محمد بن ناصر الحزمي
هناك للأسف خلط بين الفساد وبين الوحدة عند بعض الأشخاص وهذا يعد أمراً غير صحيح شرعاً وعرفاً فهما خطان متوازيان لا يلتقيان كما انه من المعيب أن نخلط الشر بالخير والنار بالماء فكذلك من المستحيل أن تجمع الوحدة والألفة والإخوة بالفرقة والفساد الفساد لا يجمع إلا مع الفاسدين وضعاف الخشية من الله رب العالمين إننا نظلم الوحدة اذا قرنا الفساد بها واليوم نسأل الذين ينادون بالانفصال هل نحن ضد الوحدة ام ضد الفساد؟ فان قلتم ضد الفساد فانا وإياكم على سواء ولتتضافر جهودنا لإزاحة الفاسدين بالطرق المشروعة بعيدا عن سفك الدماء وهتك الأعراض ولغة الكراهية حتى وان استخدمها من نقاومه. إننا بحاجة إلى عون الله وتأييده على غول الفاسدين ولابد ان نسلك الطريق الذي شرعه الله في مثل هذا الجهد وسنكون ممن استجاب لقول الله عز وجل "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" وممن قال فيهم " المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" وأما اذا كنا ضد الوحدة فهذا أمر لا يشك عاقل مؤمن انه توجه خطير وفساد كبير لا يقل عن فساد الفاسدين الذي نشكوا منه وهو امر مخالف لقول الله عز وجل " ولا تفرقوا" وقوله واعتصموا بحبل الله جميعا" وقوله"ولا تنازعوا فتفشلوا " وقوله" إنما المؤمنون إخوة " بعد هذا اسأل سؤالاً أريد من دعاة الفرقة مع أني لا ألومهم اذا تشنجوا ودعوا إلى الانفصال كأمر انفعالي لما يقع عليهم وغيرهم من ظلم ولهدف الإصلاح لا أمر استراتيجي يخطط للوصول إلى تحقيقه ، والسؤال هل الانفصال سيكون حل لمعضلة الفساد والمشاكل التي نريد حلها ام انه سيزيد جرحنا عمقاً ومجتمعنا تفرقاً وتمزقاً ومن يؤيد اليوم الانفصال على أساس مناطقي فلن يستطيع أن يمنع مزيد من الانفصال والتمزق في كل أقاليم الوطن.. ان الوحدة بريئة من الفساد والفاسدين برآءة الذئب من دم يوسف ولهذا لا يجوز أن نظلم الفضيلة بتحميلها الرذيلة، إن الشعب اليمني يتوق إلى إزالة الفساد ليعيش يمثل خلق الله آمناً في سربه معافى في بدنه يبني ولا يهدم ويتقدم ولا يتأخر اللهم احفظنا وبصرنا بعيوبنا 
