كروان الشرجبي كانت وحيده أبويها وعلى الرغم من امتلاكها الصفات الحميدة لم تتزوج ماتا والداها وتركا لها مالاً تعيش عليه لبقية حياتها وقامت بإستغلال هذا المال في فتح بقاله صغيرة بجزء من منزلها وهكذا تواجدت في الحي قد يكون عرفها الكبار منا باسمها الحقيقي ولكن نحن لم نرفعها إلا "أم محمد" يقال أنه عندما تمنع عنها النصيب وكبرت رجال الحي أطلقوا عليها هذا "الكنية" بعدما بلغت سناً وقوة وبات من غير اللائق مناداتها باسمها الذي لم يعد يتذكره أحد هكذا منذ صحونا نحن على الوجود فوجدنا "أم محمد".
فأم محمد لم تكن امرأة عادية فقد كانت في الأفراح أدل من يرسل الزغاريد وكانت فاتحه بابها للكل فكم من مرة ردت أم محمد جارة زعلانة من زوجها فكانت تطيب خاطرها وتعمل على نصحها وإرشادها إلى الصواب وبعد يومين أو يوم تعيدها إلى بيتها وإلى زوجها وكم من مرات كانت منقذاً لعديد منا وأنا أتذكر تماماً أحد الجيران لنا كان يضرب أبنه حينها جاء هذا الأخير إلى أم محمد فأخفته خلف ظهرها العريض واستحلفت والده بكل الأديان بأن لا يمد يده على الصبي وطلبت منه أن يمسحها في وجهها هذه المرة أما السبب لغضب هذا الأب فقد كان ابنه يدخن في السر هنا قالت أم محمد " أن الولد صغير والضرب لن يأتي بنتيجة أترك الأمر لي وسوف أتصرف".
وبالفعل لم يعد ذاك الصبي يدخن السيجارة وأخرى طلبت أن تتوسط لها عند والدها حتى يسمح لها أن تكمل تعليمها الجامعي واستطاعت تلك "الأم" أم محمد إقناع والدها أي والد الفتاه وبعد فترة تزوجت تلك الفتاه وأنجبت ولداً أسمته "محمد" هكذا كانت أم محمد أم الجميع دون استثناء فقد أنعم الله عليها بنعمة يصعب إيجادها في هذا الزمن هي الحب والحنان حب الجميع دون أي مصلحة فقد كانت تدفق على الكل الحب والحنان فعندما ماتت أم محمد سار الجميع في جنازتها فقد كانوا كلهم محمد ذاك الولد الذي لم تنجبه.
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM
