;

المنطقة العربية وفضاءات القوة 639

2009-06-11 03:35:55

حسن محمد القاضي

ترى ما هو السبب الحقيقي لفراغ القوة الذي تعاني منه المنطقة العربية عموماً بغض النظر عن ذلك القدر الضئيل من القوة العسكرية لدى البعض والذي لا يخدم في معظمه قضايا الأمة العربية، كما أنه لا يمنع ولم يمنع عنها أي تدخل خارجي، بل ربما كان عاملاً رئيساً سهل دخول القوات الغربية والأجنبية إلى المنطقة وبقائها فيها.

ولعل اجتياح النظام العراقي السابق للجارة الأقرب إليه "الكويت" دليل واضح على ذلك، فبغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى حدوث ذلك، أو من هو المخطئ أو المصيب فيما كان، فالقضية كانت برمتها خطأً فادحاً اشتركت في إنتاجه أطراف عربية أخرى غير الدولتين المعنيتين بالأمر ، كما دفعت إلى اقترافه أياد خفية إقليمية ودولية وفقاً لرؤى ومخططات واستراتيجيات تتباين في أهدافها وغاياتها تظهر وتتحقق وتتضح كل يوم،ومما لا شك فيه أنها تتطور أيضاً وتتفاقم، ونحن وحدنا من يكتوي بنارها ويدفع ثمنها..

ولعل الطلائع العربية الأولى التي قاومت الاستعمار وثارت على الظلم والاستبداد والأنظمة المنبوذة قد تنبهت قبل ذلك التاريخ إلى الخطر المحدق بالمنطقة وضرورة الاستعداد له والعمل من أجل إيقافه..

وربما كانت فكرة الجامعة العربية آنذاك كأول عمل جماعي يجمع تحت رايته دولاً تتشارك اللغة والثقافة والتاريخ وأيضاً الأرض والأهداف والغايات التي تلتقي في معظمها - تلك كانت فكرة سديدة وعملاً كان من المقدر له أن يفي بالغرض الذي أنشئ من أجله وأن يحقق الأهداف والغايات التي تطلعت إليها الدول المؤسسة والتي انضمت بعد ذلك إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً بالرغم من أنه ما زال قائماً، فقد أثبتت الأحداث والتغيرات التي مرت بها المنطقة العربية ذلك وبما لا يدع مجالاً للشك..

وفضلاً عن سلبية الجامعة العربية في القضايا العربية فإنها ربما شكلت عائقاً أمام تقدم العرب تقنياً وعلمياً وإن كانت الجامعة العربية في ذاتها لا يمكن تحميلها مسؤولية ما يحدث نظراً لتشتت الدول العربية وتفرقها والخصومات والاختلافات فيما بينها والتي تتخذ طابع السخرية والعدوانية في بعضها.. وحتى التصالحات التي تحدث من آن لآخر بين بعض الدول العربية لا تعدو عن كونها شكلية فقط للترويج الإعلامي لهذا أو ذاك لا أكثر.

وبدلاً من أن تكون دولة الاحتلال الصهيوني تحت رحمة الدول العربية وترضخ لمعظم شروطها يحدث العكس من ذلك تماماً إذ تعيش دول المنطقة تحت رحمة الكيان اللقيط وترضخ أخرى لشروطها وترضى ثالثة بالتطبيع معها كواقع وحل نهائي فيما تسعى الأكثر تشدداً إلى اقتراح رؤى واستراتيجيات تعترف في مضمونها بتفوق وسيادية ومبادرة الكيان اللقيط وتشكل المعادلة الأساسية التي ستصل إلى النتيجة الحتمية وهي التطبيع إن لم يكن الخضوع والاعتراف وإسقاط كل الحقوق المغتصبة ودون شروط تذكر، وهو ما نخشاه حقاً وإن كنا بحالتنا الراهنة لا نملك ما نمنعه به أو ما نحول به دونه..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد