;

رجال في خنادق الدفاع عن الثورة ..الحلقة الثامنة 805

2009-06-08 05:20:59

محاولة إغتيال الإمام:

يقول المؤلف: في تلك الآونة كانت تحركات الإمام تعتمد على السرية كما كان موكبه قد توسع كما سبق الإشارة إذ كان يرافق الموكب بعض المدرعات والسيارات، وأذكر أنه خرج في موكب كبير لم يعهده الناس إلى ضواحي الحديدة، وأثناء عودته منها حدث صدام بين عربتين مدرعتين ونتج عنه إصابة سائق إحدى المدرعات وقائد الحرس وكان علي مانع هوسائق المدرعة وكان أحمد فراص هو سائق الإمام الخاص وتم إسعافهما إلى المستشفى، وبعد ساعات وصل الإمام إلى المستشفى لزيارة الحرس والاطمئنان على سلامتهم بإعتبارهم العناصر المقبولة لدى الإمام ولهم مكانة خاصة عنده، ولذلك تكررت زيارته للمصابين وفي كل زيارة يقوم بإستدعاء الأطباء وحثهم على الاهتمام والعناية بالمصابين "علي مانع وأحمد فراص".

كل ذلك لفت نظر الآخرين لما يقوم به الإمام من رعاية وعطف على المصابين في حين أن الجميع يعرفون ذلك الرجل الشديد القسوة وعديم الرحمة، وأثار ذلك تساؤلهم عن أسباب التغير الذي حصل له وسبحان مغير الأحوال الذي حول قلب ذلك الوحش المفترس الذي كان يعتمد على الدم في المحافظة على سلطانه وفرض جبروته على شعب يعاني من كل أشكال التخلف والعزلة، وكان من الطبيعي وجود التذمر والتصاعد المستمر لمظاهر السخط على النظام، وما نتج عنه من وجود طلائع وطنية وثورية تترقب الفرصة التي تمكنها من الإنقضاض على رمز السلطة وأعفن نظام عرفة التاريخ مستعدين في سبيل ذلك لتقديم حياتهم هدية لشعب يستحق الحياة، ومن تلك الطلائع الثلاثي العملاق/ محمد العلفي وعبدالله اللقية ومحسن الهندوانة، الذين تقدموا إلى المستشفى مغتنمين فرصة تواجد الإمام وزيارته المتكررة له واضعين خطتهم الانتحارية لمواجهة ذلك الطاغية هادفين إلى إنهاء أسطورة ذلك الرجل الحاكم المطلق الذي خدع الشعب طويلاً واصفاً نفسه بأوصاف لا يتخيلها عقل أو منطق مثل : "أنه من أصحاب الخطوة وأنه مصرف وأنه الرجل الذي يملك الجن. . . الخ، وكان الرجال الثلاثة يستعدون لتلك المهمة بإيمان قوي وإدارة صلبة ، وقد تم الترتيب للعملية بحيث يكلف أحدهم بمراقبة أوقات دخول الإمام إلى المستشفى ومعرفة الأماكن والممرات التي يسلكها بداخلة وبذلك يكون دوره يوم التنفيذ مراقبة دخول الإمام وأي الاتجاهات سيسلك ويقوم بإبلاغ الآخرين بإطلاق النار عليه أثناء مروره في الممر المحدد والتأكد من نجاح العملية بالتأكد من القضاء عليه، ووفقاً لهذا التسلسل نفذت المحاولة وبكل شجاعة وإقدام حيث قام الشهيد/ محسن الهندوانه بعملية المراقبة والتبليغ، والشهيد/ محمد العلفي بإطلاق النار على الطاغية بينما قام الشهيد عبدالله اللقية بالإشراف على سير تنفيذ المهمة وهو الذي تأكد بأن الإمام لقي مصيره عندما مر عليه ووجده مغموراً بالدماء، عندها اقتنع بأن الرجل قد رحل إلى غير رجعة وأن المهمة تم تنفيذها بنجاح.

وصاحبت العملية حاله من الرعب بين حرس الطاغية الذي تجمعوا حوله بعد أن أصيبوا جميعهم بالخذلان، ولم يحركوا ساكناً إلا بعد خروج أبطال اليمن الثلاثة من المستشفى كل واحد في اتجاه وربما كانت الخطة قد قضت بتفرقهم على ذلك النحو وكان الشهيد / عبدالله اللقية لا يساوره أدنى شك في أن الإمام قد انتهى فهو الذي تأكد بنفسه من أن عدة رصاصات قد اخترقت جسده، كما حاول قلبه للتأكد من موته.

