د.يوسف الحاضري
يعيش العالم هذه الأيام في جميع بقاع العالم وقاراتها حمى شديدة في منافسات التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا وبحكم تواجدي في بلد دائم التأهل إلى نهائيات كأس العالم من 94 إلى 2006 فأكيد نجد هذه الحمى تجتاحهم كبيرهم وصغيرهم رجالهم ونسائهم ولأن زميلي في العمل دكتور مصري نقطن نفس الشقة وأيضا بلاده مصابة بهذه الحمى التنافسية في القارة الأفريقية فأكيد انه يعيش هذه الأيام حالات من الخوف والترقب والأمل والألم ومشاعر عاطفية من هنا وهناك وكان دائما قبل فترة كبيرة من مباراتهم التي من المتوقع أن تقام يوم الأحد الموافق 7/6/2009 يتحدث معي تارة برهبة من مفآجأت المنتخبات الأخرى وبأنهم لن يستطيعوا التأهل وتارة أخرى برغبة وبأنهم قادرون أن ينتزعوا البطاقة المؤهلة لأنهم أسياد أفريقيا خلال المونديال الأفريقي الأخير, وهكذا تستمر مشاعره وأنا بجانبه أشاهد هذه المشاعر تكسوه وقلت بتنهيدة حارة وابتسامه تعلو وجهي (( الحمد لله))، فنظر إلي صديقي المصري قائلا ماذا جرى لك فجأة تحمد الله وتتنهد بشدة فقلت الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرا من خلقه وفضلنا تفضيلا فقد ابتلاكم الله سبحانه وتعالى بمنتخب قوي جدا على المستوى الأفريقي لذا زُرعت هذه السمات العاطفية من حب وخوف وتفاؤل وتشاؤم وغير ذلك فيكم قبل كل مباراة أما نحن فلله الحمد والشكر لا يوجد ما يدعو لهذا كله فلدينا منتخبات وطنية تخرج من المنافسة من قبل أن تبدأ لذا لا نشد الرحال ولا نشمر على السواعد ولا نعمل شيئاً استعدادا لمثل هذه المنافسات مثلما يعمله جميع خلق الله في كل البلدان , أنتم ابتلاكم الله بفريق كلما مر الوقت على التصفيات كلما زادت تشنجاتكم وأرتفع معدل الضغط في دمائكم وشخصت الأبصار استعدادا لما سيقدمه لكم فريقكم أما نحن فلا يوجد شئ من هذا القبيل فبمجرد أن نرى منتخبنا يشارك بأولى مبارياته نتيقن بما لا يدع مجالاً للشك بأن فريقنا سيحمل في جعبته ما يكفي شعبنا اليمني من أهداف على مر السنين القادمة, فريقكم يقارع الكبار والصغار تارة يفوز وتارة يخسر لذا نجد علامات الضحك ترتسم في وجوهكم تارة وتارة أخرى نجد الحزن والبكاء , أما نحن فلا نقارع لا كباراً ولا صغاراً لذا فتجدنا فقط نضحك مما يصيب العالم من حزن وضحك وبكاء ونبدأ في تحليل الآخرين والضحك عليهم والتنكيت والكيل لهم وبأن هذا فريق قوي وهذا فريق ضعيف وهكذا وننسى أن لدينا فريقاً أو بالأصح لا يوجد لدينا فريق بل أشباح أو بمعنى أوضح أشباه أشباح وللحقيقة لا شئ , هل عرفت يا صديقي لماذا تنهدت بعمق ثم حمدت الله فشعبنا اليمني لا يعرف عن كأس العالم إلا عندما يشاهد إعلان شركة MTN في التلفزيون وبأنها الراعي الرسمي , هل عرفتم يا مسئولي الرياضة في بلدنا الحبيب لماذا يسافر معظم اليمنيين إلى الخارج للعلاج من أمراض القلب وتصلب الشرايين وغير ذلك السبب ليس التدخين كما يروج له في كتب الطب ويعلن عنه في الفضائيات بل السبب هو أنتم وطريقة إدارتكم للرياضة في بلادنا الحبيب فإذا كنتم عاجزين عن صنع منتخبات وطنية تضحكنا مثلما أبكتنا وتبكينا وستبكينا فاتركوا مقاعدكم لمن هم أقدر وأنفع وأصلح لهذا , وترزقوا من أماكن أخرى فالرزق على الله.<
Yusef_alhadree@hotmail.com