د.يوسف الحاضري
(( الآن وبعد مرور أكثر من 19 عاما على ترسيخ دعائم الوحدة اليمنية , الوحدة التي أعادت البيت اليمني إلى أصله وأصالته التي سُلبت منه لأكثر من 160 عاماً سطرها التاريخ بأحرف من نار وصديد تم إزالتها في عام 1990م تحت زعامة الزعيم اليمني الأصيل علي عبدالله صالح وبمشاركة الأحرار والشرفاء في الشطرين اليمنيين -سابقا- وبدعم كلي وكامل ولا محدود من الشعبين اليمنيين في جزئيه سابقا, الآن وبعد مرور هذه المدة الزمنية من بركة هذه الوحدة ألم يئن لنا جميعا كيمنيين بجميع أشكالنا وألواننا وانتماءاتنا ومذاهبنا وثقافتنا ومستوياتنا أن نكف عن الحديث عن الوحدة اليمنية وعن ضرورة إستمراريتها لأن هذا يعطيها طابع الضعف الاستقراري , فعندما نتحدث عن الوحدة وعن التصدي للمؤامرات التشطيرية فهذا يعطي للمتآمرين كيان وكينونة وقوة وفعالية في مبتغاهم في حين أنهم لاشئ على الإطلاق ولا يستحقون قطرات مداد تسكب في صحفنا سواء بالتنديد بهم أو بتجريمهم , وعندما نتحدث عن الوحدة وعن ضرورة تثبيتها فهذا يعطيها الطابع الهش المتأرجح يعطيها طابع الضعف , وعندما نتحدث عن الوحدة فهذا يشغلنا عن الحديث عن التنمية والاقتصاد ومكافحة الفساد والإصلاحات وغير ذلك ويستنزف منا الوقت والجهد والمال وحتى التفكير, فالوحدة يا أيها اليمنيون وجدت بإرادة الله سبحانه وتعالى ليعيد الحياة إلى جسد تم تمزيقه ذات يوم وأن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده , والوحدة أيها اليمنيون محمية بإرادة الله جل علاه , فلنترك الحديث عن الوحدة لأنها قدر حصل ذات يوم مبارك ولن يتغير هذا إطلاقا ولنهمل كل الأصوات النشاز التي تأتينا من هنا وهناك لأنها لا تسمن ولا تغني من جوع , فعندما تنعق الكلاب فلا تشغلنا عن مسيرتنا إلى الأمام , فلنواصل المسيرة ولننسى الوحدة لأن الحاضر يطلق على هذه البقعة الجغرافية من الأرض ( الجمهورية اليمنية ) ولا توجد هناك كلمات أو خيارات أخرى تُطلق على هذه المنطقة , ولنعتبر من الألمان فبعد أن تم توحيدهم سكت الكلام عن الماضي وبدأ واستمر الكلام عن الحاضر والمستقبل فقط , فالماضي مكتوب في ورقات وكتب محفوظة في التاريخ ولا غير التاريخ, ولا يجب علينا حتى المجادلة والحوار والمناقشة والخوض في الحديث عن الوحدة كوحدة أرض ولنناقش خيرات اجتماعنا وتوحدنا ورضا ربنا عنا , ولنركز الحديث والاهتمام والمطالبة فقط عن التنمية والاقتصاد والتطور والتطوير ومكافحة الفساد والفاسدين والإصلاحات المالية والإدارية التي تؤدي بنا إلى الوصول إلى مصاف دول الجوار , فالوحدة في خير واليمن في خير واليمنيون في خير بمشيئة الله ولا داعي لكل هذه القلاقل والزوابع التي لا تسمن ولا تغني من جوع , فالأرض لله وحده يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين )).
Yusef_alhadree@hotmail.com