شكري عبدالغني الزعيتري
إننا نستغرب أن يظهر اليوم و بعد مرور تسعة عشر عاماً علي تحقيق الوحدة اليمنية من يدعي بان الوحدة اليمنية هي ( مغرم ) لأبناء الجنوب فيذهب إلي رفع شعارات تحمل مضمون عبارات انفصاليه ويحرض العامة للمطالبة بانفصال الجنوب عن الشمالي اليمني الموحد ويريد العودة بالتاريخ إلي الوراء إلي ما قبل 1990م وأمام هذا أدعو كل عاقل محب لوطنه الموحد ويرأف ويرحم شعبة بالرجوع (زمنا ) إلي الوراء لمعرفة حقيقة أشخاص و أعمال من ينادون اليوم بالانفصال وسيرتهم إذ بنا نجدهم هم ذاتهم من فشلوا بالأمس القريب يوم إعلان دولة الانفصال من عدن في تاريخ يوم السبت 21 / يونيو 1994م . ذلك الإعلان الانفصالي الذي ابتكروه أنفار قله بالأمس بعد أن وصلوا إلي قناعة بان تحقيق الوحدة اليمنية في 22/ مايو 1990م لم تحقق لهم كأفراد المزايا ولم تكن (مغنما لهم ) ولصالح ذاتهم الشخصية إذ لم يحرزوا الأهداف الشخصية والأنانية التي أرادوها ولم يجنوا الفوائد التي خططوا لها أن تكون فور تحقيق الوحدة اليمنية .. واليوم رأوا محاولة الكرة برغبتهم وما هم إلي أنفار قلة وكأفراد مرضى بالأنانية وحب الذات الدعوة إلي الانفصال مع تغيير مضمون المبداء الذي كانوا تبنوه في 1994 وهو (عدم المغنم لهم ) كأفراد .. واليوم رأوا ويأملون أن ينجر في فلكهم كل أبناء الجنوب مستغلين ظروف اقتصادية صعبة تمر بها البلد وتردي أوضاع معيشية لكافة أبناء البلد بان ذهبوا بالنداء والتحريض للبسطاء من العامة والدفع بالشباب من صغار السن في بعض مناطق محافظات جنوبية ومن خلال ادعاءات كاذبة وملفقة يريدون بها الإقناع للعامة من الناس بان الوحدة اليمنية (مغرم ) لأبناء الجنوب نستغرب أن الأحداث لم تأدبهم وان خططهم ونواياهم التي فشلت بأن أجهضت في 1994م لم يعتبروا منها . ونستغرب أن يعودا اليوم وللمرة الثانية وبكل سفور وعلي الملا العالمي ودون خشيه من الله ورسوله وخلقه ودون مراعاة ظروف الشعب اليمني الصعبة ومعاناتهم ومشاعرهم ويضعون أنفسهم ليكون إن صح لنا القول (كالخوارج) عن درب معظم رفاقهم المناضلين الوحدويين من قادة وقاعدة الحزب الاشتراكي ممن سعوا وبإخلاص وناضلوا بشرف لأجل تحقيق الحلم يوم 22/مايو 1990م ولا ينكر أحدا من أبناء اليمن من شرقها إلي غربيها ومن شمالها إلي جنبها في اليمن إن الحزب الاشتراكي قدم (التضحيات) لأجل تحقيق الوحدة اليمنية ومع شريكة المؤتمر الشعبي العام وقياداته وقاعدته وهذا يسجله لهم التاريخ بماء الذهب والدم كقادة لحزبان اشتركا في تحقيق الوحدة اليمنية بالذهاب إلي ما تم انجازه يوم 22 / مايو 1990م وكللوا نضال من سبقهم من لشرفاء الوطنيين الوحدويين .. ولكن مع استثناء القلة القليلة من (الأنفار ) ممن تراجعوا عما ذهب إليه الجميع يوم تحقيق الوحدة وظهر لنا جليا تراجعهم في عام 1994م وأفعالهم وأقوالهم وما أعلنوه في يوم السبت تاريخ 21 / مايو1994م يثبت لنا أنهم ذهبوا إلي ذلك اليوم 22 / مايو 1990م وهم يبطنون أهداف أنانية خفية وما كان قبولهم بالوحدة اليمنية يوم 22/ مايو 1990م وباندماج كامل إلا أملا وتأكدا بان نواياهم الشيطانية ستحقق لهم وأقوالهم وما ينادون ويؤكدون إصرارهم بالدعوة والتحريض إلية (الانفصال ) يثبت لنا بان ذهابهم نحو تحقيق الوحدة اليمنية كان ليس (حبا في الوحدة اليمنية لذاتها ) وإنما حبا لأنفسهم وأطماعهم وأنهم كانوا يبطنون في جعبتهم ما مخططات لتحقيق أهداف شخصية وأنانية واتضحت جليا ما كشفتها الأيام والمواقف والنداءات .. وها هم اليوم يعودون ليطالبون بالانفصال ووهمهم بان نجاح ما فشلوا به سابقا بإقامة دولة انفصال في عام 1994م بان سيكون سهل المنال وباعتقادهم الخاطئ بان الظروف اليوم مناسبة بان سيتحقق ما فشلوا به مستغلين عامة الناس وظروف اقتصادية صعبة تمر بها البلد وتردي أوضاع معيشية لكافة أبناء البلد فذهبوا لإطلاق مناداتهم وتحت مبدءا جديد هو أن الوحدة اليمنية (مغرم ) لأبناء الجنوب عامه يريدون استنهاضهم ليحملون عنهم فكرهم ونزعنهم و رؤاهم الانفصالية والتي يرونها بان بها فقط إن تحققت ستلبي مطامعهم الشخصية والأنانية فظهروا للبسطاء من الناس وللأطفال والمراهقين والشباب وتحت التستر بالمصلحة العامة لأبناء الجنوب وحرصهم عليها والتي يتشبثون بها اليوم بينما هي ابعد مما نتصوره عن تفكيرهم فهذه المصلحة العامة لم يكونوا لها قبل دولة الوحدة و أثناء قوتهم وسلطانهم وحكمهم في الماضي القريب حتى أنهم لأجل ذلك تناحروا بينهم ولم يرحموا بعضهم بعضا في 1986م .. واليوم ينادون ويحرضون لأجل الانفصال وتحت لواء (مصلحة عامة لأبناء الجنوب ) الذين شردوا ونكلوا بمعظمهم .. إذ أن تاريخهم وسيرة أعمالهم في الماضي القريب تقول لنا أنهم كانوا أقرب من مصالحهم الشخصية والخاصة (الأنانية ) والرغبة في الحكم والسلطة لهم فقط ومازالت. فيما يذهبون إلية وينادون به و يريدون ينهض الشعب اليمني في مواجهة لبعضه و يطحن ويقتل بعضه البعض . ونذهب لنقول أنهم بهذه الرغبة والتوجه يؤكدون وبنا لاشك فيه بأنهم بعيدين عن المصلحة العامة لأبناء الجنوب خاصة وشعب اليمن عامة وأنهم بهذا التوجه بعيدين عن الخير والإنسانية والرحمة .. وأمام هذه الادعاءات الكاذبة التي يريدون بها خداع أخواننا أبناء الجنوب نقول (الإنسان المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتان ) .. . وأخيرا أقول الأحرى بكل من ينادي بانفصال أن كانوا بالفعل يحبون أسرهم وأبنائهم وأحفادهم بان لا يلبسوهم ثوب العار والخزي من بعدهم ودون ذنب لهم.. وان كما يزعمون بان مناداتهم هو لأجل الخلاص من الفساد والمفسدين إذ أنهم يرون كما يري المتفحص بمجهره ( الميكروسكوبي جراثيم وباء ) فليجسدوها لنا رؤية بالعين المجردة ويظهروا أدلتهم وإثباتاتهم البينة علي وثائق مؤكده وتوضح شخصية كل مفسد من أي منطقة كان ينتمي أو أسرة ولنذهب جميعنا إلي محاربته و الإصلاح والمناداة والعمل وشحذ الهمم للقضاء علي الفساد والمفسدين أين ما كانوا ...وليس الذهاب إلي المناداة بالقضاء علي الوحدة اليمنية .. ومع أننا نعترف بوجود فساد إداري ومالي ولكن لا نبالغ بالذهاب إلي دمار عام للشعب اليمني والوطن ونسعى للإسهام في إصلاح وكلا بما استطاع وبأي وسيلة سليمة توافرت لدينا وغيرنا من المصلحين هكذا اعتقد هو (حب الوطن والغير من بني البشر ) .. واخلص إلي التساؤل والقول : هل يعقل لدي كل عاقل مكمل بعقلة بأن يذهب ليصحح الخطاء (كالفساد أو غيره مما يضر بالوطن والشعب الموحد ) والذي يمكن تصحيحه بتغيير الأشخاص ومع مرور الوقت وتكرار العمل وشحذ الهمم بارتكاب الخطيئة (الانفصال ) اللعنة التي ستكون دائمة ولن تزال و والتي إن تمت( وهذا مستبعد كبعد السماء عن الأرض) لا يمكن بعدها القضاء عليها وسيكون فيها دمار عام لشعب توحد وتجزئة لأرض اتصلت .. وأخيرا أقول : لكل من ينادي بالانفصال (أف . أف) للأنانية وحب الذات وللمصالح الشخصية التي تغطت عندكم علي مصلحة وطن موحد وشعب متجانس توحد .
Shukri_alzoatree@yahoo.com