د.يوسف الحاضري
(( لكم يحز في قلبي ويزعجني وأنا مغترب خارج أرض اليمن عندما أقرأ وأسمع يوميا في المناطق الجنوبية بأن عناصر التخريب أو ما تسمي نفسها بعناصر الحراك في الجنوب أنها أقامت مظاهرة وما نتج عن تلك المظاهرات من تدمير وتخريب سواء للمصالح العامة أو المصالح الخاصة وأصبح كل شخص لديه ثأر عند شخص آخر يتخذ هذه المظاهرة ذريعة له ليتهجم عليه وعلى ممتلكاته خلال المظاهرة رغم أن معظم هذه العناصر من الصعاليك والمارقين وقطاع الطرق بدعم أمثالهم في خارج الوطن , وأكثر ما يغضب الله في السماء ويزعج عبادة في الأرض هي حالات القتل والاعتداء التي تحصل خلال هذه المظاهرات ولا يخفى علينا جميعا عقوبة إراقة الدم عند الله ومقدار ابن آدم عند رب آدم ولعل حديث رسول الله صلى الله علية وعلى آلة وصحبة وسلم مخاطبا لبيت الله الحرام (( والله إنك عظيمة عند الله , ووالله لهدمك حجرا حجرا أهون عند الله من إراقة دم مسلم )) أو كما قال الرسول. فإذا كان هؤلاء المارقون بعيدين كل البعد عن تعاليم الإسلام وذلك لعدم معرفتهم بطريق المساجد فالواجب على الدولة أن تقوم بواجبها على أكمل وجه , فكلنا نعلم جميعا الإمكانيات الخاصة باليمن في جانب الأمن والقوات المسلحة , نعلم أن لدينا جيش من أقوى الجيوش العربية , نعلم أن هذا الجيش المغوار أستطاع أن يدحر فلول الانفصال والتمرد ذات يوم خلال أقل من شهرين , لماذا لا نستخدمه لمدة يومين فقط لنخرس كل من يحاول أن يمس بكرامة الإنسان وكرامة الأرض ( الوحدة ) , وهذا الذي أمرنا الله به بقوله (( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة )) فالفتنة بدأت تنمو في يمن الأيمان والحكمة والأسباب مرضى النفوس والقلوب في الداخل والخارج , فهل يا ترى لدى قواتنا الدواء لهذا الداء ؟؟ كلنا نعلم الإجابة تماما ولابد للداء أن يزال بسرعة ولو يحتاج الأمر إلى عملية قيصرية , لأن السكوت والتغاضي عن هذا يؤدي إلى التمادي والتطاول، فأصبحنا نسمع من هنا وهناك قتل وتقطع وإزعاج للمارة وتخريب ممتلكات ودعوات إلى الانفصال وغير ذلك , ألم يحن للجيش أن يقوم بعمله قبل أن ينتشر الوباء هنا وهناك و يصعب بعد ذلك احتواء الأزمة؟ نعم حان الوقت إن لم يكن قد تأخرنا قليلا ولكن يجب على أصحاب القرار أن يقوموا بواجبهم تجاه ما يحصل الآن في اليمن , وأن يتأكدوا بأن الدبلوماسية والتحاور لا يسمن ولا يغني من جوع , فعندما تتحاور مع قاطع طريق أو مارق فسيملي عليك مطالبة الغير شرعية وعندما يتم تلبية هذه المطالب فسيطمع كل مارقي اليمن ويشكلون لهم حراكات واتجاهات وأفكاراً ويحملون السلاح في وجه الدولة لتنفذ مطالبهم وخططهم وهكذا تستمر الدائرة دون نهاية , فالنهاية لابد لها من يد من حديد ونحن كشعب يمني كلنا مع أي قرار يؤدي بدوره إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى يمن الإيمان مهما كانت التضحيات فلقد تعودنا على هذه التضحيات فالتضحيات ليست غريبة علينا أبدا.<
Yusef_alhadree@hotmail.com