والحقيقة أن الطاغية قد تظاهر بالموت عندما شعر بأول طلقة وقد أصيب بعدة طلقات فوقع على الأرض مضرجاً بالدماء واعتمد على الخداع والمكر حتى ورصاصات الثوار تنهال عليه وتخترق جسده!، وعندما عرف الأبطال الثلاثة بأنه لم يمت وأنه معافى على قيد الحياة كانت مفاجأة كبرى لهم وحاول كل منهم مواجهة ذلك الموقف والخلاص منه بطريقة فبمجرد سماع الخبر قام الشهيد/ العلفي بتوجيه الرصاص على نفسه منتحراً بينما تم القبض على الأخوين الشهيدين / اللقية والهندوانة وأودعوا السجن دار البوني وعوملوا معاملة غير إنسانية حيث تم إدخالهم قفص الأسود فكانت تنهش أجسامهم وبعد ذلك تم إعدامهم في الحديدة، أما الطاغية فظل يعاني من تلك الجروح التي أصابته ولم يتمكن على إثرها من الخروج من قصره كما لم يفارق فراشه حتى رحل في العشرين من سبتمبر 1962م.

الأيام الأخيرة للنظام الإمامي:

كنت حينها في "السخنة" أثناء الإعداد للقيام بالثورة وكنت مع اثنين من الزملاء المكلفين بقيادة الدبابات وبعض الزملاء من فوج البدر الذين تدربوا على مدفعية الدبابات في صنعاء ومنها تم توزيعهم إلى باجل والسخنة حيث تواجد ثلاث دبابات، وفي تلك الأثناء كان الملازم/ محمد المطري يلمح لنا فيما لو عرفنا بأن الإمام سيصل السخنة وصدرت لنا أوامر بتحريك الدبابات وضرب القصر فهل باستطاعتنا عندها تنفيذ مثل تلك الأوامر أم أنها ستواجه الرفض وكان ردنا له مفاده بأن قوة الأوامر هي من قوة مصدرها وتساءلنا عن الجهة التي ستصدرها فقال بالحرف الواحد: القيادة العليا عندها قلنا له أطمئن فنحن على إستعداد تام لتنفيذ أي أمر منك.

في الحقيقة فقد كنا على علم بأن هناك حركة قوية في ذلك الاتجاه عن طريق الأخ الملازم/ هادي عيسى في باجل عندما طلبنا للاجتماع معه في مصنع الغزل والنسيج وهناك عرفنا منه كل شيء.

بعد ذلك وجدنا الأخ/ محمد المطري مستغرباً مما حدث حيث لم يكن يتوقع ردنا ذلك فوقف بضع دقائق ونحن في طريقنا من السخنة إلى سوق علوجة وكأنه يتأمل شياً، ولم يصدق ما سمع منا، وقال: من هو الذي عرفكم وكيف ؟ عندها قلت له يا ملازم محمد أن الأخ/ هادي عيسى هو الذي أطلعنا بأن هنالك رغبة للقيام بثورة ، فرد قائلاً: إلى هذا الحد وضح لكم ، قلنا وأكثر من هذا أعني من ذلك بأن الإعداد للثورة كان قد بدأ من وقت طويل وكان نشاط وتحركات رجالها من ضباط وجنود في مختلف المناطق اليمنية ، ويتضح ذلك من العديد من الحقائق التي تأخذ مجالها للنشر من قبل مركز الدراسات والبحوث اليمني ومنها ما أشار إليه الوالد المشير/ عبدالله السلال رحمه الله حيث أشار بقوله: وبينما كنا نعيش هذه الظروف القاسية والحالة المزعجة ونترقب يوم الخلاص من الحكم الظالم المتخلف إذ أتتنا الأخبار من صنعاء بواسطة إخواننا الضباط والمشائخ والوافدين إلى الحديدة عن النشاط الوطني الذي بدأ يتضاعف ويدخل مرحلة العمل الإيجابي يوماً بعد يوم ومن أبرز معالمه توزيع المنشورات الكثيرة في صنعاء وإطلاق النار على دار مقر ولي العهد وعلى بيوت بعض العملاء. <

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد