كروان الشرجبي
كنت أتحدث مع أحد الزملاء وإذا به فجأة يقول لي أني أحسد كل النساء على حقيبة اليد التي يحملونها، استغربت جداً من هذه العبارات ولاحظ علامات الاستغراب على وجهي وواصل حديثه قائلاً: وأحسد من يمتلك سيارة .. زاد استغرابي واندهاشي ولكني قاطعته هذه المرة بسؤال سريع لماذا ؟ فكانت إجابته أنه دائما ً ما يشتري تلفوناً نقالاً لأنه دائماً وتكراراً يضيع منه تلفونه النقال لأنه صغير الحجم يغريني دائماً أن أضع في جيب البنطلون ودائماً ما ينزلق من جيبي ويضيع غالباً في التاكسي ولا أدري لماذا لا أستخدم عقلي وأشبكه بسلسلة في حزام البنطلون.
رثيت لحال زميلي هذا ووجدت أنه على حق فالحقيبة تحفظ التلفونات من الضياع والسيارة إذا كانت ملكاً لشخص سيضمن أن يجده في السيارة على الكرسي المهم أنه في نهاية الأمر سوف يجده على العموم منا لم يصنع منه شيء هناك ما يضيع منا بإرادتنا وأيضاً بغير ارادتنا ومع ذلك من طبيعة البشر، أن يحاسبوا أنفسهم فيقولوا لو كنت... كان الممكن نعم تضيع علينا أشياء كثيرة ولكن ما يبقى كثير أيضاً يظل لدينا من الأحباب أو ذكراهم ما يكفي لندفئ قلوبنا به ربما ضاع منك خاتم مثلاً ولكن من أهداك إياه لم يضع أبقاه الله لك وأبقاك له.
وإذا لاحظت عزيزي القارئ أن الحياة أخصب أنثى في الوجود فهي لا تكف عن الولادة تضيع بعض ذريتها ولكن مهما يضيع يولد أضعافه في كل ثانية أولادها هي الحياة ونحن أولادها وهي تمتحنا وتأخذ منا حيناً آخر، حينما نسير نجد زهوراً وأشجاراً وجمالاً فالحياة رغم كل شيء وهابة السرور والبهجة والمرح مانحة الأحباب والرفاق والخلان تحرمنا وتمنحنا ؟؟؟ وتسعدنا فهي صنعة الخالق سبحانه فيها من كرمة وأنعامه وبسطه ورزقه الكثير فيها شر وطغيان وحرمان وفقدان نعم، لكنها جميلة... لأن خالقها جميل.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM