علي علي الشيخ
بالفعل اثبتت الأيام ان "الوحدة الوطنية" التي أعاد تحقيقها فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في الثاني والعشرين من مايو 1990م كانت اكبر منجز للأمة العربية والإسلامية التي اعتادت الانكسارات والاحباطات والهزائم منذ عقود كثيرة خلت ، هذا من جانب ومن جانب آخر أثبتت الأيام أيضا أن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي نظر إليها من كانوا يعتبرون أنفسهم فيها شركاء عند تحقيقها وبعد ذلك ارتدوا إلى اليوم- نظروا إليها بأنها مخرج وملجأ لهم من الصراعات وكذلك التراب المنبعث جراء تصدع جدار برلين وانهيار الاشتراكية العالمية في عقر دارها بموسكو وهذا من جانب آخر.
لا أنكر بأنني كنت قد بدأت ومثلي الكثير أرمم نفسيتي وإحكامي ونظرتي تجاه المدعو علي سالم البيض الذي توارى (15) عاماً بعد فشل مشروعه الانفصالي الذي أطلقه يوم 21 مايو 1994م ليظهر لنا مؤخراً من جنوب النمسا عشية 21 مايو 2009م وهو على ضلالته وعرجونه القديم يريد أن يحرث في السماء ويبني له سلماً لأجل الوصول إلى هناك من جماجم اليمنيين.
أقول بالفعل "علي البيض" بهذا الموقف والرجفة وحالة الارتباك التي ظهر بها مؤخراً في خطبته البلهاء ومؤتمره الصحفي من دون صحفيين. دق آخر مسمار في نعش تواجده السياسي والعاطفي اللذين كانت ذاكرة بعض المواطنين اليمنيين ووجد انهم يحتفظان له بهما ولعل المصيبة الكبرى تتجلى أيضا في أن البيض ومعه بعض الأسماء التي لا أريد أن اشوه اسطري هذه بذكر الكثير منها يظهرون على شاشة التلفاز وهم يعتقدون في أنفسهم بأنهم عظماء وفاتحون ومحررون لا يقلون مرتبة عن علي عنتر وفيصل عبداللطيف وصالح مصلح ولبوزة والزبيري والعرمي وجيفارا وسعد زغلول وغيرهم.
إن هذا الأمر حقيقة يضحك ويبكي معاً فهؤلاء الذين يرتهنون للعمالة الغربية تناسوا أو نسوا بأن الخائن مهما خدم الغازي والمستعمر والعدو يسقط من نظره ولا يمكن له أن يثق به أو يحترمه ولنا في احمد الجلبي بالعراق هذا المثال الحي والطازج الذي جاء إلى العراق على ظهر الدبابات الأمريكية والبريطانية وبعد ذلك وضعته في مزبلة التاريخ خير شاهد على ذلك أما هؤلاء فيبدو أنهم قد وضعوا أنفسهم في مزبلة التاريخ قبل أن يضعهم فيها أسيادهم في لندن وواشنطن وغيرهما والسبب في ذلك بكل بساطة هو أن وحدة اليمن راسخة رسوخ قيم وثوابت شرفاء اليمن والعالم العربي والإسلامي والإنساني.
اخيراً نتمنى أن يعود كل من استدرج من أبنائنا وإخواننا في بعض المحافظات الجنوبية إلى رشدهم ويعيدوا حساباتهم حتى وان كانوا عاطلين او ما شابه ذلك لان هذا الوضع هو معمم على كل المحافظات وليس هناك استثناء لمحافظة دون أخرى وعليهم أن يعلموا ايضاً أن اليمن هو الباقي وما دون ذلك هو الزائل وكفى.<