرح والنقد، أو تلوينه بأصباغ المصلحة والرياء، وسراب الأحكام المسبقة فنجد أن شواهد الإيجاب. . تبقى شاخصة، وتظل كنماذج تحتذى وبضم "التاء" وينظر إليها باحترام، أو هكذا ينبغي أن تكون مقياساً أو مرتكزاً لتحفيز القياديين الآخرين كيما يتنافسون في ميادين العطاء والحب ونكران الذات وحسن خدمة المواطنين، وفي مثل ذلك فليتنافس المتنافسون.
وفي أبين. . يتحدثون عنه كثيراً. . هو العميد ركن حمود حسان الحارثي مدير أمن محافظة أبين التي لم تعد أرطب وألين. . هذا الذي جاء إلى أبين قبل بضعة شهور، وسمع الأمن فيها كريهة ، أو لنقل بتعبير آخر ، الأمن في طريقه إلى الانحدار السريع إلى الهاوية، وما ناقص إلا أن يقول المتقولون، عندنا، أن الأمن شيطان، ويرمونه بالأحجار كما فعل أصحاب ذمار ، وإن كانوا في جعار قد أطلقوا عليه النار وكان كثير من الضباط والجنود أشبه بالفئران المذعورة، فقال المدير الجديد بمجهودات صامته و"صادمة" أعادت إلى الأمن شيئاًَ غير قليل من الهيبة المفقودة، والشعور بالسكينة للمواطنين.
كان أبرز المشاركين في الحملة العسكرية التي قادها الأخ محمد ناصر أحمد وزير الدفاع لضبط المتهمين بالإقلاقات والإخلالات الأمنية في م/ خنفر.
وعمل على إعادة ترتيب أوضاع الأمن العام، والمثال. . تفعيل نشاط دائرتي شئون الأفراد وشئون الضباط، تحويل الإدارات الخاملة ، وضبط الأرشفة ، وإصدار أوامر بالتسليح لكل ضابط وجندي "كل في مديريته" وإلزام المهملين والمتغيبين شكل لجان حصر وتدقيق عند صرف المرتبات.
فتح مكتبه للجميع، وسلوك حراسته من حسن توجيهه بعكس سابقاتها التي تجعل مقابلة مدير أمن المحافظة أماً عسيراً، وانتظاراً مملاً لساعات،والمدير ، لوحده في المكتب في معظم الأحيان استخدامه حافز الثواب ومرونة العقاب، كرهه التساهل أو التقاعس في تنفيذ المهام الأمنية، وحرصه على توفير متطلبات إنجاحها.
وبذلك كسب مودة الجميع من إدارته، ومن خارجها وسمعنا موظفات وموظفين في الأمن العام يظهرون مجهوداته، وكذا من البعض في النجدة والمرور والمواطنين على غير ما كان يطرق أسماعنا من ضيق وتبرم، من المتابعين قالوا لنا: نعتقد أنهم لن يتركوه، أي سينقل، يقصدون أن الطيب في هذه المحافظة مكررة أو غير مرغوب فيه. تناقصت جهوده، وتوجيهات الأخ المحافظ المهندس أحمد بن أحمد الميسري لتشكل تناغماً جيداً، وأداء فاعلاً، وخدمة متميزة نتمنى أن تستمر،وتقل بل تنعدم الحوادث الأمنية وممتلكات المواطنين وإداراتهم الخدمية.
آخر الكلام:
تعود بسط الكف حتى لو انه
ثناها لقبض لم تطعه أنامله
ولو لم يكن في كفه غير وحهِ
لجاد بها فليتق الله سائله. <