شهاب المحمدي
يقول الله تبارك وتعالى في محكم الآيات والتنزيل (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وقد أحسن وأجاد الدكتور/ عبدالصبور شاهين في تفسير هذه الآية حيث قال: هذا أمر الله سبحانه يطلب مننا فيه أن نعتصم بحبله وأن نتوحد حول دعوته، وكأن علم الله مسبق بأننا قد نتوانى عن الاستجابة لهذه الدعوة الكريمة، فكان نسيج الآية بطريقة تزيد معناها تأكيدا وتضيف إلى وحدتنا قوة، وإذا توافر للوحدة المؤمنة الدستور الذي تلتقي عنده القلوب وتنتفي الأهواء فقد سلم بناؤها ووضح منهاجها واطمأن المؤمنون إلى التسلح بها.. اذاً يجب علينا أن نكون دعاة اعتصام وسلام لا دعاة فرقة وخصام.
وحياة الوطن وارتقاؤه لاتكون إلا بالإتحاد لكل المقيمين فيه لأنهم في ارض الوطن سواء وخيراته بينهم بلا استثناء.
وبالوحدة نشعر بالقوة ونحقق ما نرجوا من تقدم وعزةٍ ورقعة ومجدٍ وكرامة وحب ووفاء.
إن المرحلة الحاسمة التي تمر بها جمهوريتنا اليمنية الآن وقد تكالبت علينا الامم وأحاط بنا الأعداء من كل جانب تستوجب اعتصامنا بحبل ربنا وتمسكنا بأسباب وحدتنا واجتماعنا والا طمع فينا أعداؤنا وضاعت من أيدينا أوطاننا.
معاشر القراء الأعزاء:
سؤال يطرح نفسه كيف نحافظ على وحدتنا؟
وللإجابة على هذا السؤال نقول وبالله التوفيق:
أولا: الثقة المتبادلة بين جميع أفراد الوطن الواحد حتى نفوت الفرصة على المغرضين والمرجفين والحاقدين والمشككين.
ثانياً: أن يكون هناك حباً وتكافلاً اجتماعياً بين أفراد المجتمع ليعم الحب والإخاء والمودة والوفاء بين جميع أفراد الشعب.
ثالثاً: العدل والمساواة بين الناس على أساس الأخوة بين أبناء الوطن الواحد ولا تحايز بين أفراد الشعب على أساس الطائفية والمناطقية.
رابعاً: محاربة الفساد والمفسدين باختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم والضرب بيد من حديد على الذين يعبثون بثروات الوطن ومقدرات الأمة.
خامساً: رد المظالم إلى مستحقيها والأراضي التي نهبت إلى أصحابها.
سادساً: عدم الاستجابة لدعاة الفرقة من مروجي الأفكار الرجعية التي تعود بالوطن إلى الوراء.
وختاماً نقول بملء الفم : اللهم احفظ بلادنا من كل المحن ومن أجواء الفتن ومن أفكار العفن ومن دعوات النتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم احفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا واحفظ لنا وحدة شعبنا ووحد صفوفنا واجمع قلوبنا وقوي أمرنا وارفع رايتنا وأحسن خلاصنا.<