أبو أشم
قادة الحراك ومن وراءهم من أمثال البيض والعطاس ليسوا أغبياء فلديهم مواهب مصقولة خارجياً ، إما على أيدي المخابرات البريطانية أو الأمريكية ، فهؤلاء أكثر منا تقدماً في مجال صناعة مواهب العملاء ، إضافة إلى الصناعة الإيرانية التي دخلت المنافسة في مجال صناعة العملاء زد على ذلك أن الصناعة الإيرانية أكثر تقنية بتميزها بالحقد الطائفي والكراهية للعرب، هذه الكراهية والحقد الفارسي للعرب ليست وليدة اليوم، بل إنها متأصلة فيهم لم يستطع غسلها من قلوبهم حتى الدين الإسلامي، فهم يرون أن العرب أقل شأناً من أن يحملوا هذا الدين ، ويرون أنهم أحق بذلك ولهذا تجدهم يحرفون الدين حتى لا يمت للعرب بصلة، وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استلبهم هذا المجد، ولذا يوجهون أفظع التهم لزوجته أمنا عائشة رغم تبرئتها من السماء وبآيات تتلى إلى يوم الدين ، وليس عندي أدنى شك أنه لولا أنهم يريدون تنفيذ مشاريعهم الخاصة لشتموه، إن الحقد الفارسي متغلغل في نفوسهم منذ بدأ العرب نشر الإسلام فيهم بحد السيف، هذا الحقد الذي جعل الهرمزان القائد الفارسي يتآمر على قتل الخليفة العادل "عمر بن الخطاب" برغم إكرام الخليفة لهذا الفارسي عند إسلامه وبعده.
وأعود فأقول إن قادة الحراك أو قل دعاة الردة والانفصال ليسوا أغبياء ، فقد تم صقل مواهبهم جيداً على أيد خارجية تضمر الشر للأمة العربية ولليمن خاصة بمهارة عالية وتربية جيدة، فجعلت منهم خدماً طائعين لهم ، ووبالاً على شعوبهم وأوطانهم، ولنا أن نتساءل لماذا لم ينتفض الحوثي ضد الدولة ويحاول سلخ صعدة أثناء التشطير وفي حالة الضعف التي كانت تعتري الدولة؟ ولماذا لم يطالب قادة الحراك بالانفصال بعد حرب صيف 94م وهم لا يزالون يمتكلون مخازن أسلحة بجميع أنواعها من مخلفات الحزب الاشتراكي؟
بل لم يتفوه لا الحوثي ولا قادة الحراك بكلمة واحدة ، ليس لأنهم كانوا راضين عن اليمن ووحدته ونظامه، فالمظالم التي يتذرعون بها كانت موجودة بل واشد فظاعة من اليوم الذي بتنا فيه قادرين على التعبير عن هذه المظالم ، فيما المظالم السابقة كانت تحصل ولم يجرؤ واحد على التعبير عنها.
إن اختيار الحوثي وقادة الحراك هذا الزمن بالتحديد ينم عن ذكاء وفي نفس الوقت يكشف عمالتهم، فالذي كتم نفسهم في السابق ومنعهم من البوح بمشاريعهم القذرة هو أن أسيادهم الإنجلوا أمريكيين وعبده النار من الفرس، كانوا مشغولين في تدمير العراق وتجزئته وتقسيم غنائم احتلاله، وبالتالي كتموا حقدهم وأجلوا مشاريعهم، لأن أسيادهم مشغولون ولن يتلقوا منهم ثمن عمالتهم وتآمرهم على وطنهم وشعبهم.
لكن عندما تم القضاء على العراق وتم تدميره، اتجهت المؤامرات إلى اليمن ، فلم يكن من بد للحوثي ولا لقادة الحراك إلا طاعة أسيادهم ، وتنفيذ المشاريع الموكلة إليهم والتي يريدها الاستعمار وعبدة النار من الفرس، وكما حصل من تقاسم للمصالح بالعراق يريدونه نموذجاً لتطبيقه على اليمن، وكل منهم على قدر نفوذه وقدرة عملائه في الداخل اليمني، في دعم وتحريض واضحين للحوثي للانقضاض على الدولة وقتل الجنود الأبرياء ونهب الممتلكات العامة والخاصة في محاولة لإقامة دولة شيعية إثنى عشرية في صعدة لضمان مصالح الفرس فيما لو تم تقسيم اليمن والسعودية لاحقاً.
اتجهت أمريكا وبريطانيا وبدعم إسرائيلي إلى دعم الحراك الجنوبي لسلخ الجنوب اليمني عن اليمن ، ومن ثم تقسيمه بينهما على قدر نفوذ كل منهم وقوة وعدد العملاء الذين هم صنع كل منهما.
هذا المفهوم من الأحداث الجارية وتحركات الحوثي وقادة الحراك، خطواتهم مكشوفة للإنسان العادي ناهيك عن المثقف الواعي المدرك لخبايا الأمور. <