;

مشتـــاق يا يمن 1174

2009-05-26 04:26:21

د.يوسف الحاضري

ها قد مر علي 8 أشهر في بلاد المهجر - أرض الحرمين - وهي أطول مدة أمكث فيها بعيدا عن أرضي وبلادي وبلدي اليمن الحبيب , ها قد بدأت أشجان الغربة تتفاقم بين أضلعي , ها قد بدأت عواطف الحب للوطن وتراب الوطن تجتاحني , ها قد بدأ الحب والشوق والرغبة والحنين لليمن يسيطر عليا من رأسي إلى أبعد من أخمص أقدامي , مشتاق يا يمن , اشتقت لكل شيئ رائع وغير رائع فيك , اشتقت لهوائك الرائع وجوك البديع وطبيعتك الخلابة ونسيمك العليل , إشتقت لجبالك الشاهقة وأوديتك الخضراء وسواحلك الغناء, اشتقت لجو الريف الممتزج مع التطور الحضري المعاصر, اشتقت لحرية الكلمة والتعبير بالرأي فيك ومعك , اشتقت لإنسانك الطيب بلباسه التقليدي وبلهجته العامية السمحاء وبعفويته الممتزجة بطيبة قلبه , اشتقت لمجالسك التي تضم الأصدقاء والأحبة ومناقشاتهم للسياسة والاقتصاد والثقافة , اشتقت لتعددك السياسية والحزبية والأخوة اللامحدودة التي تجمعنا رغم هذه التعددية, اشتقت لتواضع مسئوليك وبساطة أصحاب القرار . نعم اشتقت لكل شيئ رائع فيك وغير رائع بكل جوانحي , اشتقت لإنقطاعات التيار الكهربائي اليومي المتكرر , اشتقت لتلك الأصوات التي تعقب الإنقطاعات منادية من كل غرفة في منزلي بسرعة إشعال الشمع ( فقد غابت عني هذه اللحظات والأحاسيس في موطني في المهجر ) , اشتقت لطرقاتك الإسفلتية إسما لا نوعا, اشتقت لهذه الطرق الضيقة والضيقة جدا ( فالطرق هنا واسعة وواسعة جدا وبدون حفريات ) , اشتقت لعشوائية التخطيط فيك والبناء ( فالتخطيط هنا اجتاح الأخضر واليابس حتى الصحاري ), اشتقت لشرطي المرور منزوع الهيبة ومكبل بكل أنواع الرحمة في أوساط الزحمة ( فالشرطي هنا يهاب منه على مد البصر ), إشتقت لتجمعات الأمطار ورفع الثياب عند المرور من خلالها لتحاشيها وبدون جدوى ( فالتصريف هنا للكل أنواع الفلزات واللافلزات من صلب وسائل وغاز ), اشتقت لزحمة أسواق القات وعشوائياتها وخلو أسواق الفواكه من مرتاديها , اشتقت لصوت المقوت والمولعي و المبايعة بينهما سواء على الفلوس أو الكمية , اشتقت لحالة التوهان واللامبالاة التي تجتاح الموالعة بعد صلاة المغرب حتى آخر الليل, اشتقت للفقراء في الجولات والمساجد والأسواق , اشتقت لطوابير العاطلين والمعاملين والمراجعين في الوزارات ومكاتبها دون فائدة مرجوة , اشتقت لراتب الموظف الذي يكون حاله مثل حال الضيف الخفيف يظل عندك يوما ثم يمشي وأحيانا مثل الرنة السريعة للموبايل بمجرد أن تشعر بها تكون قد اختفت ولا يبقى إلا اسم المتصل , اشتقت للوساطة المجحفة والتي طالت الأخضر وجعلته يابسا وطالت اليابس وجعلته فحما وطالت الفحم فجعلته رمادا فذرت الرماد في العيون وأصبحنا عميا وصما وبكما, مشتاق لك يا يمن مشتاق والله يشهد أنني مشتاق لك ولترابك ولمائك ولكل شيء , فمنك خلقني الله وفيك ترعرعت فحقا عليا أن أحافظ عليك من كل شيء قد يمس أرضك أو بحرك أو سمائك حتى أدفن بين أحضانك وفي ترابك.

((أحبك يا يمن)).<

Yusef_alhadree@hotmail.com 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد