الشيخ / علي علي محمد النزيلي
لقد عاش شعبنا اليمني ردحاً من الزمن وهو يعاني أشد المعاناة من آلام التمزق والتجزئة التي قسمت البيت الواحد والأسرة الواحدة والوطن الواحد فشطرت النفوس وفرقت بين الأخوة والأهل.
وظلت هذه المعاناة تشغل بال شعبنا طويلاً حتى أصبحت مسألة إعادة تحقيق الوحدة اليمنية تطرح كضرورة ملحة تتصدر كل مطالب وأماني شعبنا وحاجاته الضرورية ومن هذا الحاجة استلهمت قيادتنا السياسية هدفها لتسير بحكمتها الرائدة في تجاه تحقيق أماني شعبنا وتلبية مطالبة الملحة.
لقد أثبتت قيادتنا بمضيها في طريق إعادة تحقيق الوحدة اليمنية من أن مبدأ الوحدة بالنسبة لها ليس مبدأ للتداول والمزايدة بل قولا وعملا أكدته الخطوات الجريئة المتلاحقة والمباركة لفخامة الأخ الرئيس / علي عبد الله صالح حفظه الله في طريق إعادة تحقيق الوحدة والتي برهنت عن توجهاته الصادقة والمعبرة عن مطالب ومصالح شعبنا وطموحاته فطريق الوحدة لم يكن طريقاً سهلاً كما يتصوره الكثير بل كان طريقاً شاقا ووعرا للغاية الأمر الذي يجعل مرحلة اجتيازه خطرة وصعبة جداً ولكنه بخطواته الجادة قد سطعت إشراقات الفرح والسرور ليجتاحا نقوس الشعب اليمني الذي صرخ معبراً عن سعادته وتأييد بصوت مدوي في الأفاق قائلاً شعب واحد .. وطن واحد.
لقد استطاع زعيم الشعب فعلا أن يواجه كل التحديات وأن يصنع الحلم الكبير لوطننا وأجيالنا لقد أستطاع بحكمته أن يحل أكبر وأهم المسائل الوطنية وأن يحقق وحدتها اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م ويشيد صروحها العظيمة في جميع أرجاء الوطن ويصنع الانتصار العظيم ففي زمن التفكيك والانقسام حقق وحدتنا .. وأنتصر على كل الظروف والصعوبات المختلفة التي زرعت في طريقه ليفتح طريقاً جديداً لاستعادة الآمال في نفوس كل العرب بإمكانية تحقيق الوحدة العربية الشاملة.
إنه لمنجز عظيم وعملاق ليس على المستوى الوطني بل على المستوى العربي والإسلامي وسيظل منجزنا هذا مفخرة لنا يفرض علينا جميعاً حمايته والدفاع عنه من كل المتربصين به وكل الذين يحاولون حرف مساره للعودة به إلى ما قبل الثاني والعشرين من مايو 1990م فلن يسمح شعبنا إطلاقاً بمرور أية محاولات تريد المساس بها مهما بلغت تضحياته وسنضحي جميعاً من أجل وحدتنا بكل ما نملك وسنبقى مستعدين لهذه التضحية من أجلها بأموالنا وأرواحنا ودمائنا وأبنائنا ولن نبخل أبداً في سبيل الحفاظ عليها ودرء المخاطر عنها وصد كل الدعوات الإنفصالية المجرمة التي لا تعبر إلا عن نفوس مريضة ومأزومة ولن يتعامل شعبنا معهم إلا باعتبارهم مجرمين لأن الذين يتجرؤون على المساس بأعظم المكاسب الوطنية هم المجرمون الحقيقيون والإرهابيون ولن نصمت إزائها لأن الصمت عن مثل هذه الدعوات يعد إسهاماً غير مباشر في دعم هذه الدعوات الشاذة والانتهازية التي تستغل المناخ الديمقراطي الواسع لتنفث سمومها سعياً وراء تخريب المجتمع ومصالحه وجره إلى مهاوي الفتنة والاقتتال علينا أن لا نقف عند الاستنكار والإدانة لهذه الدعوات بل أن نظل يقظين بإستمرار ولا نسمح أبداً بفتح مجال للحديث أو الكلام أو حتى مجرد التفكير بمثل هذه الدعوات التي نفتعل الفتن وخلق الأزمات المعرقلة لمسيرة النهوض والتنمية الاقتصادية ومواكبة التقدم والنمو الذي يشهده عصرنا الراهن وتهدف بالأساس إلى إنهاك البلد وتحميله أعباء لا تطاق غير واعين أن زمن التسلط والهيمنة والظلم والتخلف قد ولى دون رجعة فبلدنا قد تجاوز كل مراحل الماضي وسار على دروب الديمقراطية والتقدم الذي امتد ليشمل كل المجالات من تعليم وصحة وثقافة وخدمات عامة واقتصاد ونهضة عمرانية غير مسبوقة وصار يتحدث عن نفسه مما لحظه من تغييرات جذرية متقدمة وملموسة تشهد لها المنجزات العملاقة المتحققة خلال مسيرة فخامة القائد الوحدوي الرئيس / علي عبدالله صالح حفظه الله إننا ندعوهم إلى استيعاب روح العصر المتقدم والعذول عن التفتيش في أدراج ماضيهم البغيض الأكثر تخلفاً ورجعة لعودة به وعكسه على واقع قد ذهب كما عليهم استيعاب أنهم بأعمالهم الإنفصالية الحاقدة أو الحوثية المتخلفة والتخريب للإضرار بالوطن وبمستقبل أبنائه سيدفعون ثمنها وأن فلتوا بفضل عفو قائد الوطن فلن يفلتوا من أيادي أبناء الوطن وستظل لعنات التاريخ تطاردهم وتذكر الأجيال القادمة بما فعلوا: علينا مساندة قيادتنا السياسية في دفاعها عن مصالح شعبنا ووحدته بالوقوف إلى جوارها ودعمها كواجب على كل أفراد الشعب وفئاته سلطة أو معارضة لأن مهمة الدفاع عن الوحدة هي مهمة جميع أبناء اليمن الواحد ومصالح الوطن تبقى دوماً فوق مصالح العمل الحزبي الضيق.
إن الدفاع عن وطننا هو التعبير الصادق عن مواقفنا الوطنية، فالوطنية ليست شعارات ترفع وإنما هي تقديم البراهين العلمية المعبرة عن حرصنا وحبنا لوطننا ونبذ كل الأعمال التخريبية التي تلحق أضراراً بوطننا وشعبنا وتعيق تقدمه وازدهاره وتنميته وهي المهمة النبيلة والمبدئية العظيمة التي سيظل كل مواطن يمني يعمل ويكافح من أجلها والدفاع عن وطننا ووحدته من أية أعمال تخريبية كون الدفاع عنها هو دفاع عن أنفسنا وعن مستقبل ومصير شعبنا اليمني كله شمالاً وجنوباً.
وإن شعبنا لقادر على ذلك فمثلما استطاع الدفاع عنها في عام 1994م لا زال وسيظل قادراً على الدفاع عنها والاستماتة من أجلها في أي وقت يستدعيه الوطن أو قيادته لردع المتخلفين المأجورين الذين يحاولون اللعب أو المساومة بالوحدة مقابل حصولهم على امتيازات شخصية وسيردعهم شعبنا ولن يمكنهم وضع وحدتنا في هذه المواضع الحاقدة والمتآمرة وسيقف شعبنا ضدهم ليلقنهم دروساً لن تنسى لتبقى الوحدة قوية ومتماسكة ومتطورة.