بقلم :ممدوح طه
رغم إدراكنا أن الحوار والحوار بلا كلل أو تعجل هو الطريق الوحيد الآمن لحل المشاكل السياسية وللخروج من الأزمات الوطنية مهما تطلبت من جهد أو وقت، إلا أننا لا نريد للحوار الوطني الفلسطيني في مصر أن يستمر بلا نتيجة أو نهاية مثله مثل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وندور في الحلقة المفرغة.. . وبينما الأهداف الفلسطينية العليا مشتركة والوسائل مختلفة حول أسس الوحدة وأساليب التحرير، ونقاط الخلاف في الحوار واضحة في منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الوحدة الوطنية، فإنه لا بوابة لأية وحدة وطنية فلسطينية حقيقية إلا بإعادة البناء الديمقراطي والتفعيل النضالي ل(منظمة التحرير) لتجاوز إطارها الضيق الحالي وتطويرها إلى إطار جامع (لكل) الفصائل الوطنية، بغير إقصاء أو استئثار بالقرار الفلسطيني.. . وبميثاق وطني جديد لمنظمة التحرير متوافق عليه بين المقاومين والمفاوضين يشكل المرجعية العليا لكل أشكال العمل الفلسطيني، يحقق وحدة الهدف والصف من أجل التحرير، ولا يكتفي بالنضال السياسي سعيا للسلام العادل، ولا يسقط الكفاح المسلح من أجل إنجاز التحرير. . وفي مواجهة «حكومة وحدة وطنية» صهيونية ترفض السلام وتهدد بالقوة فلا بديل عن «حكومة وحدة وطنية» فلسطينية تعتصم بالوحدة لتحقيق القوة، وتعتمد المقاومة السياسية والعسكرية، وتستند على تضامن عربي إسلامي واسع بغير محاور تقسيمية مصطنعة. . وإذا تحقق بنجاح إعادة بناء منظمة التحرير، وإعادة صياغة ميثاقها بتوافق الجميع كمرجعية مشتركة، فلن تكون صيغة الحكومة مشكلة، بل ستكون الصياغات كثيرة، المهم ليس الشكل وإنما تحقيق المضمون بأطر «موحدة من أجل التحرير»، إطار يشرع وإطار يقرر وإطار ينفذ ما يتوافق عليه «الجميع» تحت أي اسم.. . والأهم أن يعبر عن الشعب الفلسطيني ويستطيع التعامل مع العالم. إن ذلك من شأنه استعادة الوجه النضالي للمنظمة ليعلو دورها على دور السلطة. . وهى التي نشأت بمرجعية عربية فلسطينية هي شرعية «القمة» بينما نشأت السلطة بمرجعية إسرائيلية فلسطينية هي شرعية «أوسلو» من وراء ظهر كل العرب، وظلت محل خلاف الفلسطينيين بما زرع الانقسام وحرك الانتفاضات الشعبية الفلسطينية ضد الاحتلال، ومع ذلك فأوسلو هذه انقلب عليها الإسرائيليون أمس واليوم أيضا بممارسات ليفني أو تهديدات نتانياهو.
وربما يلزم أن نتذكر أن منظمة التحرير الفلسطينية تأسست لإبراز الكيان الفلسطيني لتمثل «كل الشعب الفلسطيني»، بقرار من القمة العربية التاريخية التي عقدت في القاهرة تحت شعار «من أجل فلسطين» برئاسة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1964، لدحض ما روج له العدو الصهيوني بأن فلسطين هي «أرض بلا شعب لشعب بلا وطن»..