;

رجال في خنادق الدفاع عن الثورة ..الحلقة «12» 897

2009-06-14 04:01:36

مازلنا نواصل المطاردة النضالية لرجال دافعوا عن الثورة ونستعرض ملاحقتهم لبقايا النظام الإمامي إذ يستطرد المؤلف قائلاً:

وبعدها واصلنا التحرك حتى وصلنا منطقة "غارب هيثم" والمطلة على وشحة، وعندها التقينا بقائد الدبابة التي سبقتنا بقيادة الأخ/ يحيى الحاذق وأفراد الطقم المرافقين له، وأفادوا أن دبابتهم قد انتهت عليهم من وعورة الطريق، فقد انهارت جنازيرها وعجلة القيادة الرئيسية ، ونظراً لما حدث لدبابتهم فقد قاموا بنزع إبرة ضرب النار وتعطيل أجهزة الضرب مصطحبين معهم عدداً من الفيوزات الكهربائية، كما قاموا بتعطيل أجهزة الإتصال والعودة إلى عبس لإبلاغ المسؤولين والذين بدورهم سيوافوننا بما تجدد ، وأصبحنا نواجه نفاذ الوقود فطلبنا منهم إبلاغ المسؤولين في عبس بظروف المنطقة التي تعتبر نائية ولا توجد بها حراسة ولا تعيين.

وأفادوا الزملاء بأنهم تلقوا معلومات من بعض المواطنين بأنه في طريقه إلى وشحه وقد يصلها اليوم أو غداً، وأن المواطنين يرحلون من قراهم خاصة عندما شاهدوا وصول الدبابات وما سمعوا من قبل من أخبار ضرب المدافع لمدينة المحابشة مما جعلهم يتركون ديارهم القريبة من منطقة تواجدنا وهو المكان الذي تم اختياره بهدف التحصين لعدم وجود أفراد مشاة للحراسة.

طيلة أيام الرحلة من الحديدة والمناطق السالفة الذكر حتى ذلك الوقت ويقول المؤلف : مما يجب الإشارة إليه وتوضيحه أني ومن معي من زملاء الطقم كنا نجهل أبسط قواعد التكتيك العسكري للقتال كما يجدر الإشارة إلى عدم وجود وحدات منظمة أو حتى تملك الحد الأدنى من التنظيم والإعداد ، عدى تلك الوحدات الهزيلة والتي كان بعض أفرادها في مركز عبس وحرض والذين كانوا يتبعون عامل المنطقة ومعظمهم من كبار السن والعديد منهم غير متفاعل مع الثورة ، الأمر الذي أدى إلى أن دعت القيادة المواطنين إلى الإنخراط في صفوف الحرس الوطني لمواجهة المخاطر التي كانت قد بدأت تحيط بالثورة.

ومن خلال التآمرات الداخلية وبوادر التدخل الخارجي.

وصول طلائع القوات المصرية إلى اليمن في 5/10/1962م

تحت هذا العنوان يقول المؤلف: بينما كنت وزملائي نعاني من صعوبة الوصول إلى وشحة لمطاردة البدر في ظل تلك الإمكانيات المحدودة وفي غياب الإمداد والتموين والحراسة وغير ذلك كان وجودنا عامل رعب للبدر المخلوع ومن حوله من مناصرين ومغرر بهم وبعد مرور ثمانية أيام على قيام الثورة وفي اليوم التاسع سمعنا عن وصول طلائع الجيش المصري إلى الحديدة ، ومن ضمن تلك الطلائع أعداد من أفراد القوات الجوية التي وصلت إلى العاصمة صنعاء، وبمجرد وصول بعض الطائرات من نوع اليوشن والتي قامت بضرب مدينة المحابشة في اليوم الثاني بعد خروج البدر منها وهو اليوم التاسع من عمر الثورة والتي أحدثت دوياً ورعباً لنظام البدر المخلوع ومن معه من أنصار ومغرر بهم وإحساسه بأن الثورة والشعب يتابعونهم من مكان إلى آخر.

وتلى ذلك وصول قوات بحرية عندها شعر بأن جذور الثورة راسخة رسوخ مرتفعات اليمن العملاقة ، إذ كانت تصل إلينا معلومات أن البدر المخلوع وهو في طريقه إلى وشحة ومن تبعه من المرتزقة يقوم بئغعداد بعض الترتيبات ، ومنها في مركز وشحة بهدف البقاء فيها والانطلاق لمحاربة الثوار باعتبار هذه المنطقة وبحكم موقعها صالحة للتحصين، إذ قام بتكليف المدعو / أحمد عبد الكريم نائباً له في مركز وشحة حتى عودته من السعودية التي فر إليها بعد تزايد الضغط عليه من كل الجوانب تطارده الثورة من قرية إلى أخرى ومن واد إلى أخر.

ويستطرد المؤلف: ولهذا فإن البدر لم يعبر الحدود إلى السعودية إلا بعد أن فقد كل أمل في أيجاد قاعدة داخلية للمقاومة خاصة وأنه يبدو ومؤكداً أن ردود فعل القبائل قد تراوحت بين العداء والفتور في لقائه وعلى أحسن الفروض فإن بعضها قد مكنته من الهرب، إستناداً إلى بعض العادات القديمة للقبائل اليمنية في حماية المستغيث أما المقاومة من أجل الإمامة فهذا ما لم تكن القبائل مستعدة له في هذه المرحلة التي فقد فيها الإمام منصبه فضلاً عن عدم امتلاكه لوسائلة الإغراء المادية.

تحركات جديدة تدعمها مصادر خارجية

في صباح اليوم الحادي عشر للثورة كان الجوع في طريقه للقضاء علينا وأصبح من الضروري البحث عن وسيلة تمكنا من الحصول على لقمة العيش الضرورية للبقاء على قيد الحياة وبالتالي الدفاع عن حياتنا المعرضة للخطر، ولم يتسن لنا ذلك إلا بعد عصر اليوم الثاني عشر للثورة إذ بادر الأخ/ علي عوسجه الفرد الرابع من طقم الدبابة بالتوجه نحو أول قرية قريبة من الموقع طالباً أن يتجه واحداً من الزملاء مع الأخ/ أحمد أبو هادي ونحن نراقبهم منتظرين الفرج وعودتهم مع قليل من الطعام ، ويضيف ومن غير المعتاد أن نشاهد أية تجمعات في الأيام السابقة والتي ظهرت ولأول مرة في هذا اليوم ومعها بدأ القلق يدب في نفوسنا عندها شاهدنا تحركات غير عادية لم نشهدها من قبل ومنذ وصولنا حتى ذلك اليوم وعندما بدأ الظلام يخيم على سماء المنطقة ، إذا بالأخ/ أحمد أبو هادي المكلف بالمراقبة يسرع إلينا ويكلمنا بصوت منخفض أدخلوا الدبابة بسرعة ، وقد أصيب بحالة من الرعب يخبرنا بأن مجموعة مكونة من أكثر من عشرين فرد منهم من هو مسلح والبعض الآخر بمعاول وعصي وسيوف داهموا المكان الذي أقوم بمراقبته والذي احكموا تطويقه طالبين مني تسليم السلاح ومصوبين أسلحتهم نحوي عندها لم أجد مفراً من تسليمه هارباً متجهاً إليكم ، ويضيف أبو هادي بقوله: عندها سمعت مشادة فيما بينهم بمن تكون البندقية وهذا المجموعة لم تكن إلا جزء من مجاميع متجهة إلى هنا وبعد ساعات اتضح لنا بأن معظم أولئك المحيطين بالدبابة هم من أبناء حجور الشام ، يجهلون الثورة والجمهورية وماذا تعني والدليل تلك الشتائم التي كانوا يرددونها ومنها بأن الثورة امرأة.

ولكن هذا الصبر من جانبنا لم يستمر طويلاً حيث بدأ صبرنا بالنفاذ وشعرنا بأن الصبر زاد عن حده ، عندها عملنا حسابنا من قبل غروب الشمس على توجيه مدفع الدبابة على مبنى الحكومة مركز وشحة وكان الهدف من تلك الطلقة إبعاد المحيطين بالدبابة ومن فوقها وإثارة الرعب في نفوسهم حتى لا يتكرر ما حدث ، تدمير الحصن الذي يسكنه النائب / أحمد عبد الكريم وإشعارهم بأن وضعنا متماسك وقوي.

والجدير بالذكر أن ذلك اليوم هو اليوم الرابع ونحن محاصرون ولم يصل إلينا إمداد أو حتى أرسل إلينا من يتعرف على ما نحن عليه ،وإضافة إلى عدم معرفتنا بوصول الآخرين الذين كانوا قبلنا في الدبابة التي تعطلت وعاد أفراد طاقمها إلى حرض.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد