بقلم / أبو زيد بن عبد القوي
انتقال صعب !! ومن الظلام إلى النور !! وقد كانوا مخدوعين لسنوات طوال !! وقد هداهم الله فوجدوا الإسلام الحقيقي !!. . . . . الخ ما قالوه وصدروه في كتبهم التي حكت هدايتهم وشرحت عقيدتهم بعد أن صاروا من الاثنى عشرية !! إنهم المستبصرون الذين زعموا أنهم كانوا من أهل السنة !! أو الصوفية !! أو كانوا من الزيدية !! وهداهم الله واعتنقوا الاثنى عشرية !! ولم يكتفوا بذلك بل راحوا يكتبون الكتب التي يدعون فيها غيرهم إلى أن يكونوا مثلهم !! وقد آن الأوان لنعرف أين استقر بهم المقام في ظل الاثنى عشرية من خلال اختيار بعض الأسماء من المهتدين وقراءة بعض كتبهم ثم عرض بعض ما في هذه الكتب على القارئ الكريم بطريقة جديدة لم يسبق إليها فإلى التفاصيل:
نهاية صالح الورداني !!
مصري الجنسية له كتب عديدة ومنها (( الخدعة : رحلتي من السنة إلى الشيعة وهو في 203 صفحة )) وهو واضح من العنوان ولكن لمن لم يتعظ ويعتبر بما سبق ننقل كلام المؤلف بالحرف الواحد من ص8 يقول : ( واستراحت نفسي من بعد سنوات طويلة من التية والحيرة عندما وقع بصري على الطرف المغيب من تاريخ الإسلام وواقع المسلمين واستقرت قدماي على الطريق وتبددت الغشاوة فور أن سطع أمامي نور آل البيت وظهرت لي معالم الصراط المستقيم وتيقنت أنني على طريق الإسلام الصحيح ) وإنني إذ أبرأ أهل البيت قبل كل شيء من كلام هذا الورداني وأمثاله فإنني أدعوكم لنشاهد نهاية تشيع الورداني الذي استقرت قدماه !! وتبددت الغشاوة !! بعد أن ظهر له معالم الصراط المستقيم !! ويتقن أنه على طريق الإسلام الصحيح !! تعالوا لنشاهد نماذج من الإسلام الصحيح الذي نسبه إلى نور آل البيت وهم منه براء !! ولن أطيل بذكر ما عنده من أباطيل بل سأكتفي بذكر أخطر قضية مطوية عند هذه الطائفة !! يعتنقها ويعتقدها كل من شد الرحال إلى نور الاثنى عشرية !! إنها قضية القرآن الكريم وموقف الاثنى عشرية منه !! وهي قضية لطالما حاولوا سترها بحجب كثيفة من الكتمان والتقية والكلمات الملتوية !! فاستعجل الورداني ووضع كل ذلك على الطاولة وبصراحة متناهية !! فإلى موقف المهتدي الورداني من القرآن الكريم :
الشك في ترتيب القرآن وتدوينه !!!
أصبح الورداني شيعياً اثنى عشرياً وبدأ رحلته مع التشيع وانتهى به المطاف إلى الشك في ترتيب القرآن واعتباره قرآنا خاصا لأهل السنة يقول في ص141 : ( من هنا بدأت رحلة الشك في ترتيب القرآن وتدوينه والتي قام بها بعض الصحابة بهدف التمويه عن مكانة أهل البيت ( ع ) ودورهم. وتبنى أهل السنة من بعد هذا القرآن على هذا النحو مما أتاح الفرصة للرجال ليفسروا آيات القرآن على هواهم خاصة تلك التي تتعلق بآل البيت ( ع ) ) وهنا بدأ رحلته بالشك حول ترتيب القرآن وتدوينه لينتهي به المطاف إلى الجزم بتحريفه !! وكل هذا بعد أن أصبح شيعياً عبقرياً ومفكر ألمعياً فمن الشك حول التدوين إلى الجزم بالتحريف.
القرآن الموجود محرف !!
لقد انتهى به التشيع إلى القول بأن القرآن الكريم محرف !!! فبعد أن زعم أنه درس نصوص جمع القرآن الكريم توصل بفهمه القاصر وعقله العاثر وفكره البائر إلى أنه محرف يقول في ص144 : ( لا شك أن مثل هذه الطريقة في جمع القرآن تثير الشك من حوله وتدفع إلى القول بتحريفه وهي لا بد وأن ينتج عنها نسيان شيء من آياته أو تبديل أية مكان آية. فإنما المتصدي للجمع هو بشر ) ولن يتركنا حائرين مذهولين واجمين بعد أن أكد لنا أن القرآن الكريم الموجود الآن عند المسلمين محرف بل سيدركنا ويسرع فيخبرنا بأنه ليس حتى القرآن الحقيقي !! وسيخبرنا بما جهلناه طوال أكثر من 1400عام !! سيخبرنا عن القرآن الحقيقي ؟! ومن ورثة ؟! وأين هو الآن ؟!. . . . . . الخ.
وهي حقائق اكتشفها بعد أن أصبح شيعياً فإلى القرآن الحقيقي !!.
القرآن الحقيقي عند العترة !!
بعد أن أصبح شيعياً توصل الورداني لحقيقة هامة - حسب زعمه - حاول الصحابة والمسلمون إخفائها فما هي هذه الحقيقة التي اكتشفها بل قل ما هي الحقائق التي اكتشفها بعد أن تيقن أنه على طريق الإسلام الصحيح !!
يقول في ص55 : ( ومن هنا بدأت الأبصار تتجه إلى حقيقة حاول القوم إخفاؤها وهي ضرورة أن يكون الرسول !!! قد ورث القرآن مجموعا كاملا لواحد من صحابته تتوافر به صفات حفظه ورعايته وإيصاله إلى الناس بأمانة. ومن بين صحابة النبي لا يوجد من تتوافر به هذه الصفات سوى الإمام علي. ومنذ أن توصلت لهذه الحقيقة فهمت سر الربط الذي ربطه الرسول بين القرآن والعترة. فهذا الربط إنما يوحي بشيء وهو أن القرآن عند هؤلاء العترة وليس عند سواهم وعندما تغير (1) فكرة العترة من ذهن المسلم تغيب عنه حقيقة القرآن يسقط فريسة للحيرة والشك وسط هذا الكم من الروايات المتناقضة حول القرآن )
لقد انتهى به التشيع إلى الاعتقاد ب :-
1- إن الرسول صلى الله عليه وسلم ورث القرآن مجموعا كاملا لواحد فقط هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه !!! 2- أنه سيحفظه ويوصله للناس بأمانة !! 3- أن هذا القرآن عند العترة وليس عند سواهم !!
ولكن هذه الحماقة الاثنى عشرية توجه لها دائما هذه الأسئلة :-
1- لماذا لم يوصل الإمام علي رضي الله عنه القرآن الحقيقي للناس ؟!! بأمانة ؟!!
2- لماذا لم ينشر هذا القرآن المزعوم عندما كان خليفة وصاحب الأمر المطاع ؟!
3- ماذا يعمل القرآن المزعوم عند العترة ؟! ولماذا يخفونه عن الناس ؟! طوال هذه السنوات ؟! وماذا يعمل القرآن المزعوم عندهم دون سواهم ؟! أليس إخفاء القرآن الحقيقي جريمة ما بعدها جريمة ؟! أليس إخفاءه سبباً في إضلال الناس كل هذه الأعوام ؟! لماذا لا يقومون بإظهاره في إيران على الأقل ؟!
المصحف المهجور !!
سيتحفنا الورداني بالمزيد من اكتشافاته حول هذا القرآن الحقيقي !! وسيخبرنا بأن هذا القرآن الموجود إنما هو من عمل عثمان بن عفان رضي الله عنه من أجل حجب القرآن الحقيقي وهجره !!! وقبل ذلك دعماً لبني أمية !! وكل هذه الاكتشافات بعد أن انتهى به المطاف في درب التشيع الاثنى عشري. يقول في ص55 من كتابه" الخدعة" : ( فلولا عثمان ومصحفه لما قامت لبني أمية قائمة وما ساد الخط الذي ابتدعوه وسيروا الأمة على أساسه. لقد كان الهدف من عمل عثمان هو التمويه على مصحف قائم وموجود وهو مصحف آل البيت الذي تناوله الصحابة من الإمام علي ودفع المسلمين إلى هجره ) لقد انتهى بعد التشيع الاثنى عشري إلى الاعتقاد بوجود مصحفين : 1- مصحف عثمان الذي هو بيننا الآن !! 2- مصحف آل البيت وهو المصحف الحقيقي ولكنه مهجور !!.
وقفة هامة
أخي القارئ الكريم إعلم أن ما قاله الوراداني حول القرآن الكريم ووجود القرآن الحقيقي الذي جمعه علي رضي الله عنه عند آل البيت - برأهم الله عز وجل من هذا البهت والزيف - ليس من اكتشافاته وخزعبلاته !! بل هي عقيدة مجمع عليها عند الاثنى عشرية وقد سبق أن تناولت هذا الموضوع في صحيفة أخبار اليوم بالتفصيل وذكرت أقوال أساطينهم من كتبهم الأصلية القديمة وكتب العصر الصفوي وكتب التقية المعاصرة !! وهي قضية خطيرة جداً !! وتعني إيمانهم بوجود ( المصحف الحقيقي ) عند الإمام الثاني عشر المعدوم الموهوم الغائب منذ أكثر من ألف ومائة عام !! وإيمان الورداني المهتدي بهذه العقيدة الكفرية الضالة ونشره لها في كتابه - الذي سينشره بين المسلمين السنة والزيدية والصوفية وغيرهم - أكبر دليل على تواتر هذه العقيدة وانتشارها في كتبهم الأصلية كحقيقة مسلم بها عندهم !! بل لم نجد حتى هذه اللحظة من ينكر من علماء الاثنى عشرية أسطورة ( مصحف علي ) !! الغائب عند الإمام الغائب !!
الأكوع اليمني !!
يختلف المذهب الزيدي اختلافاً كلياً وجذرياً عن الاثنى عشرية يقول الدكتور المرتضى المحطوري : ( عموما بيننا وبين الجعفرية مثل ما بين السماء والأرض. . وأي هاشمي عنده عقل ما يتبع المذهب الجعفري أبداً ) صحيفة الثقافية العدد 252 بتاريخ 22/7/2004م والاثنى عشرية سعت لجذب أتباع لها في اليمن لأنها تعتبر أهل السنة والزيدية نواصب !! لذلك كان لليمن نصيبا من قصص الهداية الاثنى عشرية اطلعت على بعضها في شبكة المعلومات ( الإنترنت ) وسأضرب عنها صفحا الآن وأتناول هداية علي أحمد الأكوع والذي قام بنشر ما عنده في الصحف ومنها على سبيل المثال قيامه بكتابة مقال في صحيفة الوسط العدد 137 بتاريخ 28 /2/2007م وتحت عنوان "الإثنا عشريون هم السنة وغيرهم مدع " وطلب ممن لم يؤمن بالاثنى عشر البحث عن نبي آخر ودين آخر !! ثم أتبع هذا المقال بمقالات في الوسط وأخبار اليوم دعا فيها إلى اعتناق الاثنى عشرية لأنها الحق الوحيد !! لذلك لا بد من إلقاء نظرة على عقائد علي الأكوع الأخرى التي اعتنقها بعد أن أصبح اثني عشرياً !! ولكن أين نجدها ؟ أقول نجدها في كتابين الأول اسمه "نبذة مختصرة عن سيرة الأئمة الاثنى عشر " يتكون من 56 صفحة تأليف علي أحمد الأكوع وسنجعل بحث اليوم يختص ببعض ما ورد في هذا الكتاب من عقائد وأفكار علي الأكوع بعد أن آمن بالاثنى عشر إماماً فانظروا إلى ماذا قاده إيمانه بالاثنى عشر :-
1- علي علمه من الله عز وجل !!
يقول علي الأكوع مفترياً على الله عز وجل وعلى علي رضي الله عنه في ص3 ( وهذا العلم الذي حصل عليه الإمام - أي علي - ليس عن طريق الاكتساب والتعليم بل هو علم لدني علمه الله سبحانه وتعالى ) !! ونسأل علي الأكوع بما أن الله عز وجل هو الذي علمه فلا بد من نزول الوحي عليه أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم !! فالله عز وجل علم نبيه عن طريق الوحي قال تعالى ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ) "النجم" أو يزعم الأكوع أن هناك طريقة أخرى غير الوحي فنقول له بينها لنا أولاً ثم هل حصل مثلها للنبي صلى الله عليه وسلم أم أنها مختصة بعلي ؟!! فإن قال بنزول الوحي لتعليم علي رضي الله عنه فهذا كفر جلي يعلمه حتى الغبي !! وإن قال بل علمه الله عز وجل بطريقة أخرى غير وحي النبي صلى الله عليه وسلم قلنا وتلك أكبر من سابقتها !!
2- بل كل الأئمة علمهم من الله عز وجل !!
اللهم سلمنا من كل عقيدة اثنى عشرية تؤدي بنا إلى هذه الفرية !! فهذا الأكوع لم يكتف بما افتراه في علي بل زاد وأضاف البقية زاعماً بأن علمهم من الله !!! يقول المهتدي الاثنى عشري في ص4 : ( إذن فالإمام علمه من الله وسنورد هنا من كلام الأئمة عليهم السلام ما يدل دلالة أكيدة أن علمهم من الله ) !! فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !! وما دام علمهم من الله عز وجل فلا حاجة لنقول قال النبي عليه الصلاة والسلام بل يكفي !! قال الباقر أو قال الرضا فالكل معصوم والكل علمه من الله عز وجل!! وهذا تنحيه لشرع النبي صلى الله عليه وسلم يفهمه الغبي قبل الذكي !! وأقسم بالله العظيم أن هذا هو ما حصل في كتب هذه الطائفة !! أخي المسلم دع كل الكلام جانباً واقرأ مصادرهم الأصلية : ( الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه ) أتجد فيها قال رسول الله أم تجد قال أبو عبد الله ؟! ( هي منسوبة إليهم وهم أبرياء منها في الواقع ) !!! إن كنت لم يسبق لك الاطلاع عليها فأقول لك لن تجد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا نادراً بل أقل من النادر !! فجميع الروايات هي روايات أئمتهم وبالذات المنسوبة زوراً لأبي عبد الله إمامهم السادس جعفر الصادق رحمه الله تعالى !! وليس المقصود بروايات الأئمة إنها أحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم مرفوعة !! بل هي على أئمتهم موضوعة وتنتهي إلى أحد الأئمة فهم مصدر للتشريع وليسوا مجرد نقلة للتشريع !!
وهذا ما أكده علي الأكوع عندما زعم أن علمهم من الله عز وجل !!
3- الرسول صلى الله عليه وسلم أخفى علينا ألف باب !!
لم يرسله الله عز وجل لشخص !! ولا لأسرة !! ولا لقبيلة !! وإنما قال عز وجل ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) سبأ28 وقال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) الأنبياء107 وأمره بالبلاغ فقال : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) المائدة67 وقد بلغ أحسن البلاغ وناشد أصحابه في حجة الوداع !! فقال : اللهم هل بلغت فقالوا : نعم. . فقال : اللهم فاشهد، وتركنا على المحجة البيضاء. . وأثنى الله عز وجل عليه في مواضع كثيرة من القرآن الكريم وكان من أواخر ما نزل آية إكمال الدين وإتمام النعمة بقوله تعالى : (. . . . الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً. . . ) المائدة3. هذه عقيدة كل مسلم فهل إذا أصبح الواحد منا جعفرياً اثنى عشرياً يكتفي بهذه العقيدة أم تصبح له عقيدة أخرى ؟! لنشاهد ماذا يقول الأكوع في ص3 : ( كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علمني رسول الله ألف باب من العلم فتشعب لي من كل باب ألف ألف باب ) !! أرأيتم نهاية هذا الاثنى عشري !! وعلى من افترى ؟! على خير نبي صلى الله عليه وسلم !! أيصدق مجنون بان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد اختص عليا بألف باب وتشعبت إلى ألف باب * ألف باب = مليون باب !! وستصل المسائل إلى مليارات !! فسحقاً سحقا لكل من يتهم خير نبي صلى الله عليه وسلم بما يزري !!
الاثنى عشر إماماً فقط !! حتى يوم القيامة !!
الاثنى عشرية والأكوع أتوا بما يخالف حتى سِلف البهائم !! فإن الله عز وجل قد جبل الحيوانات على ضرورة وجود قائد لكل قطيع !! لكن اسمعوا الأكوع ماذا يقول في ص35 ( فالله هو الذي اختار وليس لأي واحد الحق في أن يجعل من نفسه إماما أو يختاره الناس ) ويقول في ص36 ( فالله هو الذي اختار الملك ولم يختاره الناس ) ويقول أيضاً في نفس الصفحة ( الله هو الذي يصطفي ويختار ولا يحق لأحد أن يرشح نفسه إماما أو يختاره الناس ) وهذا الكلام وإن كان أشبه ما يكون بالجنون ولكنه أصل ولب عقيدة الاثنى عشرية وهذا المفتون !! وإن سألناهم : خبرونا ماذا نعمل الآن وهناك أكثر من خمسين دولة إسلامية ؟ أتبقى كلها بلا رئيس ولا ملك ولا إمام ؟! منتظره لخروج الطفل الهمام !! وكيف تكون حياة الناس ؟! ومن يفصل بينهم في الخصومات ؟! ويعيد الحقوق لأهلها. . . . . . الخ ؟! ثم هل يعقل أن الله عز وجل يختار اثنى عشر فقط ليحكموا البشر ؟! ثم يتركنا هملاً !! حيث يختفي الإمام الثاني عشر منذ أكثر من ألف عام !! وطبعاً لا يحق لنا أن نختار علينا أحداً لأننا نكون قد اغتصبنا حق الإمام !! فلا هذا الثاني عشر خرج ولا يحق لنا اختيار أحد !! إن هذا القول لا تقوله حتى الأمم الكافرة فيا لها من فاقرة !! ما أقل عقولكم وأسخف أفكاركم !! شغلتم أمة الإسلام بهذا الهذيان وأضحكتم عليكم أهل الأديان !! بل حتى عباد الأبقار والأصنام لا يقولون بمثل هذا البهتان !! فكلهم لهم رئيس أو ملك أو أمير أو سلطان أو إمبراطور أو سمه ما شئت فالمقصود انه زعيمهم وقائدهم !! بل والله لقد سخر من عقيدتكم هذه أصحاب البعران !! وأقصد بهم أهل البادية في البلدان !! فكل قبيلة لها رئيس يسمى شيخاً أو زعيماً !! بل كل قرية لها رئيس يسمى عاقلاً أو عمدة أو مختاراً !! لأنهم يعلمون أن حاجتهم لمن يقودهم ضرورية لا تستقيم الحياة إلى بوجوده وبشرط أن يكون حاضراً وليس غائبا في السرداب !!
الأكوع وإيران والاختيار الإلهي !!
يقول علي الأكوع في كتابه نبذة مختصرة عن سيرة الأئمة الاثنى عشر ص36 ( الله هو الذي يصطفي ويختار ولا يحق لأحد أن يرشح نفسه إماماً أو يختاره الناس ) !! وقد مر معنا كلامه هذا سابقاً !! والأكوع رجل عبقري !! فلم يتركنا دون أن يذكر لنا الأسباب التي تمنع الناس من اختيار الإمام !! يقول علي الأكوع في ص33 ( الأئمة من بعدي قد حددها رسول الله في حديث آخر حيث قال الأئمة من بعدي أثنا عشر إماما كلهم من قريش والدليل على أن الاثنى عشر إلى يوم القيامة حصر الإمامة فيهم بقوله الأئمة بعدي اثنا عشر ) !! فالسبب الأول هو أن الله عز وجل هو الذي يختار الأئمة وقد اختار لنا اثنى عشر إماماً إلى يوم القيامة !! والسبب الثاني هو ما ذكره الأكوع في ص36 وتحت عنوان " أخيرا لإبطال اختيار الناس" يقول : ( الناس عندما يختارون فإنهم لا يحسنون الاختيار لأنهم لا يعرفون مصالحهم وكذلك لا يعرفون حقيقة الناس لأنهم يخدعون بالمظاهر. . . . . . . . . . . ولا يعرف حقيقة القلوب وما تضمر إلا الله لذلك فهو الوحيد الذي يعرف مصلحة العباد ويعرف الناس المؤمنين المتقين حقاً وليس زيفاً ) !! فأقول أعلينا وبيننا تنشر مثل هذا الهراء ؟! يا هذا : نحن نؤمن بقوله تعالى (. . . وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ. . . ) الشورى38 ولا ننتظر الطفل الذي غاب في السرداب ولا نقول باثنى عشر إماما معصومين بل نقول بمعصوم واحد فقط هو محمد صلى الله عليه وصحبه وسلم ولا نراسل قناة الأنوار والكوثر والفرات لنعزي ( إمام الزمان !! والحجة !! وصاحب الأمر !! والقائم !! ومولانا المنتظر !!. . . . . و. . . و. . . . ) كل ما ذكرنا موت فلان أو علان !! ولا نطلب من الله عز وجل أن ( يعجل فرجه ) لسبب بسيط ( أننا لنا عقول ولسنا طبول ) فلماذا لا تتركنا وتذهب إلى إخوانك في إيران !! قل لهم أسأتم الاختيار عندما اخترتم احمدي نجاد !! ولا تعرفون مصالحكم عندما تركتم الاختيار للبشر !! أذهب وراجعهم وحاورهم قل لهم لماذا جعلتم منا مسخرة ومنظرة للبشر ؟! لماذا ضربتم بعقائدنا عرض الحائط وخالفتم نظريتنا ( الأئمة الاثنى عشر إلى يوم القيامة ) ومن قال بغير هذا ( فقد كفر ) ؟! ألسنا نقول أنها اختيار إلهي ولا يحق للبشر الاختيار ؟! ولا الترشح ؟! فلماذا اخترتم رفسنجاني رئيساً وبعده اخترتم خاتمي والآن أحمدي نجاد !! ولماذا ترشحوا أصلاً ( ولا يحق لأحد أن يرشح نفسه ) ؟! قل لهم أحرجتمونا من كثرة الانتخابات عندكم من رئاسة وخبراء وصيانة دستور ونواب. . . . الخ. تراجع وتحاور مع آيات إيران الذين يعتقدون أصلاً بمثل عقيدتك نظرياً لكنهم عملياً أثبتوا بطلانها وأنها عقيدة لا تصلح حتى ( في قصص ألف ليلة وليلة ) !! اذهب وأقنعهم لأنك اثنى عشري مثلهم !! وبعد أن تنجح في إقناع حكام إيران بأن يعيشوا بلا مرشد للثورة !! ولا رئيس للدولة !! ولا رئيس لتشخيص مصلحة النظام !! ولا رئيس لمجلس الخبراء !! ولا رئيس لمجلس النواب !! ولا رئيس لبلدية طهران !! ولا رئيس. . . الخ وعندها فقط سنصدق أنكم مؤمنون بكل الخرافات والأساطير التي لا يقبلها عقل عاقل !! أما الآن فأنتم كاذبون من أجل الضحك على الذقون والخمس الذي يسيل له لعاب كل مفتون !!
الختام
أخي القارئ لا شك أنه قد هالك ما قرأت وأفزعك ما رأيت !! وأعتقد أنك ستقول - بعد أن عرفت ما آلت إليه أحوال المستبصرين بعد أن أصبحوا اثنى عشرية - : ( الحمد لله الذي عافانا من هذا الهراء وأبعد عنا الغثاء ورزقنا إتباع رسول رب الأرض والسماء ) ولكنك لا تدري أن ما ذكره هؤلاء المهتدون لا يساوي 1% من عقائد الاثنى عشرية الموجودة في كتبهم الأصلية والتي فيها من الشركيات والكفريات والطامات ما لا يستطيع حصره إنسان لأنه مذهب قائم على البهتان !! بل أنا لم أنقل لك كل ما ورد في كتب المهتدين الضالين من سخافات بل اكتفيت بإشارات لنعرف نهاية كل من يصبح اثنى عشرياً جعفرياً. وتركت الكثير من كتب المستبصرين المهتدين إلى نور الاثنى عشرية الحالك لأنها تحوي نفس المهالك !! فتلك العصا من تلك العصية هل تلد الحية إلا حية ؟!! وفي ما سبق عظة وعبرة حتى لا يقع أحد في فخ الاثنى عشرية وموعدنا السبت القادم إن شاء الله تعالى. <