د. يوسف الحاضري
ذات ليلة وأنا جالس في غرفتي أشاهد فيلماً أجنبياً وبالتحديد أمريكياً وخلال مجريات هذا الفيلم أشاهد وجود علم للولايات المتحدة الأمريكية في فصل مدرسي فقفزت إلى رأسي فكرة عن الهدف من وجود هذا العلم الذي يمثل شعباً ووطناً بأسره في فصل مدرسي، فقلت لربما كان هذا من ديكورات المخرجين والذين يهدفون إلى إشاعات ثقافاتهم وأخلاقياتهم في العالم، فقررت أن أبحث في الإنترنت عن هذه النقطة وهل هي ضمن أجندة وزارة التعليم في الولايات المتحدة، وبالفعل أتفاجأ أن كل فصل مدرسي في أي مستوى حتى على المستويات الجامعية يوجد علم للولايات المتحدة يوضع في الجهة اليمني لوضعية المدرس في الفصل موضوع على سارية ألمنيوم، فيا ترى ما الهدف من هذا؟
أذكر عندما كنا طلاباً على مر السنيين لم أشاهد علم بلادي إلا في ساحة المدرسة وأحيانا يكون باليا وممزقا وكأن الميزانية لا تسمح بشراء علم جديد سنويا يوضع أمامنا، ولكن خلال هذه اللحظة التي مرت عليا وأنا أشاهد العلم الأمريكي في فصولهم، تبادرت وتسارعت الأفكار إلى رأسي ما لهدف من هذا؟ إن الهدف وبكل بساطة تثبيت الهوية والانتماء الوطني عند الأجيال منذ أول أيام دراستهم حتى آخر مراحلها، فعندما تشاهد علم بلادك منذ طفولتك الدراسية وحتى شيخوختها في الفصل يوميا شامخا فهذا يجعل حب يجتاحك ويسكن دمائك ويتغلغل في لُفيفات دماغك ويسيطر على كل تفكيرك، نعم خاصة عندما يعطي كل مدرس لحظات من وقته في الاهتمام العفوي بهذا العَلم بطريقته الخاصة أمام الطلاب ليزرع هذا الحب بأسلوب راق وعال ليجعل العلم وما يرمز إليه غالياً على نفوسهم، ولربما رمز واحد أبلغ من مئات الحصص والقصص والكلام، فهذه رسالة إلى وزارة التربية والتعليم في وطننا الحبيب، هل تكفي ميزانيتكم لتشتروا علماً لكل فصل في الجمهورية يوضع على سارية ألمنيوم في أحد أركان الفصل؟ إذا كانت الإجابة ب (لا) فالأمر بسيط بضع ريالات على كل طالب (كالعادة ) ويتم شراء علم للجمهورية اليمنية يوضع في كل فصل على مدار السنة ويكون كبيرا شامخا على سارية ألمنيوم في أحد أركان الفصل لينشر الحب والانتماء لدى طلابنا منذ أولى أيامهم الدراسية في كل أنحاء الجمهورية اليمنية ويتم معاقبة كل مدرسة أو جامعة أو معهد أو أي جهة تدريس تخالف هذا النظام وهذا القرار، هل سنجد مثل هذا القرار خلال هذه السنة أو حتى السنة القادمة ويتم تطبيقه مباشرة أم أن الموضوع يحتاج إلى جلسات وورش عمل واجتماعات ودراسة جدوى تستنزف الأموال والأعمال؟ أم أن الأمر لن يُؤخذ بمحمل الجد على الإطلاق؟
Yusef_alhadree@hotmail. com