علي الصباحي
لاشك أن الإعلام بشتى أقسامه وفروعه _ المرئي- المسموع - المكتوب- يمثل أهم الوسائل التي تكشف الفساد وتعريه ومن ثم طرح مقترحات وحلول لمعالجته من قبل من يملك اتخاذ القرار في ذلك, وبالتالي فان أي نقد بناء يتناول أي جهة كانت سواء حكومية أو أهلية من قبل أية وسيلة من الوسائل الإعلامية المذكورة سابقا لا يعني بالضرورة التشهير وإلحاق الأذى بالجهة المنتقدة بقدر ماهو دعوة لتصحيح المسار وإصلاح الخلل وتدارك الأخطاء , فالحرية الإعلامية وبالأخص الصحافة في اليمن تتمتع بسقف مرتفع مقارنة بدول المنطقة وهذا شئ لا ينكره الاجاحد معاند للحقيقة الساطعة ومقاطعا لها
, وبالطبع فان
الفضل في هذا الانفتاح يرجع بعد الله إلى فخامة الأخ علي عبدا لله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله ورعاه كونه الذي دشن هذا الميدان الواسع في 22مايو 90م مع قيام الوحدة اليمنية المباركة .
لقد شهد الكثير على ما تتمتع به اليمن من حرية فكرية وطرح الرأي أيا كان هذا الرأي مع أو ضد , وهذا الشئ يضاف إلى السجل التاريخي المليء بالمنجزات لفخامة رئيس الجمهورية ولليمن ككل , وإذا كان الآخرون من الأشقاء يباهون غيرهم برغد العيش وتوسع وتنامي ميدان الغنى فاليمنيون أيضا يباهون نظرائهم بميدان الحرية والديمقراطية وهذا - على الأقل-يخفف من ضغط قلة ذات اليد ويفتح باب التنفس أكثر في المجتمع .
وإذا كانت الإجراءات التي اتخذت مؤخرا بحق بعض الصحف اليمنية جراء تعرضها لبعض الثوابت الوطنية فهذا لا يعني نزول سقف الحرية الصحفية في البلد فالأخطاء واردة في أي وقت ومن أي جهة كانت ولا احد معصوم من الخطاء, لكن تبقى طريقة معالجة الخطأ كيف تكون هل هي طريقة ناجعة أم أنها تراكم من الخطأ نفسه؟!!وهذا هو ميدان التباين والاختلاف..
بقي إن نقول إن ممارسة النقد البناء وتعرية أية جهة كانت تجانب الصواب هو واجب الجميع بلا استثناء مع مراعاة توقير واحترام خطين عريضين ويتمثلا في شخصية رمز الدولة والثوابت الوطنية
, فكل شئ قابل للخوض والمعمعة بشتى وسائل
الإعلام إلا الرئيس والثوابت, ومع يقيننا أن فخامة الرئيس لا يحمل حقدا على أي شخص تكلم أو كتب على شخصه الكريم إلا انه في ذات الوقت لا يتهاون في المساس با الثوابت الوطنية وهذه ميزته منذ ظهوره على المسرح السياسي اليمني . .
Alsabahi77@hotmail.com
