كروان الشرجبي
كلنا يعلم جيداً العبارة التي تدرس في مدارس الأطفال بخصوص الماء وهي "الماء عماد الحياة" طبعاً هذا كلام جميل جداً ولكن أقترح إضافة عبارة "ولا نراه إلا نادراً"، لأن هذه حقيقة واقعة ولا يمكن إنكارها قد نكون نحن في حينا لا نعاني كثيراً من انقطاع الماء لأن غالبية السكان لديهم مضخات تضخ الماء إلى الأعلى ولكن ما يفعل من لا يستطيع شراء هذه المضخات طبعاً عليه الانتظار حتى تمن عليه إدارة المياه وتفتح الماء لأن هناك مناطق بالفعل ساكنيها لا يستخدمون حنفيات منازلهم إلا ساعة أو ساعتين فقط حيث يتم فتح الماء وحتى في هذا الوقت لا يتسنى لهم الاستمتاع بهذا الماء لأنهم وبكل بساطة يتسارعون لملأ الأواني وما يوجد من عبوات بلاستيكية حتى يحتفظوا بأكبر قدر ممكن من الماء ليتمكنوا بعد ذلك من استعماله، فماذا نسمي ذلك؟!
قلنا ونقول وسنظل نقول دائماً أين هي المشاريع التي تتكلمون عنها بالمليارات؟! أين هي لماذا لا يكون أحد هذه المشاريع مشروع يحل أزمة الماء في البلد.
فيا محافظة ويا سلطة محلية ويا مجلس محلي ويا مجلس نواب، هل تعتبر مشاريع الطرقات وتوسيعها وبناء ملاعب ضخمة أهم من الماء؟
فماذا توسعت الطرق وأصبحت أجمل مما يتصوره العقل، وبنيت الملاعب لتسع الالآف من المتفرجين، ومات المواطنين عطشاً، من سيسير في هذه الطرقات ومن سيحضر لمشاهدة المباريات، فعلى سبيل المثال مدينة تعز يجرى فيها حالياً الإستعدادات من أجل بناء ملعب لا أعلم من هو الممول لهذا الملعب ولكن هل تعتقدون أن بناء هذه الملعب سيفيد أهالي مدينة تعز؟!
أن هذه المدينة بحاجة ماسه إلى كل ريال يذهب هباءً من مشاريع لا تفيدهم بشيء لذا لا بد أن تصرف أي أموال وتصب في مجراها الصحيح ولخدمة الأهالي الذين باتوا يحلمون بالماء عله أن يتحقق علماً بأن من نعرفهم من أصحاب رؤوس أموال وتجار هم من سكان مدينة تعز فلماذا لا يفعلون شيئاً تجاه هذه الأزمة، فهل تصدقون أن مسجداً في "عصيفرة" يخلو من الماء وأن مصليه يتوضؤون بماء في أوعية خاصة وبعضهم يتوضأ "تيمماً"، هل نحن في تقدم إلى الأمام أم تراجع إلى الوراء وإلا فماذا يسمى ذلك؟!
أنا أرى أن الماء أصبح مشكلة حقيقية تواجه جميع مناطق اليمن بشكل عام دون استثناء ولا أعرف لماذا لا يستفاد من مياه البحار والعمل على تحليتها، لذلك يجب أن يتم الوقوف بحزم أمام هذه الأزمة التي تواجهنا قبل استفحالها وما على الجهات المسئولة سوى أن تتكاتف في جهودها وتتعاون من أجل إيجاد حلٍ سريع لهذه الأزمة وطبعاً المقصود بالجهات المسؤولة هي المحافظة والسلطة المحلية والمجلس المحلي ومجلس النواب.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM