;

ماذا لدى أوباما من لونه وماذا لديه من حسين؟ 669

2009-06-09 04:44:14

بقلم/ رشيد شاهين

منذ أن أعلن باراك حسين أوباما عن ترشيح نفسه حتى سارع كثير ممن يشعرون بالإحباط واليأس خاصة في العالم العربي والإسلامي إلى الرهان والتعويل عليه، هذا الرهان أو التفاؤل ومن أنه سوف يعمل على التغيير بالمواقف الأمريكية فيما يتعلق بالقضايا العربية، لم يستند في الحقيقة إلى محاولة حقيقية لفهم الكيفية التي تتم من خلالها صناعة القرار السياسي في الولايات المتحدة، وكان الرهان بتقديرنا يستند في كثير منه إلى مشاعر وعواطف أكثر من أي شيء آخر، ويستند بشكل اخص إلى أن للرجل نسبا إسلاميا من والده حسين، كما أنه من أصول إفريقية بالإضافة إلى لون بشرته...

واقع الحال يقول بأن الرجل جاء إلى حكم دولة هي الأكثر كرها في العالم من قبل الشعوب العربية والإسلامية نتيجة السياسات المارقة وغير المسؤولة والمعادية والمتغطرسة التي اتبعها سلفه بوش الصغير في المنطقة العربية بشكل خاص، وما قام به من تدمير وقتل في العراق وأفغانستان بالتحديد عدا عن الدعم والمؤازرة للكيان العبري.

الرهان على الرئيس الأمريكي لم يتوقف وزادت "حدة" التوقعات المتفائلة منذ أن تم الإعلان عن نيته زيارة القاهرة وتوجيه خطاب أو رسالة إلى الأمة العربية والأمم الإسلامية برغم أنه كان قد وجه رسالة في وقت سابق من تركيا، فما هو الجديد الذي قدمه الرجل فيما قاله؟.

لا شك بأن المفردات التي استعملها أوباما في القاهرة تنم عن فهم وإدراك عميقين للعقلية العربية، وقد "أبدع" عندما استخدم بعض الآيات والنصوص الدينية في محاولة منه للإيحاء بأنه برغم إنكاره نسبه الإسلامي إلا أنه ربما لا زال متأثرا بهذه الثقافة وبإرثه من والده- حسين..

أوباما يدرك تماما بأن ما ورثه عن سلفه بحاجة إلى "ورش" عمل كبيرة وإلى حملات دعائية ضخمة وهائلة ومستمرة من أجل تحسين الصورة الداكنة السواد والسوء التي ارتسمت في أذهاننا، والتي ستبقي أمريكا دولة معادية ومكروهة لأن ما قامت به ضد أبناء الأمة وخاصة في العراق لا يمكن أن يمحى هكذا بمجرد خطبة "عصماء" يلقيها أوباما أو غيره من الرؤساء.

اللافت في خطاب القاهرة كذلك، أن الرجل تحدث بإسهاب عن الهولوكوست، مما يترك سؤالا كبيرا حول ما لنا ولهذا الموضوع، وما علاقتنا نحن كعرب ومسلمين في هذا الذي حدث في أوروبا؟ ولماذا علينا نحن الشعوب العربية أو الشعب الفلسطيني بشكل خاص دفع الثمن لما تم ارتكابه بحق اليهود في الدول الأوروبية أو في أي مكان في العالم؟، ثم لماذا لم يتم الحديث بنفس الكيفية عن معاناة الشعب الفلسطيني الذي تم تشريده على أيدي العصابات الصهيونية وبمساعدة الدول الغربية وفي مقدمتها بريطانيا وبدعم لا محدود من أمريكا؟ ولماذا لم يتم التطرق إلى العلاقات التاريخية التي ربطت الحكم الإسلامي المتسامح مع اليهود الذين عاشوا قرونا في ظل الدولة الإسلامية؟

القضية الأخرى التي أشار إليها بشكل لافت تتعلق بالنضال الذي خاضه "العبيد" في أميركا ومحاولة مقارنة ذلك بالنضال الفلسطيني أو طلبه من الفلسطيني أن يسير على هدى "العبيد" في أميركا، هذه المقارنة كانت في الواقع غير موفقة لأن تلك الطريقة في النضال قد تكون صالحة لهم كجزء ومكون أساسي من مكونات الشعوب الأمريكية، إلا أن الحالة الفلسطينية تختلف تماما، فهذا شعب يعيش تحت الاحتلال ومن حقه أن يناضل بكل الطرق المتاحة، وهو حق تكفله القوانين والشرائع الدولية، ومحاولة وصفه بالعنيف وغير ذلك لن يغير من الأمر شيئا لأن من حق أي شعب يخضع للاحتلال أن يقاوم بكل الطرق المتاحة..

أوباما، حتى لو أحسنا الظن به ومن أنه يرغب في التغيير- لن يستطيع التخلص بسهولة من الإرث الذي تركه كل من سبقه من قادة وخاصة بوش الصغير، وهو لن يستطيع التغيير الذي اتخذه كشعار في حملته الانتخابية، فدولته في حلف وثيق واستراتيجي مع دولة الكيان لن يستطيع الفكاك منه برغم محاولته استعمال الآيات القرآنية ومحاولة الإشارة إلى نضال "العبيد" في أمريكا... ولن يستطيع إقناعنا بأنه لا زال مرتبطا بأصوله سواء الإسلامية أو حتى بلون بشرته، فهو قد "انخلع" أو ربما "خلع" نفسه من إرثية- لونه وحسينه-.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد