مراد أحمد
إن اليمن يمر بظروف سياسية هي أقرب إلى الانفجار في أي لحظة إنني لا أبالغ عندما أتحدث بهذه اللهجة لأن ما تشهده البلاد بطولها وعرضها من أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية يغذيها في ذلك التصلب والمكابرة والجهل في بعض الأحيان كون الذين بيدهم حل هذه الأزمة لا يملكون من الثقافة والتعليم القدر الكافي لا بداء الحلول السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تجنب البلاد الوقوع في خطر لا يحمد عقباه يتهدد أمن اليمن ووحدته ومستقبله.
بل إننا نشاهد تهرب النظام وتجاهله خطورة الموقف وعدم وجود رؤية مستقبلية لحل هذه الأزمات.
وهذا النظام يجب أن يتوقف عن عبثه في مقدرات الدولة بسبب المفسدين والالتفات للتنمية وبناء دولة المؤسسات والنظام والقانون وأن يعتمد في معاملته على أساس المواطنة المتساوية ولا يتجاهل نداء أبناء الشعب الذين يطالبونه بالعدالة والمساواة وحل مشكلة الفساد ونهب الأراضي كون هذه المشاكل جميعاً هي تراكمات من الماضي والحاضر أدى إلى ما نشهده اليوم من أزمة كبيرة تستدعي الإحساس بالمسؤولية الوطنية من طرف النظام حتى يستطيع أن يلاقي لها الحلول.
إن الحل سيكون صعباً في ظل تجاهل النظام لنداءات الوطنيين الشرفاء بأن الوحدة في خطر.
والأخوان في الجنوب هم شركاء في تحقيق الوحدة ويجب أن نتعامل معهم ويتعامل معهم النظام على أساس أنهم شركاء معنا في الوطن اليمني الواحد الغالي على قلوبنا.
كما أنه لا يصح أن يتعامل معهم النظام على أساس غالب ومغلوب كونهم من دافع عن الوحدة بجانب إخوانهم في الشمال.
وإننا إذا رجعنا بالذاكرة إلى الخلف لوجدناهم في بداية التسعينات بعد تحقيق الوحدة وإلى فترة قريبة محبين ومناصرين لتوحد الشطرين ولا ننكر عليهم بأنهم دافعوا عن الوحدة أثناء حرب صيف 94 بل إنهم الأساس في تثبيت الوحدة أثناء تلك الحرب ويجب أن تستوعب مطالبهم الشرعية بشفافية من قبل النظام وأن لا يستمر في مكابرته وفشله في إنهاء الفساد الذي يعم البلاد طولاً وعرضاً ويتأثر به المواطنون البسطاء شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً فشعبنا يعيش في ظل هذا الفساد أسوأ معاناة وهذا كله يتطلب من النظام وقفة جادة وطنية للخروج من هذا النفق المظلم ولن يكون هذا الخروج إلا بالاستعانة بالوطنيين الشرفاء. <
