نبيل مصطفى الدفعي
امثال أبو خالد كثيرون في المجتمع ممن يفكرون بالانتحار بسبب عجزهم عن علاج أطفالهم الصغار فلذات أكبادهم الذين يعانون أمراض خطيرة أو مستعصية أو خلقية وبسبب تكاليف العلاج الكبيرة الغير محدده بسبب تواصلها المستمر والذي ربما يكون على مدى الحياة.
أبو خالد واحد من هؤلاء الناس والذي ألتقيتة صدفة في احمد ممرات المستشفى الذي يرقد فيها ابنه وشكى أبو خالد لي رعشة عضلات وجهه ونظراته الزائغة تعطي لي انطباعا بأنه قد يقدم على الانتحار.
لما عرفني على صديق له وهو فاعل خير يقوم بمساعدته مادياً بالقدر الذي يستطيعه لكنه أمام حالة خالد وقف عاجزاً رغم تعاطفه الشديد وأهتمامه وقد حكى لي فاعل الخير هذا أن حالة الطفل خالد أشبه بالنادرة وأنه حتى اللحظة لم تتم معرفة تشخيص معروف لها ولذلك فالأطباء يعالجون الأعراض وهي شديدة القسوة. وإن الطفل يحتاج إلى مبالغ كبيرة لشراء بعض الأدوات الطبية للشفط لأنه لا يستطيع إخراج الإفرازات المتكونة على صدره وأنه قد أتصل ببعض الأصدقاء من فاعلي الخير ووجدت من يساعدني على شراء هذه الأشياء التي بها خففت العبء قليلاً عن الأب.
ويبقى الدواء الذي يعالج التشنجات وهي تصل كما يقول الأب إلى مبالغ كبيرة جداً وإذا لم يتناولها الطفل تصل حالته إلى حد أن يقفز الطفل إلى أعلى ويتلوى ويطلق الصرخات فهذا لا يتحمل أي إنسان أن يراه.
عندما تسمعون "أبو خالد" وهو يوصف ابنه ستعرفون أنه لا يهدد بالانتحار بل يفكر فيه حقاً ظروفه المادية صعبة جداً فراتبه الذي يستلمه عن عمله يذهب أقساطاً للبنك بسبب قرض أخذه لعلاج أبنه وقد نفذ بسرعة ولا يوجد أي دخل آخر وهو ايضاً يعيل أسره مكونة من خمسة أشخاص. هذه هي حالة وضع أبو خالد الذي تركني وذهب منكس الرأس بسبب عجزه عن علاج أبنه ومن يعبد التفت لي وعيناه ممتلئتين بالدموع وقال بصوت له رنين غريب"أنا كثير جداً بأفكر بالانتحار" علشان أتخلص من كل حاجة.
حكاية أبو خالد هذه وأمثاله الكثيرين جعلتني أناشد كل مسلم صادق فاعل خير يملك الإمكانية أن يسارع إلى مساعدة هؤلاء الناس لأن ثوابهم عند الله كبير وأن لا ننتظر أن يمدوا أيديهم لنا بل نسعى لهم نحن بعد أن نتأكد من مشكلتهم والله من وراء القصد.<