عصام المطري
تعيش الأمة الاسلامية والعربية مسغبة شاملة في العديد من مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاعلامية والأمنية والعسكرية والدبلوماسية والتعليمية وغيرها الكثير من مجالات الحياة المتنوعه إذ يأرز ذلك ويعود إلى الأزمة المدوية المعروفه بأزمة الفكرة والثقافة التي عشعشت في الأوطان والأقطار الإسلامية والعربية حيث خلقت تلك الأزمة مجتمعين تحت سقف واحد ما أدى إلى الإستلاب والاضطراب الثقافي والسياسي.
ومن مظاهر تلك الأزمة ضعف قدرة الأمة على التكيف والتأقلم مع المتغيرات والمستجدات السياسية والثقافية الدولية العالمية، ولم تفلح الأمة في قلب موازين القوى العالمية هذا فضلاً عن أن أهم مظهر وعرض من مظاهر وأعراض الأزمة الفكرية والثقافية هو غياب المشروع النهضوي للأمة والاختلاف الشديد على مفرداته ناهيك عن تباين شديد في تشخيص الحال والواقع العربي والإسلامي، ففي الوقت الذي يرى فيه الإسلاميون. أن سبب تخلف الحال والواقع العربي يأرز ويعود إلى عدم تمسكنا بالدين الإسلامي الحنيف، وذلك في بداية الأزمة في مطلع السبعينات والستينات.
أما اليوم فثمة إتساع حقيقي لأزمة الفكر والثقافه يمكن أن نقول عنها أنها مبشرات وبدايات في الاتساع يؤيد ذلك تناسق مد الصحوة الإسلامية في جميع الأقطار والأمصار الإسلامية والعربية، فبلد مفرنسة مثل الجزائر يكتسح فيها الإسلاميون السلفيون الانتخابات النيابية في الدورة الأولى والثانية ثم تم الانقلاب عليها من قبل السلطة الحاكمة وسجن ومحاكمة ومكايدات الحركة الإسلامية ومطاردتهم في الداخل والخارج أضف إلى ذلك فوز الإسلاميين في الانتخابات التشريعية في فلسطين المحتلة، وإنفراد حركة حماس بتشكيل حكومة وطنيه جديدة إلا أنه تم إجهاظها من خلال إعلان الحصار العالمي على حكومة حماس وحركتها حتى الآن، وهو حصار غير مبرر.
إن مشروع الأمة النهضوي هو قيد التبلور، فالصحوة الإسلامية مخيمة على كافة الأقطار و الأمصار الإسلامية والعربية وهي في تطور وتنامي كبيرين يظهره لك بجلاء شديد في الأطروحات الثقافية والفكرية التي تشخص الداء تشخيصاً سليماً وترى أن سبب تخلفنا هو تبعيتنا للغرب، ومحاكاته وتقليده في القشور والمظاهر الكذابة الخادعه، وعدم الأخذ بأسباب الرقي والازدهار الحضاري وانتشار أمية الحرف ناهيك عن أمية الثقافة، فهنالك أناس في الأوطان والأقطار الإسلامية والعربية لا يفقهون كثيراً من المنطلقات الثقافية، وبينهم وبين الثقافة هوة واسعة وشديدة تدعونا إلى الحيرة.
فيجب على الزعامات والقيادات والحكومات الإسلامية والعربية النزول عند رغبة الجماهير الغفيره العربية والإسلامية عن طريق صياغة مشروع نهضوي للأمة تقدمي ازدهاري على أساس تغليب الانتماء للدين الاسلامي الحنيف بمعنى أن يكون هذا المشروع مشروعاً اسلامياً في مفرداته ومنطلقاته وأسسه وقواعده العامه والخاصة، فنحن اليوم في مسيس الحاجة لأن يحركنا الدين الإسلامي الحنيف مثلما حرك المسلمون الأوائل الذين صاغوا أعظم حضارة إنسانية أسعدت الناس جميعاً مسلمهم وكافرهم فحققت وجسدت العدالة والمساواة الاجتماعية والله المستعان.