بقلم / معروف درين
ظهرت في الآونة الأخيرة بعض الأصوات الغريبة والمريبة تحت مزاعم النضال السلمي والمطالبة بالحقوق ,وغيرها من الأسماء والمصطلحات التي تفوح منها رائحة التآمر والعنصرية والخروج عن وحدة الصف وزعزعة الأمن والاستقرار , وما مطالبهم إلا مجرد ذريعة ووسيلة لتنفيذ بعض المخططات الإجرامية التي تحاول العودة بالوطن إلى عصور التشرذم والشتات , إنها مطالب ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب وكلمة حق يراد بها باطل ,وإلا لما سمعنا تلك الشعارات ولما اعتدت تلك العناصر على الممتلكات الخاصة والعامة , فمن يطالب بحقوق مشروعة لا يتصرف تصرفهم ولا ينادي بشعاراتهم ولا يعتدي على أحد!!
ما تشهده هذه الأيام بعض المحافظات الجنوبية والشرقية لا يخدم المصلحة العامة ولا التنمية الاستقرار ويتعارض من حيث المبدأ مع تاريخ اليمن ومكتسباتها المختلفة وقبل ذلك مع العقيدة والدستور وأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين , ما تقوم به بعض الجهات والأفراد ليس من الديمقراطية والحرية في شيء , فأي ديمقراطية تجيز الدعوة للمناطقية والتمزق والخروج عن وحدة الصف والوحدة الوطنية , وأي حرية تبيح لهم الاعتداء على الآخرين ونهب ومصادرة ممتلكاتهم ؟
عموما لست بصدد الدفاع عن الحكومة وأخطاء الحكومة ولا بصدد التبرير للأعمال التخريبية التي غالبا ما يلبسونها حلة من المطالب وجملة من الأهداف ,وبتجرد وحيادية لا تنحاز لغير الحقيقة التي تأبى أن تشوه وتزيف فإنني أسأل إخواننا في
المحافظات الجنوبية والشرقية عن القضية الجنوبية , تتحدثون عن القضية الجنوبية والحراك الجنوبي وغير ذلك ولكننا لا نعرف حتى اللحظة ما هي قضية الجنوب , وهل مشروع التشطير جزء من المسرحية ؟
لا ننكر - وقد جاء على لسان الحكومة - وجود بعض الأخطاء والفساد المالي والإداري , ولا ننكر أو نمنع أصحاب الحقوق من المطالبة بحقوقهم عبر الطرق المشروعة , نحن مع الدعوة للإصلاح والتصحيح ومع استئصال جذور الفساد والفاسدين , نحن مع المطالب العادلة ونيل جميع المواطنين حقوقهم الكاملة , وهنا أقول لإخواننا في لحج والضالع وأبين وفي كل المحافظات إن كان لكم مطالب غير مشروع التشطير والمناطقية والعنصرية فإننا معكم وبجانبكم حتى تأخذوها وتنتصروا لحقوقكم وقضيتكم .
غير أننا في نفس الوقت ضد كل من يدعون إلى الانفصال أو يحلمون به , فلماذا نحمل الوحدة فوق طاقتها , ونحملها وزر أخطاء الحكومة والمسئولين وكأنها السبب في مشاكل البعض وضياع حقوقهم وفي دعم الفساد والمفسدين وما شابه ذلك من المشاكل والحقوق التي نحاول أن نرميها على الوحدة ونحملها مسئولية فشلنا وعجزنا في معالجة بعض الظواهر والسلبيات , لا ذنب للوحدة سوى أنها منحتكم الديمقراطية والحرية لتبدءوا بالتطاول عليها وتنكرون فضلها عليكم وعلى الوطن.
وليعلم الجميع أن الوحدة ليست سلعة للمزايدة والمماحكات السياسية , وإذا كان البعض يظن أو يتوهم انه قادر على النيل من الوحدة والمساس بمقدساتها فإنه واهم, لأن الوحدة راسخة رسوخ الجبال الرواسي وباقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, وهي أيضا بعيدة كل البعد عن أحقادهم ودسائسهم ومؤامراتهم , الوحدة ليست ملكاً لحزب أو قبيلة آو فئة أو جماعة معينة , الوحدة ملك الشعب اليمني وليس هذا وحسب بل إنها النافذة التي يطل منها العرب على المستقبل المنشود , فلا تسول لكم أنفسكم التطاول على الوحدة , وإذا كان لأيٍ كان مطالب فلا يربط بينها وبين الوحدة والمكتسبات الوطنية ولا يحملها مالا تقوى على حمله .
وفي الختام واكرر القول نحن مع المطالب المشروعة وبالطرق المشروعة بعيدا عن أي مزايدات , كما أحب أن أوجه سؤالي لقادة الخراب - عفوا اقصد الحراك - هل يعلمون مقدار الخسائر التي تتكبدها اليمن يوميا جراء ما يقومون به هنا وهناك , وهل يعلمون أنهم يعرقلون التنمية ويقفون ضد مصالح وامن واستقرار الوطن , والسؤال الأهم هو ما علاقة مطالبكم بالنهب والحرابة , وما ذنب الوحدة اليمنية في ذلك ؟!
سكت دهرا ونطق كفرا
كثيرا ما تحدثت عن المدعو علي سالم البيض وكنت اختلف مع الكثير أيضا , ومصدر الحديث كان يدور عن ابتعاد المذكور عن السياسة وعلى وجه الخصوص الابتعاد عن وسائل الإعلام والتصريحات منذ1994 , لأنه كان بإمكانه أن يصبح مادة دسمة لوسائل الإعلام حينها , وكنت أقارنه بأحد السياسيين العرب الذي طلب حق اللجوء إلى فرنسا بعد إن أمضى قرابة 37 عاما في الحكم بموقع الرجل الثاني في الدولة , حيث زادت تصريحاته المعادية لبلاده ولأمنها واستقرارها وكل يوم كنا نراه قي قناة ناهيكم عن الصحف والمجلات والإذاعات .
وكنت أظن- وبعض الظن إثم - أن صاحبنا شعر بفداحة وفظاعة إعلان الانفصال , وانه نادم على فعلته تلك ولن يسامح نفسه ولا الذين دفعوه وساندوه في مشروع الانفصال الفاشل , ولكني وبعد أن سمعته يهذي لبعض القنوات الفضائية وكأنه لا يزال في موقع المسؤولية , حينها أدركت إنني كنت على خطأ وان صمته كان مؤقت , أدركت ايضاً أن ثمة مخطط خطير وكبير لاستهداف اليمن أرضا وإنسانا وأن البيض يقود هذا المخطط هو وبعض الحاقدين الذين باعوا أنفسهم للشيطان وتحولوا إلى مجرد بيادق بيد أعداء البلاد , وحينها فقط أدركت أن البيض سكت دهرا ونطق كفرا كما ادركت حاجتنا للم الشمل والوقوف صفا واحدا في وجه مؤامراتهم ومخططاتهم الدنيئة