محمد أمين الداهية سأتطرق اليوم إلى موضوع غاية في الأهمية أزعج الكثير من أبناء اليمن كافة، أعياهم مصطلحه وأظناهم وجوده الثقيل الذي لا يمكن القضاء عليه إلا إذا توفرت العزيمة والارادة والنية الصادقة التي من خلالها تتظافر الجهود وتتشابك الأيادي الخيرة للعمل بروح الولاء لله ثم لهذا الوطن الغالي من أجل وأد هذه المعضلة التي يشتكي ألمها الكثير من الشباب في كل محافظة من محافظات الجمهورية، إنها البطالة هذا الداء الاجتماعي، الذي يشتكيه اليوم كبار موظفي الشركات العالمية على مستوى العالم والذين تم التخلي عنهم جراء الأزمة الاقتصادية العالمية لسنا بصدد ذكر من استطاعوا أن يكونوا في يوم من الأيام موضفين، المهم أنهم قد عاشوا جزءً من حياتهم بعيداً عن مصطلح البطالة، نحن يهمنا وبالدرجة الأولى مجتمعنا وشبابه الذين أصبح اليأس ملاذهم ويا له من ملاذٍ قاتل، الغريب في الأمر أننا نسمع وفي الآونة الاخيرة من الكثير حتى من بعض الزملاء الأعزاء، أن داء البطالة لا يوجد إلا في جنوب وطننا الحبيب أما شباب محافظات الوطن الشمالية، فهم في نعيم مقيم ولا مكان للبطالة في أوساطهم إذ كنت أنا شخصياً قد أجريت عملية حصر للشباب العاطلين في دائرة من دوائر أمانة العاصمة فحصلت على إحصائية تقدر بثلاثمائة وثمانين شاباً عاطلون عن العمل رغم أن أكثرهم يحملون شهادات جامعية، لكنها لم تستطع أن تشفع لهم وتنقذهم من داء البطالةن ووجدت من هؤلاء الشباب من يقاوم هذا الداء بمزاولة بيع وشراء ((القات)) البطالة لم ينحصر داؤها على محافظة معينة دون أخرى الا أننا نستطيع القول بأن هناك تفاوتاً من مكان لآخر ومن محافظة لأخرى ويمكن هناك أن نسلم بأن البطالة في المحافظات الجنوبية قد تكون أكثر، بنسبة ضئيلة رغم عدم اطلاعنا على إحصائيات وأرقام شاملة، لكن ذلك لا يعطينا الحق، والجزم بأن البطالة غير متواجدة في بعض المحافظات وعلى ضوء ذلك نناشد الجهات المختصة والمعنية ومن بيدها مسؤولية المصابين بداء البطالة، أن يراعوا الله في هذا الوطن وأن ينظروا لأبناءه بعين الأمانة والمسؤولية، وما أحوجنا للخروج من هذا الداء باعادة تفعيل المصانع والمنشآت المتوقفة، وما أحوج الوطن للأمن والأمان حتى يتسنى له النهوض واستقبال عملية الإصلاح الشامل، التي يدرك الجميع أنها الملاذ الوحيد للخروج من مستنقع الأزمات المختلفة.
