عصام المطري
- التعليم في البلاد معوج حيث لم يستقم مساره فعند قيام الثورة السبتمبرية الخالدة في السادس والعشرين من سبتمبر المجيد عام 1962م بقي جهاز التربية والتعليم ميداناً للتنافس الحزبي البغيض حيث تسابقت مجموعة من الأحزاب للسيطرة على جهاز التربية والتعليم، فترك هذا الجهاز للتجارب الحزبية البغيضة إذ لم يتمكن أي فصيل سياسي من إصلاح إعوجاج التعليم في البلاد.
- إن أزمة التعليم اليوم مدوية إذ تمكن المؤتمر الشعبي العام من السيطرة على التعليم، فمدراء ومديرات المدارس من المؤتمر الشعبي العام، والقيادات التربوية في مكاتب فروع المحافظات وفي ديوان عام الوزارة ممن يدينون بالولاء للمؤتمر الشعبي العام، وهم قيادات حزبية معتقة من الطراز الأول جرى استيعابها من عام 1997م حيث كان يسيطر على التعليم العام الأخوان المسلمين ممثلاً بالتجمع اليمني للإصلاح.
- لقد كانت الأوضاع التعليمية قبيل العام 1997م ليست بأسوأ مما عهدناه في أيامنا الحالية لقاء السياسه الحكيمة التي انتهجها الأخوان المسلمين ذلكم أنهم كانوا أقل فساداً من المؤتمر الشعبي العام وكان معظم مدراء ومديرات المدارس من المؤتمر الشعبي العام، وكان هنالك من مدراء ومديرات المدارس من لا يستجيب للقيادة التعليمية والتربوية في البلاد في مكاتب المحافظات، فأذكر أنهم كانوا يرفضون الأوامر ويغالون في التمرد على القيادات التعليمية والتربوية في البلاد.
- لقد جن جنون الولايات المتحدة الأمريكية عقب تحقيق الاتحاد السوفيتي- سابقاً- اللسبق في ارتياد الفضاء قد سبق أمريكا لأسباب وجاءها الخبر أن السبق عليها يعزى إلى قصور في التعليم، وأثناء الأزمة الأقتصادية الحادة التي مرت بها الولايات المتحدة الأمريكية ذات مرة أرجع خبير اقتصادي سبب الأزمة إلى قصور في التعليم، فأبدت الولايات المتحدة الأمريكية بالتعليم إهتماماً بالغاً وأعطت المعلم مكانة اجتماعية سامقة حتى كان لها الانتصار والخطوة في العالم الحديث.
- ولئن كان التعليم العام ذا أهمية بالغة فإن الدول التي تعد في مصاف الدول المتقدمة أعطته حيزاً كبيراً من الرعاية والاهتمام، فاليابان مثلاً نهضت بالتعليم وهي تولي المعلم قدراً كبيراً من الرعاية والاهتمام فقد يصل المعلم الياباني إلى درجة وزير في سلم الوظائف الحكومية، فأزماتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية تنبثق عن أزمة التعليم اليوم، فإذا ما تمكنا من إحداث نقلة نوعية في مجال التعليم فاننا سنتغلب على أزماتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
- إن الفساد ينخر عظم التعليم نخراً، فهنالك مدراء ومديرات مدارس غير مؤهلين تربوياً، وبعض المدراء والمديرات في بعض المناطق النائية لا يحملون أي مؤهل إنما يجيدون القراءة والكتابة، و وضعوا في تلك المناصب لأنهم من الناشطين سياسياً مع المؤتمر الشعبي العام، والله من وراء القصد.<