عصام المطري
- بدأت إمتحانات النقل الأساسي والثانوي في هذه الأيام بعد عام دراسي حافل بالجد والنشاط والمثابرة وما رافق ذلك من قصور الوزارة في توفير الكتاب المدرسي للطلاب الذي يباع في المكاتب وعند أصحاب البسطات ناهيك عن غياب الأسلوب الرفيع والواعي في توزيع المعلمين والمعلمات، فثمة مدارس في أمانة العاصمة وفي عدن وفي تعز وفي محافظة صنعاء ولم تصلها بعض التخصصات ليس من انحسار عدد المتخصصين في الرياضيات والفيزياء واللغة الإنجليزية وإنما بفعل الفائض الشديد الذي تلعب به أصابع التوزيع،فهذا يدفع لإدارة التعليم مبلغاً من أجل أن يبقى جوار منزله، وذلك يدفع لإدارة التعليم مبلغاً فخماً من أجل البقاء في مدرسة قرب عمله الخاص ففي بعض المدارس فائض كبير في المواد العلمية والأدبية يشتغلون كإداريين في المدرسة ولم تقم مكاتب المحافظات بتوزيعهم إلى المناطق المحتاجه.
- ثم إن المعلم طوال العام الدراسي يعاني ويشكو من الويلات حيث لا يجيد بعض مدراء ومديرات المدارس التعامل مع هذا المعلم الغلبان حيث هضمت حقوقه، والتأفف من معالجته للأمور سيما إن كان من حزب ليس في حزب مدير أو مديرة المدرسة، فالحزبية اليوم صارت الموجهة للكثير من المدراء والمديرات، فأجر المعلم الضئيل دفع به إلى محاولة تحسين دخله عبر الإنخراط في عمل خاص لا شك أنه فوق طاقته، ويقلل من قدراته، فيأتي إلى المدرسة سهران مهدود الحيل تعبان لا يقوى على فعل أي شيء، فبالله عليكم هل يستطيع ذلك المعلم الذي قسم نفسه بين عملين أن يتألق أو يبدع؟؟ فعام دراسي انقضى وجاء يوم الحصاد.. جاء يوم قطف الثمر، وجاء هذا اليوم وأبناءنا الطلاب والطالبات يعانون من المعلم التعبان الذي لا يقوى على توصيل المعلومة ويعانون من نقص في الكتاب المدرسي ويعانون من غياب بعض المعلمين في المواد المتخصصة يضاف إلى ذلك عدم مبالاة الطالب واكتراثه لما يحدث وإهماله العجيب وبهذا يدخل أبنائنا الطلاب والطالبات الامتحانات التي لن تكون بحال من الأحوال مقياساً ومعياراً للنجاح أو الرسوب لقاء تفشي ظاهرة الغش والتي يعول عليها أبنائنا الطلاب والطالبات الشيء الكثير فتراهم في العصر وبدلاً من الجلوس إلى الكتاب والدفاتر للإستذكار تراهم يلفون على أماكن التصوير لتصوير ((البراشيم)) التي يغشون منها الامتحانات بعد أن يجمعوا مبلغاً محترماً للمراقبين ضعفاء النفوس الذين يتعاقبون في أخذها، وتذليل العقبات أمام الطلاب.
- إن الامتحانات يترتب عيها مستقبل بلد بأسره فهذه الامتحانات تجري لأن تكون مقياساً ومعياراً للنجاح وللرسوب وتدلنا على الصالح والطالح لكن للأسف لم تعد الامتحانات معياراً ومقياساً والدولة تخسر الكثير من الأموال فلا يترتب عليها شيئاً بوجود آلة الغش إنما نستطيع غش الدولة وتقديم عدد كبير لا بأس به من الناجحين الذين لا يتمكنون من كتابة أسمائهم بشكل سليم، ولا يجيدون القراءة أو الكتابة.
- إننا ومن خلال هذا المنبر الحر الشامخ ننادي إخواننا المعلمين إلى عدم الاستجابة لاهواء الطلاب والطالبات وأن يراعوا الله عز وجل فيما يأكلون وفيما يشربون وليرفضوا إغراءات الطلاب وحرصهم على الإيقاع بهم في حبائل الشيطان ومؤكدين لهم عدم الإصغاء إلى تلبيس ابليس ويمنعون الغش من أساسه، فعلى الامتحانات يترتب المستقبل التليد للأمة فعليكم أيها المعلمون والمعلمات منعه بما أوتيتم من قوة ومن رباط الخيل حتى تعم السعادة من جديد أرجاء البلاد، فالتعليم يعاني الشيء الكثير من الفساد ولن نبقى أصابع في يد الفاسدين يحركوننا كيفما شاءوا، فعودوا إلى الله عز وجل أيها المعلمون والمعلمات والله المستعان.