د.يوسف الحاضري
كدأبي معظم الأيام وخاصة خلال فترة اغترابي في أرض الحرمين الشريفين أتواصل مع معظم أصدقائي في اليمن من خلال الماسنجر أو ما يطلق عليه الشات وذلك لأنها وسيلة سريعة ورخيصة جدا وتستطيع من خلالها تقديم واجب الصداقة للأصدقاء المنتشرين في الأرض ويالها من نعمة أنعمها الله علينا , وخلال محادثتي مع أحد الزملاء في اليمن جرنا الحديث على الأوضاع الحالية في اليمن فكانت معظم كلامة وتعابيرة تدل على الأوضاع السيئة التي تمر بها بلادنا الحبيبة سواء من جانبها الاقتصادي ( وأسبابها الحكومة ) و جانبها التخريبي ( وأسبابها المعارضة ) وغير ذلك , وخلال الحديث لاحظ زميلي مني كل التفاؤل وبأن اليمن ستظل في خير ما دامت السماوات والأرض وهذا الكلام ليس كلامي بل كلام خير البرية من لا ينطق عن الهوى سيدنا محمد صلى الله علية وآلة وسلم, ولاحظ مني دعمي المتحفظ للحكومة واللامحدود للرئيس ولسياسته , فكان الرد منه بقوله: مازلت تقول مثل هذا الكلام وأنت في أرض غريبة - عماله يمنية (حسب تعبيره ) -؟ مازلت تدعم القائمين على اليمن وكنت لأكثر من 3 سنوات تعمل في مؤسسة تابعة للرئيس كمدير ولم تستطع حتى أن تتزوج رغم أنك دكتور وأكثر من هذا لم يتم إلى هذه اللحظة الإفراج عن مكافأتك خلال إنهاء خدمتك؟ مازلت تدعم الأوضاع رغم كل ما حصلك وسيحصل لك ؟؟ فتبسمت بكل ثقة وحب وطمأنته بأن الخيره فيما أختاره الله وبأن الأقدار لا تُرد ثم أستطرقت في حديثي بقولي نعم وألف نعم ونعم سنظل ندعم رأس دولتنا في كل مشاريعه وإتجاهاتة , سنظل خلفه نؤازره ونشد على ساعده سواء كنا في الداخل أو الخارج , سنظل ندعمه بغض النظر عن مكاننا وزماننا وحالنا , تفاؤل خير يا أخي فالأمن أهم من كل شئ والاستقرار نعمة سنندم عليها لو تلاشت من بين أيدينا فلن تنفعنا ضرب الأيدي على بعضها حسرة وندامة , فحتى لو كنتُ مغتربا فهذا رئيسي وله مني حق السمع والطاعة , وحتى لو كنت مغتربا فهذه دولتي ولها مني حق الولاء والنصرة , حتى لو كنت مغتربا فأنتم أهلي وإخواني وأحبابي وأصحابي ولكم مني التعاون على البر والتقوى وحق المساندة والمناصرة والألفة , حتى لو كنت مغتربا فاليمن أرضي وترابها جسدي فمنها خلقني ربي وأدعوه أن يجعلها قبري فلها حق الحفاظ عليها من كل ما قد يدنسها بكل قطرات دمي وبكل خلايا جسدي وبكل أنفاسي وروحي , حتى ولكنت مغتربا يا أخي فلا يعني أن أُحيك الدسائس لأهلي وبلادي,نعم هناك فاسدون ومتنفذون في الدولة , نعم هناك متسلطون على أموال اليمن وثرواتها من مسئولين وغيرهم , نعم هناك فساد ينخر في أجساد المواطنين , نعم هناك بطالة على المستوى المتعلمين وغير المتعلمين , ولكن هذا لا يعطي الحق لأي فرد سواء كان في الداخل أو مغترباً أن يتاجر بهذه القضايا للمصالح الشخصية وأن يستغل ما يمكن أن يستغله للوصول إلى الأهداف الذاتية , ولو كانت هذه الحركات والتحركات والفعاليات وغيرها لها مسارات ومطالب أخرى كالمطالبة بالحقوق ومكافحة الفساد وبدون شعارات سياسية كان سيكون لها فعل ورد فعل كبير جداً بين جميع اليمنيين بداية من رأسها حتى آخر فرد منها , فلا يعني يا أخي أن أكون مغترباً كي أصبح عميلا مثلما دأب معظم المارقين والمرتزقة في الخارج , أصبح كل فرد منهم وبمجرد أن يرزقه الله بعضا من فضلة ينتقم من نفسه ومن شعبه وأهله ويحيك الدسائس لهم والفتن ويتمنى لهم كل خراب ودمار , اصحي يا أخي فأنت في يمن الايمان ووالله لن يطولها ويُفتن بين شعبها وينال منها فرداً كان أو جماعة قريباً كان أو بعيد وفينا قلب ينبض فالأرض التي خُلقنا منها ألا تستحق أن نُدفن فيها حفاظا عليها؟؟ حتى ولو كنت يا صديقي مغترباً فأنا يمني فأنا يمني فأنا يمني )).
Yusef_alhadree@hotmail.com