محمد أمين الداهية
ما حصل الآن في يمن الحكمة والإيمان من أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية تتفاقم يوماً بعد يوم ليس ذلك بسبب عوامل التعرية التي تطرأ على المادة فتغيرها أو عوامل أخرى جيولوجية تحدث في الأرض لتظهر عصور بمسميات مختلفة تختلف باختلاف تطورها، إنما نعيشه اليوم من أحداث وتقلبات سلبية تنهش في جسم الوطن وتصيب المواطن بالقلق الأمني، الذي يعتري الكثير من يهمهم استقرار هذا الوطن وأمن وسلامة أبناءه.
إن هذه الأزمات وغيرها ما هي إلا بسبب ذنوبنا وإعراضنا عن ديننا والتخلي عن قيم ومبادئ الاسلام الحنيف الذي لوحقاً تمسكنا بديننا ونفذنا تعاليمه السمحاء، لما وجدنا الفرقة والاختلاف ولما وجدنا النزعة العنصرية المناطقية الحمقاء التي تسيرها معتقدات الحقد والكراهية، لو أخلصنا النية لله في تعاملاتنا ورعاية الأمانات والمسؤوليات التي تلقى على أعتاقنا لما وجدنا مكاناً للظلم في بلد الايمان ولما وجدنا مصطلحات الفساد والمفسدين والمتنفذين ومن لا يراعون في عباد الله إلاً ولا ذمة لو أننا دربنا أنفسنا على الرجوع إلى الله ومراجعة أعمالنا وتصرفاتنا ومواقفنا تجاه خلق الله لما رأينا في هذا الوطن المستغلين ومن يتقنصون الأزمات المختلفة ليثنوا هجوماً ضارياً على وطنهم وابناءه إنا يمر به الوطن حالياً من حاضرٍ خطير جداً ومستقبلاً أخطر وأسوأ ما ذلك إلا بأمر الله عز وجل الذي قال (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) .
فمن منا يستطيع أن ينكر فساد قلوبنا وابتعادنا عن ديننا وميلنا إلى كل المستجدات والمستحدثات التي تتناقض تماماً مع ما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويقيناً إن الغرب قد تمكنوا من تنفيذ مخططهم التدميري لأخلاق العرب والمسلمين بنجاح بسبب فساد القلوب واتباع الهوى ولو أننا استطعنا أن نحافظ على اخلاقنا وقيمنا الاسلامية العربية لما وجد على أرضنا الظلم والفساد والمكر والخداع والنصب والاحتيال وقلة الوعي والإدراك إن الاخلاق هي الركن الاساسي لتقدم الشعوب والحفاظ على الأوطان فمن يملك الأخلاق يملك التقوى ويعرف واجبه تجاه وطنه ومحال أن يكون يوماً أداة خراب ومعول هدم لأرضه وتاريخه.. لكي نتخطى هذه الأزمات المضنية التي تعترض وطننا وشعبنا علينا أن نرجع إلى الله وأن نطلب منه العفو والغفران ونعاهده بأن نغير ما بأنفسنا حتى يرحمنا ويغير ما حل بنا ووطننا ولا حول ولا قوة إلا بالله.<