كروان الشرجبي
هذا المشهد تحركت معه دموع القاضي: أم عجوز عمرها تجاوز السبعين وقفت أمام القاضي تحاول أن تخفي جرحاً أعلى جبهتها كانت نظراتها تسبقها نحو قفص الاتهام حيث يقف أبنها البكر متهماً بضربها وعندما سألها القاضي عن بلاغها، رد صوتها بين أرجاء القاعة لا لم يضربني فقد أتهمته زوراً حاكموني بتهمة البلاغ الكاذب لا تحبسوه فقد اقترب عمري من حافة القبر قد أموت اليوم أو غد لو حبستموه فالعقاب ينالني أنا سأموت أنا مقهورة عليه أنا أمه، ليس له في الدنيا سواي أرحمني يا حضرة القاضي، صمت القاضي سادت الرهبة قاعة المحكمة انطلق صوت من داخل القفص مخترقاً السكون: أمي سامحيني يؤجل القاضي النطق بالحكم إلى آخر الجلسة وبعدها يعود ليحكم بالحبس 13 شهراً مع إيقاف التنفيذ رأفةً بالأم بالآم هذه الجريمة البشعة حصلت في مصر وأقول جريمة بشعة لأنها وقعت في حق الأم التي أعطاها أرحم الراحمين منزلة ومكانه ولأن التطاول على الأمهات والآباء أصبح ظاهرة في العديد من الدول فقد حصلت جريمة مشابهة لهذه الجريمة في اليمن حيث قام ابن عاق بركل وضرب أمه حتى تغادر المسكن وتذهب للعيش مع شقيقتها الوحيدة وبعد تدخل الجيران قاموا بإحضار الشرطة التي قامت بالقبض على الابن العاق وهل تصدق عزيزي القارئ وكيل النيابة قام بالتشديد على هذا الابن العاق وأمر بحبسه وإذا بالأم تبكي لوكيل النيابة حتى يأمر بالإفراج عن ولدها لأنها لن تهدأ حتى تتأكد من أنه لن يسجل ضده أي بلاغ ولكن وكيل النيابة عرف من الشهود أن هذه ليست المرة الأولى التي يضربها فيها ولدها بتهور يريد المنزل ليتزوج فيه، وبعد مناقشات وأمام دموع الأم يخلى سبيل الابن العاق.
لماذا فقد الأبناء قيمهم وأخلاقهم وتطاولوا على أعز الناس؟ لماذا ظهرت هذه الجرائم البشعة من الأعداد الفردية ليتحول إلى جرائم معتادة هل هي التربية لا أظن أن التربية السبب بقدر ما هي العاطفة الأبوية مع أن الآباء لم يتحملوا رؤية أبنائهم وهم خلق القضبان الحديدية فيقومون بالتنازل وهذا بحد ذاته يجعل الأبناء يفلتون دائماً من العقاب.
لذلك يجب على الآباء والأمهات بالذات التحمل وبالابتعاد عن ولدك العاق حتى يتأدب ولا يمد يده عليك لأنه يعلم أن هناك من يردعه ولا أقول سوى ربنا يصبر كل أم وأب أبتلاه الله بولد عاق.
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM