عبدالوارث النجري
رغم تحذيرنا المبكر والمتكرر بأن ما تشهده الساحة السياسية في بلادنا يندرج ضمن مخطط عدواني خارجي يستهدف أمن واستقرار اليمن وخيراته وتنفذه عناصر تخريبية عميله خارجة عن النظام والقانون تعمل وفق أجندة خارجية، إلا أن السلطة والحزب الحاكم لا يزالان يتعاملان مع الأحداث بعقلية الاستقطاب وتقديم الإغراءات الماليه والوظيفية لبعض رموز تلك العناصر التخريبية على غرار ما يتم قبيل كل إستحقاق ديمقراطي منذ أكثر من عام ونحن نقول إن عملية المراضاة للعناصر الخارجة عن النظام والقانون والعناصر التخريبيه إجراء خاطئ يضرم النار أكثر مما يطفئ لهبها ومن تلك الإجراءات الخاطئة تشكيل اللجان الرئاسية المتكرره لعقد الصفقات وإبرام الإتفاقات مع مجموعة أشخاص باعوا أنفسهم للشيطان ووطنهم وإخوانهم للأعداء في الخارج، فكيف يمكننا أن نثق بهؤلاء وإلتزاماتهم المتكرره، على القيادة السياسية أن تدرك أن العملية الديمقراطية التي عاشها شعبنا خلال السنوات السابقة من عمر الوحدة المباركة قد ساهمت وبشكل كبير في تمرد المواطن عن الشيخ والشخصية الاجتماعية والعدول والأعيان، كما ساهم بذلك أيضاً الوعي والتعليم الذي ينعم به شعبنا منذ تفجير الثورة المباركة حيث أصبح الشيخ والعدل وغيرهما غير قادرين على تقديم الإلتزامات الصادقة عن رعيتهما أو شخص واحد من أبناء المنطقة إذا لم يكونوا مشجعين لهم ولهذا فإن توزيع الأموال والسيارات لتلك الشخصيات الاجتماعية والمشائخ في بعض المحافظات الجنوبية والسفر إلى دار الرئاسة ولقاء رئيس الجمهورية وتشدقهم وتملقهم أمام فخامته بأسم الوحدة والوفاء للوطن والشعب والقائد وغير ذلك من الشعارات، صار مع الأسف هذا السلوك غير مجدٍ لمعالجة كل ما يحث في بعض المحافظات الجنوبية، خاصة وهناك تدخل خارجي صار مكشوفاً للعلن وبقوة حيث إستطاع أن يخرج البيض عن صمته الرهيب الذي إلتزمه خلال السنوات الماضية ووفاءاً للوطن وللوحدة ولدماء الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الثورة و الجمهورية والدفاع عن الوحدة نكرر ما سبق وأن حذرنا منه قبل عام، بأن محاورة ومراضاة العناصر التخريبية الخارجة عن النظام والقانون التي تقوم بإثارة الفوضى وإيقاظ الفتن سواءً في المحافظات الجنوبية أو في مديريات محافظة صعدة أمر مرفوض خاصة في ظل الوضع الدولي والأقليمي الحالي وما يحاك ضد المنطقة بشكل عام من مخطط عدواني جديد يسعى إلى إسقاط الأنظمة الحاليه وإحتلال دول المنطقة بعد تجزئتها وفق خطه رايس والشرق الأوسط الكبير أو سايكس بيكو القرن الحادي والعشرين، وكذلك هو الحال بالنسبة لعناصر الفساد وعصاباته التي تستغل وضعاً كهذا تمر به البلاد لتنفيذ المزيد من أطماعها ومصالحها الشخصية البحته بنهب الثروات ومختلف المرافق الحكومية لذا فإن العلاج الأنسب لما تمر به البلاد اليوم ينحصر في الوقوف بشدة أمام كافة العناصر التخريبية التي تثير الفتن في بعض مديريات المحافظات الجنوبية والعناصر التخريبية الإجرامية المتواجدة في مديريات محافظة صعدة، وتفعيل النظام والقانون والمحاكم وإستقلالية القضاء وإختيار القضاة الأكفاء النزيهين في التفتيش القضائي ومجلس القضاء الأعلى،إحالة كافة الفاسدين وقضاياهم من نيابة الأموال العامة إلى المحاكم بعد إستكمال التحقيقات وفق تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة السنوية، دعوة المعارضة لتحديد موقف واضح مما يجري في بعض المحافظات الجنوبية وشمال المحافظات الشمالية وإجراء حوار شفاف مع تلك الأحزاب المعارضه وعلى العلن حول ما يجري على الساحة وما تم الإتفاق عليه مؤخراً، إعادة روح الوطنية إلى قلوب أطفالنا من خلال إعادة مادة التربية الوطنية إلى المناهج الدراسية وبذلك فقط نستطيع تجاوز كافة المعضلات ورسم مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا.<