;

من ثمار تحقيق الوحدة اليمنية .. الحلقة الخامسة : الوحدة ليست مغنماً للأفراد .. وإنما مكسب للشعب 1011

2009-06-11 03:40:41

شكري عبدالغني الزعيتري

تحققت الوحدة اليمنية وقبلها ببضعة أيام انقسم أعضاء المكتب السياسي للحزب الاشتراكي إلي فريقين: (الأول ) كان يرى أصحابه بان يتم تحقيق الوحدة باندماج كامل ويتزعمه علي سالم البيض والقلة معه من أعضاء المكتب السياسي ممن كانوا علي تقارب معه في الرؤية والأفكار والأهداف والنوايا. . والفريق (الثاني) كان يرى أصحابه بأن يتم تحقيق الوحدة اليمنية (تدريجيا ) وعلى مراحل. وحين سافر فخامة الرئيس علي عبدالله صالح إلى مدينة (عدن ) مطالبا الإسراع في تحقيق الوحدة اليمنية وحينها لم يكن يحمل تشددا لأسلوب أو طريقة معينة يتم بها تحقيق الوحدة اليمنية بقدر تشدده في الإسراع بها وبأقرب وقت ممكن. إلا أن من ينادون اليوم بالانفصال وممن كانوا هم أصحاب الرأي الأول كانت توجد لديهم رغبة شديدة في تحقيق الوحدة اليمنية بالاندماج كاملاً والسبب انه عشعش في عقولهم ووجدت لديهم نوايا (الطي والالتهام الكامل ) كونهم رأوا بأنه ستكون الفائدة لهم كأفراد في نظام حاكم مهدد من حوله وبأنه سيمتد حكمهم لحقبة أخرى من الزمن بإطالة عمر سلطتهم وحكمهم كأفراد وليس كحزب سياسي ( اشتراكي ) ومن خلال تحقيق الوحدة بالدمج الكامل لأن النظم الحاكمة اليسارية كانت تنحسر وتحتضر دولها (عالميا) وكان كل من حولهم في دول الجوار نقيض لأيدلوجيتهم اليسارية فذهبوا إلى الوحدة الاندماجية الكاملة. فكان اتخاذ القرار الانفرادي في التوجه نحو الوحدة الاندماجية من قبل أصحاب الرأي الأول من القلة الفردية من أعضاء المكتب السياسي للحزب الاشتراكي وعلى رأسهم علي سالم البيض الذي لم يأخذ رأي رفاقه في الحزب الاشتراكي سواء من أعضاء اللجنة المركزية كما انه تجاهل نهجه بالديمقراطية ويدعيها بتجاوز أصحاب الرأي الثاني وعدم إعارتهم ومناقشة أسبابهم وتبنيهم للرأي الثاني وإقناع احد للآخر وعليه سرعان ما فرض رأيه الفردي على باقي رفاقه بالوحدة الاندماجية الكاملة مع دولة الشمال (سابقا ) وفرض ذلك على كافة أصحاب الرأى الثاني الذين هم اليوم مع الوحدة بينما علي سالم البيض تغير وتراجع ومعه أولئك النفر من أصحاب الرأي الأول فأصبحوا اليوم ضد الوحدة اليمنية لأن ذهابهم إلى الوحدة بالدمج الكامل بالأصل كان لأهداف شخصية وذاتية ولظروف محيطة أحاطت بهم وأجبرتهم ولنوايا في نفوسهم وليس (حبا لها ) حيث كانوا يرون بان لا مخرج من المشاكل التي كان الجنوب يعانيها ولا يمكن التخلص منها إلا بالوحدة الاندماجية وقد اظهر لنا التاريخ والأيام المواقف بأنهم لم يكونوا مع الوحدة اليمنية ولم يكن ذهابهم إلى الوحدة الاندماجية إلا لأنهم اعتقدوا بان تحقيق الوحدة بالدمج الكامل ستكون (مغنماً لهم) لأنها ستحفظ بقائهم في السلطة والحكم بعد أن وصل الحال في الجنوب إلى انسداد والذي كان سيطيح بهم إن استمر الحال كما كانوا عليه في حكم الجنوب ولأنهم خططوا لتحقيق أهداف شخصية وأنانية والتي اتضحت وكشفتها الأيام والمواقف والنداءات ومنها:

(1) أنهم رأوا أنه لا مجال من التخلص من مشاكل الصراعات السياسية الدامية وآثارها ودفن الغل و الأحقاد والكراهية لدى قيادات جنوبية نزحت من الجنوب هربا إلي خارجه وتشعر بالغبن بان تم مصادرة وطنهم عنهم بعد أحداث يناير 1986م وتتحين الفرصة للرجوع إليه وكانوا يترقبون العودة لأخذ الثار ممن كانوا في السلطة علي رأس النظام في الجنوب وحكموا فترة ما بعد ( 1986 م ) فرأى حينها ممن هم اليوم يكررون الدعوة إلى الانفصال رأوا بان الذهاب إلى تحقيق الوحدة اليمنية وباندماج كامل هو الحل لتقييد الأحقاد و لمصادرة الكراهية لدى خصومهم و للقضاء على أي صراعات قادمة متوقعة في الجنوب.

(2) تفكك الاتحاد السوفيتي الذي كان الداعم الرئيسي للنظام في الجنوب وطي مظلته وخروج النظام في الجنوب من استظلاله بمظلة الاتحاد السوفيتي بفقدان التوازن الدولي الذي كان قائما بين اليسار وأنظمته ودوله وبين اليمين وأنظمته ودوله ولصالح اليمين وضد اليسار.

(3) الخشية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وطي مظلته على أعضاء حكومة الجنوب اليمني إذ أضحى حينها كل من حول النظام في الجنوب ودولته من دول إقليمية مجاورة مضادا في الفكر والأيدلوجية وكان يخشى بان يعطي هذا الفرصة ويشجع عودة من طردوا وشردوا بعد الاستقلال وما قبله ابتداء( بالسلاطين وذريتهم وأسرهم ومؤيديهم ). . وانتهاء (بقادة وقاعدة الجبهة الوطنية ) للانتقام الوحشي من النظام اليساري في الجنوب وقد يلقون التشجيع والدعم من دول وأنظمة مجاورة تقف موقف العداء للنظام في جنوب اليمن (اليساري ) وفكره وأيدلوجيته.

(4) تزايد معاناة أهل الجنوب في الداخل وخاصة بعد عام 1986م من ظروف اقتصادية صعبة بسبب الانسداد الاقتصادي الذي أطبق على منافذ ومجريات الجانب الاقتصادي واتخذ منذ السبعينات بداية انطلاقه بان مارس النظام اليساري المتشدد الانغلاق على نفسه وقادته والارتماء كليا في أحضان الاتحاد السوفييتي سابقا باعتقادهم ومراهنتهم على مقدرة النظام اليساري وفكره وأيدلوجيته اجتياح العالم فذهبوا إلى منع أي هامش نحو حركة لاقتصاد حر ومصادرة نشاط الملكية الخاصة الصناعية والإنتاجية و التجارية ووصل الانسداد لأوجه بعد أحداث 1986 م بعد أن فشل علي ناصر محمد الذي رأى ضرورة الانفتاح وحاول الخروج عن قوقعة التشدد اليساري أضف إلى تفكك الاتحاد السوفيتي الذي زاد من مخاوف النظام في الجنوب إذ رأى قاده أنفسهم بأنهم لن يكونوا مقبولين من قبل دول مجاورة وبصفة خاصة دول الخليج لأسباب أيدلوجيته والتوجه اليساري المتشدد و المنغلق والذي لم يكن مقبولا لدى دول الجوار وشعورهم بضعف إمكانية قبول التعاطي معهم بسبب الأيدلوجية اليسارية والذي كان يخشى بسببها أن يتم عرقلة أي خطوات تقدم وتنمية قد يقوم بها النظام في الجنوب وقد تفتعلها دول مجاورة تتناقض مع نظام الحكم السياسي والاقتصادي الذي كان قائما قبل الوحدة في الجنوب.

(5) معاناة الجنوب من شحة الإيرادات المالية وخاصة بعد وقف المساعدات والمعونات التي كان يتلقاها النظام في الجنوب من الاتحاد السوفيتي وبعض دول أوروبية يسارية بعد انحدار أوضاعها الاقتصادية والسياسية وتفكك الاتحاد السوفيتي.

(6) التعرض لشحة توافر الموارد لتغذية خزانة الدولة بالجنوب ومعاناة النظام من تراكم الدين الخارجي إذ كان إجمالي الدين الخارجي على دولة الجنوب في عام 1987م مقداره (560 ألف و927 ) ديناراً. . وفي عام 1990م يوم تحقيق الوحدة كان إجمالي الدين الخارجي على دولة الجنوب مبلغ ( 5 مليارات) مع معانات الخزينة العامة لدولة الجنوب من حالة شبه إفلاس.

(7) زاد من حالة الانسداد الاقتصادي لدولة الجنوب حينها عدم قبول وتعاطي دول مجاورة وأخرى رأس مالية ومؤسسات مالية دولية مع النظام في الجنوب من خلال المعونات والقروض غير المشروطة وبالمقابل وجود الريبة والشكوك لدى حكومة الجنوب تجاه أي اشتراطات كان قد تفرض مقابل المعونات أو القروض مع وجود تشدد لدى قادة في النظام ولصالح الفكر اليساري وأيدلوجيته رغم أن كل دول اليسار حينها كانت قد تخلت عن إيديولوجياتها الاشتراكية المتشددة. هذه المشاكل التي كانت واضحة لدى من ينادون اليوم بالانفصال ويحملون الفكر الانفصالي ولهذا ذهبوا نحو الوحدة الاندماجية مضطرين غير راغبين بها كما أنهم كانوا يمنون أنفسهم بان الشمال غارق في وحل من الفساد ولأذنيه بسبب النظام وحكومته في الشمال وعليه فالنظام في شمال اليمن مغضوب عليه من قبل السواد الأعظم من أبناء شمال اليمن حسب اعتقادهم حينها واعتقادهم الكاذب هذا جعلهم يحسبون حساباتهم الخاطئة بأنه سيتيح لهم الانقضاض على الحكم والسلطة وبدعم شعبي واسع وبالتالي سيلتهمون الكعكة كلها حسب تخطيطهم حينها وبعد أول انتخابات نيابية فستكون الوحدة اليمنية لهم (مغنماً). ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن فحدث عكس ما كانوا يخططون له ويريدونه من مكاسب بعد تحقيق الوحدة اليمنية فلا أصبحت الوحدة مغنماً لهم ولا تم لهم الفرح بمكاسب فردية وشخصية. ولكنها كانت مغنماً للشعب اليمني بأسره (جنوباً وشمالاً ) وعليه ذهبوا يخططون للتراجع عنها في صيف 1994م وحيث لم يتحقق الانفصال. فها هم اليوم يحاولون مرة أخرى.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد