كروان الشرجبي
تتصف مرحلة المراهقة والشباب بالتمرد والتقلب والبحث عن الجديد كما يتخللها التأثر بالآخرين والاهتمام بالإثارة الانفعالية والفكرية وكل ذلك مرحلة طبيعية يمكن أن تصل بالشاب إلى مزيد من النضج والنمو والاستقرار والوضوح.
ومما لا شك فيه أن أنواع الموضة المتعلقة بشكل الجسم والثياب وفي الزينة والتزين لها جاذبيتها بالنسبة للشباب والشابات وهناك صراعات وأشكال متطرفة وغريبة في كل ذلك ويمكن لهذه الفئة من الشباب التعلق بأنواع الموضة أكثر من الفئات العمرية الأخرى بسبب طبيعتها وحيويتها ودائماً ما يبحث الشباب عن ا لقبول الاجتماعي من الآخرين وأن يكون موضة اهتمام وانتباه منهم وأن يكونوا متميزين ولهم وجودهم الخاص المستغل وأعتقد أن هذا طبيعي وكلنا مررنا بهذه المرحلة وهذا التميز يعد صحياً ومطلوباً إذا كان في الحدود المقبولة لأن القليل من التمرد في المظهر والشكل لا بأس به ما لم يصبح شاذاً وفرضياً ولكن هناك من يبالغ كثيرا ً في التميز لدرجة التطرف ويصبح شكلهم شاذاً ومنفراً للأنظار فهم أحياناً يبتدعون تقليعات لا يعلم أصلاً لها وهؤلاء وبحسب رأي استشاري الطب النفسي د/ حسان المالح هم حالات متطرفة يتعلق فيها الشاب أو الشابة بمظهر غريب أو موضة جديدة ويجب البحث في الأعماق والأسباب الخاصة التي تدفعهم إلى ذلك التعلق فبعض السلوكيات تكون عابرة أو مؤقتة ومرتبطة بظرف معين أو تقليد لصديق أو تحد لمجموعة الأصدقاء أو لإثارة اهتمام شخص من الجنس الآخر وغير ذلك عند البعض الآخر تصبح عند البعض الآخر سلوكيات متكررة وسمة طاغية على الشخص وإدمانية وفيها يستهلك الشخص طاقاته وتفكيره باحثاً عن الغرابة في الموضة وصرعاتها وبعض هؤلاء مرضى يحتاجون للعلاج حيث يمكن لعدد من الاضطرابات النفسية أن ترتبط بالغرابة في المظهر والثياب وأن تكون تلك الغرابة بداية للاضطراب أو جزء منه كما أن بعضهم يعاني من صراعات شديدة داخلية مرتبطة بسلطة الوالدين أو أحدهما أو بالتنافس مع الأخ أو الأخت ومن المطلوب التعرف على تلك الصراعات والسير في حلها بطرق ايجابية ناجحة والتخفيف والحد من أضرارها والقاعدة العامة أنه لا بد من الاهتمام بالأعمق والأروع والأفضل والأبقى .
هذا رأي طيب متخصص ولكنه أغفل شيئاً مهماً وهو كيف نهتم بالأعمق والأروع والأفضل والأبقى ؟ وأنا أعتقد أن الفراغ هو السبب الرئيسي أن ملء الفراغ بشيء مفيد وبشكل ايجابي يجعلنا نتعامل مع صراعاتنا الداخلية بشكل أكثر نجاح وقوة عموماً أتمنى من أعماق قلبي أن تختفي هذه الظاهرة وأن يلتفت شبابنا إلى الاهتمام بالنواحي الداخلية لشخصيتهم بدلاً من الالتفات إلى المظهر الخارجي.
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM